كريتر نت – متابعات
تحدث القانوني والنقابي والباحث والكاتب ثروت الخرباوي في برنامج (مراجعات) الذي يعرض على (العربية) عن أسباب انضمامه لتنظيم الإخوان المسلمين، وحياته داخله، وأسباب خروجه منه، إضافة إلى تناوله العديد من الموضوعات الحساسة التي وثقها في كتابه “سرّ المعبد”، كعلاقة الجماعة مع الماسونية.
وقال الخرباوي، الذي قضى أكثر من (23) عاماً داخل صفوف الإخوان: إنّ “العاطفة الدينية وجهتني، ثم جلسات ولقاءات. ثم فوجئت في أحد هذه اللقاءات بدرس عن رسالة تعاليم حسن البنا، كانت هذه الرسالة تحمل تعاليم أساسية للتنظيم مثل “السمع والطاعة والثقة في القيادة”. هذه اللقاءات الدينية كانت بمثابة بوابة الدخول إلى عالم الإخوان، حيث تعلم الخرباوي تلاوة القرآن وحفظ الأحاديث النبوية، وأصبحت اللقاءات الدينية والتنظيمية جزءاً لا يتجزأ من حياته، وعززت من ارتباطه الفكري والتنظيمي بالجماعة.
وروى الخرباوي كيف بدأت رحلته الحقيقية مع الإخوان، قائلاً: “أوّل أسرة في الإخوان كانت بمثابة العائلة الثانية لي. بدأت كعضو محب، ثم مؤيد، وبعد ذلك أصبحت أخاً. في هذه المرحلة كان يتم فرض التزامات مالية، مثل دفع مبلغ شهري للتنظيم”. هذا التدرج كان جزءاً من النظام الدقيق للتنظيم، حيث كان الأعضاء يتعلمون تدريجياً مبادئ التنظيم والولاء والطاعة.
وتحدث الخرباوي عن الأنشطة الداخلية التي كانت تهدف إلى تعزيز الانتماء والولاء للتنظيم. وقال: “كانت هناك أنشطة مثل حفظ القرآن وتعلم الأحاديث النبوية، بالإضافة إلى أنشطة رياضية وتدريبات بدنية. كنت أستيقظ في الفجر وأتلقى توجيهات محددة من القيادة، مثل أن أقوم بمهمة معينة دون معرفة التفاصيل الكاملة”.
ويصف إحدى التجارب قائلاً: “أحياناً كنت أتلقى تعليمات غامضة، مثل أن أحمل كوب ماء إلى شاطئ البحر، وأدفنه في الرمال. كانت هذه الأنشطة تهدف إلى اختبار الطاعة والانضباط”.
ويصف الخرباوي كيف كانت البيئة التنظيمية تؤثر على الأعضاء وتشكيل شخصياتهم: “كانت هناك تربية خاصة وثقافة خاصة يتم غرسها في الأعضاء منذ البداية. كنت أشعر بأنني جزء من مجتمع متماسك وملتزم بمبادئ وقيم محددة، هذا الشعور بالانتماء كان يعزز من ارتباطي بالتنظيم”.
وتابع: إنّه مع مرور الوقت، بدأ يلاحظ التناقضات والازدواجية في سلوك تنظيم الإخوان، مّما دفعه للبحث والاستقصاء عن حقيقة التنظيم وأهدافه، وهذا البحث جعله يدرك أنّ التنظيم كان يتبع أساليب التنظيمات السرّية، ويستخدم وسائل غير مشروعة لتحقيق أهدافه.
بعد رحلة طويلة من الشكوك والتحولات الفكرية، اتخذ الخرباوي قراراً حاسماً بالانفصال عن تنظيم الإخوان، والبدء بحياة جديدة بعيداً عن التنظيم.
وبعد انفصاله عن تنظيم الإخوان، قرر ثروت الخرباوي أن يوثق تجربته، وأن ينقل ما شاهده وعاشه داخل التنظيم من خلال الكتب والأبحاث، ونقل تجربته للأجيال القادمة لكي لا يقعوا في الفخاخ نفسها التي وقع فيها”.
بدأ الخرباوي في كتابة كتابه “سرّ المعبد”، والذي يُعدّ من أكثر الكتب إثارة للجدل حول تنظيم الإخوان المسلمين.
في هذا الكتاب يسرد الخرباوي تفاصيل دقيقة عن تنظيم الإخوان؛ هيكلهم السرّي، وأساليبهم في التجنيد والسيطرة.
أحد أكثر المواضيع إثارة التي تناولها الخرباوي في كتابه، هو العلاقة المزعومة بين تنظيم الإخوان والماسونية. يقول: “وجدت تشابهات كبيرة بين هيكل التنظيم وأسلوب تنظيم الماسونية. كانت هناك رموز وطقوس تشير إلى تأثر واضح بالجماعات السرّية”. ويضيف: “في أحد الفصول تطرقت إلى الشعار الذي يستخدمه الإخوان، والذي يتضمن سيفين ومصحفاً وكلمة “وأعدّوا”؛ هذا الشعار يحمل في طياته رمزية تتعلق بالقوة والسيطرة، وهو ما يشير إلى تأثيرات ماسونية”.
بعد نشر “سرّ المعبد”، تلقى الخرباوي ردود فعل متباينة من القراء والنقاد وتهديدات من الإخوان المسلمين، واتهموه بالخيانة والكذب”.
في سياق بحثه، يشير الخرباوي إلى العلاقة المثيرة للجدل بين حسن البنا والماسونية. ويقول: “اكتشفت أنّ حسن البنا تلقى دعماً مالياً من رئيس شركة قناة السويس الذي كان أيضاً رئيس المحفل الماسوني في باريس، وهذا الدعم يثير الكثير من التساؤلات حول الأهداف الحقيقية لتنظيم الإخوان وصلاته بالماسونية العالمية”.