عماد طربوش
حصل رشاد العليمي على رئاسة التحالف الوطني السياسي، الذي أعلن مؤخراً بعد تنصيب سلطان البركاني رئيساً لمجلس النواب بيوم واحد فقط، والتحالف كيان جديد يسعى العليمي إلى جعله كتلة توافقية ناظمة لقرارات الشرعية.
العليمي في مكانه الجديد سيعمل على أن يكون هو والتحالف أحد أضلاع مثلث النظام القائم على الرئاسة والبرلمان والتحالف الحزبي الجديد، وهو يضع نفسه في مكانة لا تقل عن موقع البركاني على رأس المؤسسة التشريعية.
بقي التحالف السياسي كمشروع قديم/ جديد مرفوضاً من حزب الإصلاح حتى بدأت بوادر تشكل تحالفات جديدة حزبية وسياسية وتحرك سعودي لإنهاء جمود الشرعية واحتكار هادي والجنرال علي محسن اللعب بأدوات وأذرع الشرعية، حينها أدرك الإصلاح أن بقاءه لاعباً وحيداً إلى جانب جناح هادي في الشرعية يشكل تهديداً وجودياً لمشروعه.
ذهب الإصلاح واتفق مع العليمي على أن يكون هو رئيساً للتحالف الوطني الجديد كشرط للموافقة على إشهار التحالف بعد أن كان عبد الملك المخلافي، وزير الخارجية السابق، أبرز المرشحين لقيادة التحالف على أن يتجسد التحالف بداية من شارع جمال في محافظة تعز.
استغل العليمي انشغال البركاني بترتيبات عقد جلسة البرلمان ليرتب هو لتدشين التحالف من تعز بين الإصلاح والمؤتمر، وظهرت جدية الإصلاح في الانخراط بهذا التحالف من خلال حالة انضباط صارمة بدت على تناولات نشطاء الإصلاح حول تظاهرة المؤتمر بتعز، حيث انقلب مزاج الإصلاحيين مع المؤتمر بصورة غير متوقعة بهكذا سرعة قياسية.
خرج أنصار المؤتمر في تعز تأييداً لحزبهم وإعلاناً للعودة إلى الساحة السياسية بعد حظر أنشطتهم الجماهيرية من قبل تحالف ثورة الإصلاح ونظام هادي منذ عام 2012م، وكثيرون من أنصار المؤتمر لا يعرفون حتى عارف جامل الذي قاد تظاهرة المؤتمر راجلاً لإثبات الولاء والطاعة وكأنه ذاهب إلى وليمة في منطقة ريفية.
في حوش أميري واحد يلتقي وزراء داخلية الزعيم: العليمي والقوسي والمصري
الخروج المؤتمري القوي في تعز كان صيحة رفض مدوية ضد شرعية الفساد واحتكار الإصلاح للقرار في المحافظة، واستغل المؤتمريون حالة الود التي أظهرها الإصلاح لاستقطاب المؤتمر إلى صفه وإبعاده عن اليسار والقوى الاجتماعية التي بدأت تتحرك في تعز ضد هيمنة دولة المقر المتسلطة.
كان العليمي هو الحلقة الأضعف داخل بنية مجموعة قيادات تعز المؤتمرية، فهو أولاً رجل أمن ومرتبط بمهام تنفيذية جعلته بعيداً عن الناس في منطقته وتعز خلافاً لسلطان البركاني وحمود الصوفي وقيادات مؤتمر تعز، ويسعى حالياً ليفرض نفسه وصياً على مؤتمر تعز، واستثمار قاعدة الحزب الجماهيرية كورقة للمساومة.
قدم العليمي خدمات كبيرة للإصلاح في تعز أهمها إقناع هادي بمنح تعز 30 ألف رقم عسكري تشكل عبرها جيش الإصلاح في تعز، إضافة إلى أن العليمي هو من يحمل مطالب وترقيات واعتمادات جيش تعز إلى الرئيس هادي وليس على محسن الأحمر.
لن يطول صبر البركاني على محاولة العليمي ابتلاع مؤتمر تعز، وسيظهر في قادم الأيام نشاط مؤتمري من داخل القيادات الوسطية التي ستستغل التهدئة الإصلاحية لتنشيط العمل التنظيمي، وسيتحول العليمي إلى نسخة مكررة من هادي داخل المؤتمر.. لم يتمكن من حشد أعضاء البرلمان إلا بمراضاة البركاني مستعيناً بالرياض.
المصدر : تحديث نت