كريتر نت – متابعات
في مقال نشر بصحيفة “غارديان” أكد الكاتب والصحفي البريطاني أوين جونز على أهمية استذكار تفاصيل ما تقوم به إسرائيل من فظائع بحق الفلسطينيين حتى لا تنجح جهودها وجهود قنوات الأخبار التي تدعمها في تحريك أنظار العالم بعيدا عنها، إذ تدعم تغطية القنوات الغربية إستراتيجية إسرائيل المعتادة لمواجهة الاتهامات: الإنكار فلوم الغير فالاحتيال ثم الانتظار بهدوء حتى ينتقل اهتمام العالم إلى موضوع آخر.
وقال الكاتب إنه لو ارتكبت حركة حماس في 7 أكتوبر/تشرين الأول جزءا مما ارتكبته إسرائيل لرددت قنوات الأخبار الغربية ذلك دون توقف على مسامع جماهيرها.
ووصف جونز تغطية القنوات “جرائم” إسرائيل بأنها “مضللة”، إذ إنها تنقل الأحداث على حدة وتعزلها عن بعضها، وتبث خبرها لمدة قصيرة، مما يمنع المشاهد في الغرب من فهم الصورة الكاملة ورؤية إسرائيل على حقيقتها.
ووفق الكاتب، فإن سلسلة من “الفظائع” -منها قتل الطفلة هند رجب واغتيال الصحفية شيرين أبو عاقلة، إلى جانب التسبب بقتل 40 ألف فلسطيني، بينهم 14 ألف طفل- تظهر الدولة الإسرائيلية على حقيقتها، وهي أنها “دولة إجرامية” لا تبالي بالقوانين الدولية، وكتب “إذا كنت تشك في طبيعة الهجوم الإسرائيلي على غزة فتذكر هذه الطفلة الصغيرة (هند)”.
وأشار الكاتب إلى آراء بعض الذين يرون أن العدد الحقيقي للشهداء -مع الأخذ بعين الاعتبار من بقوا تحت الركام- يتراوح بين 92 ألفا و186 ألف شهيد، وقال إنه لو كانت دولة غير حليفة للغرب مسؤولة عن هذا لما اقتصرت ردود الفعل العالمية على الإجماع بأن الحرب إحدى “أبشع جرائم عصرنا” فقط، بل كان ليُعتبر من “غير الأخلاقي” التفكير بغير ذلك.
“الدلائل كثيرة”
وأضاف جونز أن القنوات غالبا ما تعامل الادعاءات الإسرائيلية الأولية بمصداقية عكس الشكوك والانتقاد اللاذع الذي يقابل الادعاءت الروسية، وحصل ذلك في نوفمبر الماضي/تشرين الثاني عندما هاجمت إسرائيل مستشفى الشفاء في غزة، مدعية أنه “مركز قيادة” لحماس، واستمرت التغطية لأكثر من شهر حتى أقرت “واشنطن بوست” بضعف أدلة هذا الادعاء.
وذكر جونز قصة الطفلة هند كعلامة على أخلاقيات الجيش الإسرائيلي، فعند نزوحها مع أقاربها من الشمال في سيارة عمها أطلقت قوات الجيش الإسرائيلي النار على العائلة وقتلت الجميع باستثناء الطفلة هند ذات الست سنوات، ثم قتلت القوات من كانوا في سيارة الإسعاف التي جاءت لإنقاذها، واستشهدت هند وحيدة محاطة بجثث عائلتها.
وقال الكاتب إن كل الدلائل تشير إلى أن الجيش كان على علم بوجود أطفال في سيارة العم المدنية.
واستند الكاتب إلى تقرير نشرته مجموعة “فورينزيك أركيتكتشر” البحثية بالتعاون مع قناة الجزيرة، إذ وُجد 335 ثقب رصاصة في السيارة.
وكشف تحليل المكالمة الهاتفية للطفلة ليان (ابنة عم هند) عن إطلاق 64 رصاصة في 6 ثوان فقط، وقدرت المسافة بين الدبابة والسيارة بما بين 13 و23 مترا، مما يظهر أن الجنود قتلوا العائلة متعمدين.
واتبعت إسرائيل إستراتيجيتها المعتادة مع هند، إذ أنكرت الأخبار بشأن مقتل الطفلة، وكذلك بعد مقتل الصحفية شيرين أبو عاقلة في مايو/أيار 2022 أنكرت إسرائيل مسؤوليتها، محملة الفلسطينيين المسؤولية، ثم انتظرت حتى تراجع الاهتمام العالمي، قبل أن تعترف باحتمالية كونها مسؤولة عن اغتيال أبو عاقلة، حسب التقرير.
وقال جونز إن على داعمي إسرائيل ومناصريها النظر إلى هذه الحقائق وتقييمها، والاستدلال بهذه الأمثلة المنفصلة ظاهريا لتتبين لهم حقيقة “وحشية” أفعال إسرائيل في غزة.
المصدر : غارديان