كريتر نت – متابعات
هاجمت أوكرانيا مدينة كورسك الروسية الأسبوع الماضي، مخترقة بذلك الحدود بين البلدين لأول مرة منذ الاجتياح النازي عام 1941، وتهدف الهجمة المفاجئة إلى إضعاف الروس نفسيا، ولتخفيف حدة الهجوم على جبهات أخرى، ولإظهار أن أوكرانيا لم تخسر الحرب بعد.
يقول مايكل كلارك -أستاذ في دراسات الدفاع في كلية كينغز لندن- في تقرير لصحيفة صنداي تايمز إن الهجوم جاء بعد هزائم متعددة للجيش الأوكراني، ويعد محاولة متهورة من تخطيط الرئيس فولوديمير زيلينسكي، الذي كان يطالب بهجوم كبير على روسيا منذ بداية الصيف رغم نصح قادة الجيش الأوكراني بتجنب ذلك.
وبرأي الكاتب، فسيقاس نجاح الهجمة بمدى مقدرة القوات الأوكرانية على استنزاف موارد روسيا قبل الانسحاب المقدر أن يكون بعد 72 ساعة من الاجتياح.
ولم يكن حلفاء كييف الذين استخدمت بعض أسلحتهم في الهجوم على علم بالعملية، إذ كان زيلينسكي على معرفة بأن طلبه بالاجتياح سيقابل بالرفض، خصوصا من داعميه في حلف شمال الأطلسي (الناتو)، الذين يعون أبعاد أن تستخدم أسلحة الحلف على الأراضي الروسية، فاختار أن يهجم من دون إطلاعهم.
ويقول الكاتب تعليقا على الهجوم إن القادة السياسيين، الذين غالبا ما يفتقرون إلى الخبرة العسكرية، يكونون المسؤولين عن اتخاذ قرارات إستراتيجية مهمة، وفي حالة زيلينسكي -الذي كان ممثلا كوميديا قبل أن يصبح سياسيا- فإن هذه العملية تعد ثاني أهم قرار إستراتيجي اتخذه منذ أن قرر خوض الحرب مع روسيا.
ويشير النقاد إلى أنه لا يمكن أن تحل هذه العملية الخطيرة أزمة أوكرانيا بشكل كامل، أو أن تؤدي إلى تغيير جوهري في مسار الحرب، بل من المرجح أن تصعّد النزاع، وأن يكون الرد العسكري الروسي قويا، مما سيضع أوكرانيا في موقف أكثر صعوبة.
كما أن المخاطرة بإرسال جنود من النخبة ومعدات ثمينة إلى مهمة فيها مجازفة كبيرة قد تكون هدرا للموارد من دون تحقيق فوائد إستراتيجية ملموسة، في وقت يعاني فيه الجيش الأوكراني من نقص العتاد أمام الجيش الروسي.
وضم الهجوم من 6 إلى 10 آلاف جندي من اللواءين 22 و88، اللذين يضمان نخبة القوات الأوكرانية، واللواء 80 للهجوم الجوي، إلى جانب مركبات مدرعة أميركية من طراز سترايكر، ومركبات مدرعة ألمانية من طراز “ماردر”، ودبابات “برادلي”، وفق ما أوردته صنداي تايمز.