كريتر نت – عدن
اوضح الدكتور عبد الرحمن عمر السقاف الأمين العام للحزب الاشتراكي اليمني إن الأوضاع في اليمن هي حالة سياسية تخلو من أي إرادة وطنية جامعة وواضحة وفاعلة، وفي وضع تنعدم فيه العناصر الضاغطة أو القادرة على خلق زخم سياسي.
جاء ذلك في حديثه بالاجتماع الذي رأسه صباح اليوم السبت، في مكتبه بالعاصمة المؤقتة عدن، للأمانة العامة للحزب بحضور نائب الأمين العام الدكتور محمد المخلافي والأمين العام المساعد الأستاذة جوهرة حمود وعدد من أعضاء الأمانة العامة والمكتب السياسي الموجودين في عدن، وكذا ممثلي الحزب في الحكومة، للوقوف أمام مستجدات الأوضاع على المستويين الوطني والحزبي.
وتطرق السقاف في إحاطته السياسية الشاملة حول عددٍ من القضايا على الصعيدين المحلي والإقليمي والحياة السياسية للأحزاب اليمنية عموماً والحزب الاشتراكي خصوصاً، وكذلك الأوضاع السياسية والاقتصادية الراهنة التي يعيشها البلد والضغوط المعيشية الثقيلة التي يعاني منها المواطنون في أنحاء البلاد كافة، وفي مقدمتها انهيار العملة وارتفاع أسعار السلع الغذائية وانعدام الأمن الغذائي.
وقال : أن الأحزاب السياسية والقوى المجتمعية بتنوعها ضعيفة وهشة، وغير قادرة على الفعل، وإذا ما اقتربنا من الأحزاب التقليدية نجدها مثقلة بواقع الأزمة ومرغمة على مراعاة الأوضاع السياسية والانقسامية السائدة في البلاد، وبالمحصلة تبقى الحركة الحزبية مشلولة ومعزولة عن الواقع.
وأشار السقاف إلى هيمنة الخطابين الديني والمذهبي والشطري والمناطقي مع امتلاك أصحاب الخطابين إمكانيات إعلامية ضخمة.
وتابع أن الأحزاب السياسية التقليدية أصبحت محاصرة من القوى والتيارات السياسية والعسكرية، وترى هذه القوى في الحزبية خطرًا على مشروعها ولا تسمح لها بالعمل في مناطق سيطرتها.
ونوه أمين عام الاشتراكي إلى أن الحالة السياسية الحالية (الخالية من أي إرادة وطنية شاملة) والقائمة على فسيفساء من المصالح المتصادمة والمتشرذمة بداخلها، وترتبط بتحالفات خارجية ودول إقليمية لها مصالح جيوسياسية في اليمن وهي بذلك تعبير أمين لمصالح تلك الدول وتقوم بدور وظيفي في سياقات تلك المصالح الجيوسياسية في اليمن وتتمتع بامتلاك القوة العسكرية وهو ما يجعل منها قوة وازنة في مجال السياسة، وهم حصريًا اللاعبون السياسيون في الوضع الحالي وقد يحلون محل الأحزاب السياسية.
وأكد الدكتور عبد الرحمن عمر أن توزيع القوى ومكانة كل منها في ميزان القوة في البلاد لا يزال غير مستقر وهو متأرجح، ومكانة هؤلاء اللاعبين داخل ميزان القوة في البلاد تتحسن أو تسوء بناءً على ما يناله من الدعم من تحالفاته الخارجية.
وزاد أنه ليس هناك بالمحصلة وفقاً للتركيبة الداخلية وتحالفاتها الخارجية أي من القوى السياسية القائمة، كانت أحزاباً سياسية أو قوى مجتمعية مدنية أو تيارات عسكرية أو تجمعات فئوية أو مناطقية، من لديه دعم وطني شامل.
واردف خلال عشرية الحرب التي جرت في اليمن تمزق النسيج الاجتماعي نتيجة الاستقطابات المذهبية والمناطقية والإيديولوجية والتأثر بالسياسات التي انتهجتها سلطات الأمر الواقع المنتشرة في جغرافيا اليمن، وتزاحم سلطة الشرعية التي تمثل الدولة ورموز سيادتها، ولا أحد قادر على حسم الأمور أو تحقيق النصر النهائي في ميدان القتال.
واتم إن المقدرات الاقتصادية لليمن لم تتدهور فحسب، بل تم تدميرها، وبنيتها الاقتصادية ومنظومات هذا الاقتصاد ومؤسساته التي يقوم عليها تعاني من الانقسام ومواردها تشتت، وساءت الأحوال المعيشية للشعب، وبحسب إحصائيات أممية، فإن ٨٠ بالمائة من السكان بحاجة إلى مساعدات غذائية، ونازحين داخليًا ولاجئين في الخارج، والأخطر أن معظم من هاجروا هم كفاءات علمية ومعرفية عليا وأكاديميون وكوادر مهنية لتخصصات عالية فقدتهم البلاد، ولا يمكن تعويض هذه الخسارة في وقت قصير في المستقبل.
وتلقى المجتمعون إحاطة شاملة من فريق الحزب الممثل في الحكومة تحدث فيها كل من الدكتور واعد باذيب وزير التخطيط والتعاون الدولي، والمهندس توفيق الشرجبي وزير المياه والبيئة، والأستاذ ناصر شريف نائب وزير النقل، عن أوضاع الحكومة وما تعانيه في ظل توقفها عن تصدير النفط وتوقف الدعم من المانحين وانخفاض إيراداتها بحيث تغطي ٢٥ بالمائة فقط من إجمالي نفقاتها، وكذلك توقف أغلب المانحين عن دعم عدد من المشاريع الحيوية والهامة لمعيشة المواطن، والأخطار المترتبة على ذلك في المستقبل القريب.
وناقش المجتمعون جملة من القضايا التنظيمية وأوضاع الحزب الداخلية وعلاقته مع أحزاب الاشتراكية الدولية واليسار العربي، وفي هذا الصدد قدم نائب الأمين العام الدكتور محمد المخلافي شرحًا وافيًا لحضوره مؤتمرات الاشتراكية وبدأ دفع اشتراكات الحزب لإعادة تفعيل عضويته في تلك المنظمات.
وفي ختام اللقاء تم إقرار عدداً من القرارات والتوصيات المتعلقة بمواقف الحزب على المستوى الوطني، وكذلك في إطار الحياة الداخلية للحزب الاشتراكي اليمني.
وكان المجتمعون قد وقفوا في البداية دقيقة حداد وقراوا الفاتحة على اروح شهداء فلسطين الذي سقطوا ومازلوا بألة القتل الوحشية الصهيونية التي لم توفر دم طفل أو امرأة أو مسن على مرأى ومسمع من العالم الذي يدعي زورا بأنه حر و أمام ضمير أنساني عالمي أخرس، وكذا ضحايا كارثة السيول في الحديدة وتعز وحجة الغير مسبوقة والتي تسببت في مقتل العشرات ونزوح المئات وتضرر الآلاف من المواطنيين الذي أصبحوا بين ليلة وضحاها في العراء.