د. ياسين سعيد نعمان
كل الذين راهنوا على الارهاب في تغيير المعادلات السياسية على الارض اصطدموا بحقيقة أن الارهاب قد انقلب عليهم في نهاية المطاف ، وصاروا هدفاً له .
ما يجري في اليمن ، وفي الجنوب على وجه الخصوص ، هو تكرار ممل لتجارب كثيرة في استئجار الارهاب لتغيير المعادلات على الارض .
قبل أيام حملت الأخبار ما يفيد أن دولة عربية جارة لليمن أطلقت عدداً من معتقلي جوانتانامو اليمنيين كانت قد تسلمتهم من الولايات المتحدة في اتفاق ثنائي للاحتفاظ بهم لتمكين الأخيرة من اغلاق معتقل جوانتانامو .
وقامت هذه الدولة الجارة بارسالهم إلى اليمن ، دون أن يوضح مصدر الخبر من هي الجهة اليمنية التي تسلمتهم . لم تعلق الحكومة اليمنية على الخبر ، ربما انسجاماً مع سياستها القاضية بتحمل الأذى الأصغر من الشقيق تجنباً للأذى الأكبر .
غير أن واقع الحال يقول إن الأذى هو الأذى ، صغر أو كبر ، لا سيما وأن الحوثي ومن ورائه إيران بات يحتضن الإرهاب ويوظفه خاصة في المناطق التي يستطيع أن يوفر فيها بيئة مناسبة لعمله .
الارهاب الذي ضرب مؤخراً في مودية هو محصلة عدد من العوامل تتراوح بين مخطط ، وممول ، وحاضن ، ومستفيد ، وهؤلاء جميعاً يتوزعون فوق رقعة سياسية وإجتماعية وعسكرية واسعة تتداخل وتتشابك في مصلحتها في عمل كهذا رغماً عن تناقضاتها وخلافاتها ، وهذا هو الوضع الذي يستعيد فيه الارهاب مكانته في الوقت الحاضر في اليمن .
أكرر القول إن كل الذين تعاقدوا مع الارهاب لتغيير المعادلات كانوا دائماً في حاجة إلى ستر عورات ضعفهم ، ولم يتعلم من جاء بعدهم من الدرس من أن الارهاب لم يصنع نصراً لنفسه ولا لغيره ، ولم يغير معادلات ، كل ما عمله هو القتل وسفك الدم واستلام الأجرة في عمل سيتكرر طالما هناك من أدمن استئجار القتلة .
من صفحة الكاتب في الفيسبوك