كريتر نت – متابعات
منذ انطلاق الجولة الأخيرة من المفاوضات غير المباشرة بين إسرائيل وحماس، تلقي الولايات المتحدة الأمريكية بثقلها لانتزاع موافقة الطرفين.
وتتوسط مصر وقطر في المفاوضات التي انطلقت منتصف الشهر الجاري، وتعتقد واشنطن أن التوصل لاتفاق من شأنه نزع فتيل تفجر حرب شاملة في الشرق الأوسط.
أهمية الاتفاق
نجحت واشنطن على ما يبدو في الضغط على إيران وحزب الله اللبناني من أجل انتظار نتائج المفاوضات بين حماس وإسرائيل.
وتعهدت إيران برد قاس على إسرائيل التي تتهمها باغتيال رئيس المكتب السياسي لحماس على أراضيها نهاية الشهر الماضي، ولم تنف إسرائيل كما لم تؤكد مسؤوليتها عن الاغتيال، لكنها أعلنت مسؤوليتها عن اغتيال الرجل الثاني في حزب الله فؤاد شكر، وهو ما دفع الجماعة اللبنانية لإعلان عزمها الرد على الهجوم الذي استهدف الضاحية الجنوبية لبيروت.
وتعتقد الولايات المتحدة التي طالما أعلنت عزمها الحيلولة دون اتساع الصراع في الشرق الأوسط أن الاتفاق الآن في غزة قد يضع حدا للتصعيد المحتمل.
ويقول حزب الله والحوثيون في اليمن وفصائل مسلحة في العراق إن توقيع اتفاق في غزة يعني مباشرة وقف استهداف إسرائيل.
وفتحت تلك الجماعات “جبهات إسناد” منذ أكتوبر/تشرين الأول الماضي.
نقاط الخلاف في الاتفاق
ويكثف وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن في إسرائيل الضغط الدبلوماسي في محاولة أخيرة للتوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار في غزة وإطلاق سراح الرهائن.
ومن المقرر استئناف المحادثات التي تتوسط فيها مصر وقطر والولايات المتحدة هذا الأسبوع في القاهرة، بعد اجتماع استمر يومين في الدوحة الأسبوع الماضي ركز على سد الفجوات فيما يتعلق بالمقترحات التي طرحتها واشنطن.
لكن ما تسميه واشنطن “فجوات” في رؤية الطرفين للاتفاق تعبير مخفف إلى حد بعيد، فلا شيء متفق عليه أصلا.
1- إنهاء الحرب
تريد حماس التوصل إلى اتفاق يضمن إنهاء الحرب في غزة. ويتعهد نتنياهو “بالنصر الكامل” ويرغب في أن يتيح له الاتفاق استئناف القتال في القطاع الفلسطيني إلى أن تفقد حماس القدرة على تشكيل أي تهديد للإسرائيليين.
2- الحدود بين غزة ومصر
تريد حماس انسحاب إسرائيل بالكامل من قطاع غزة، بما يشمل ما يعرف بممر فيلادلفيا، وهو شريط ضيق طوله 14.5 كيلومتر على امتداد الحدود الجنوبية للقطاع الساحلي مع مصر.
بينما تريد إسرائيل الاحتفاظ بالسيطرة على ممر فيلادلفيا، الذي استولت عليه في أواخر مايو/ أيار، وذلك بعد تدمير عشرات الأنفاق تحته، والتي تقول إنها كانت تستخدم لتهريب الأسلحة إلى جماعات مسلحة في غزة.
ويبدو أن هناك انقسامات داخل القيادة الإسرائيلية فيما يتعلق بهذه المسألة أيضا. فنتنياهو يقول إن وجود القوات الإسرائيلية على الحدود فقط هو الذي سيمنع تهريب الأسلحة، بينما يقول مسؤولون بقطاع الدفاع إن من الممكن مراقبة الحدود، ويمكن للجنود تنفيذ هجمات إذا لزم الأمر.
3- عودة النازحين
تريد إسرائيل تفتيش النازحين الفلسطينيين بدقة لدى عودتهم إلى شمال القطاع المكتظ بالسكان عند دخول وقف إطلاق النار حيز التنفيذ، للتأكد من أنهم غير مسلحين. فيما تطالب حماس بحرية الحركة للفلسطينيين الذين أجبروا على الفرار جنوبا ويريدون العودة إلى ديارهم.
4- إطلاق سراح الرهائن
تتضمن خطة وقف إطلاق النار المكونة من ثلاث مراحل إطلاق سراح 33 رهينة تحت مسمى الحالات الانسانية، أحياء أو أمواتا، في المرحلة الأولى. ويقول نتنياهو إنه يريد زيادة عدد الأسرى الأحياء الذين سيتم إطلاق سراحهم في هذه المرحلة.
وهناك ما مجموعه 115 رهينة متبقية، رجال ونساء، سواء مدنيون أو جنود بالإضافة إلى طفلين، وأعلنت السلطات الإسرائيلية عن وفاة ثلثهم على الأقل غيابيا.
وتتطلع إسرائيل أيضا إلى أن يكون لها حق الاعتراض على هويات بعض السجناء الفلسطينيين الذين قد يتم إطلاق سراحهم في المقابل، وهو ما ترفضه حماس.
من يتحمل مسؤولية الفشل؟
ودأبت حماس وإسرائيل على تبادل الاتهامات بالمسؤولية عن الجمود في المحادثات. ورفض نتنياهو الانتقادات التي وجهت إليه في الداخل والخارج بسبب إدخاله مطالب جديدة على الخطة الأصلية بشأن الحدود بين غزة ومصر وتفتيش الفلسطينيين العائدين.
وينفي نتنياهو فرض شروط جديدة ويقول إن مطالبه تتعلق بقضايا أمنية حيوية تتوافق مع الاقتراح الأصلي وتحدد بشكل أساسي كيفية تنفيذه.
وتقول حماس إن مقترحات واشنطن الجديدة قريبة للغاية من مواقف إسرائيل. ويقول نتنياهو إن موقف حماس المتعنت كان العقبة الرئيسية أمام التوصل إلى اتفاق.