كتب .. ابتسام الناصر
ما تشهده محافظة أبين اليوم من جريان مستمر ومتوالي لوديانها وعلى رأسها (بنا حسان أحور)، امر طبيعي، انها سيول وليست فيضانات او كوارث.
انها سيول بنا التي حرص مزارعي أبين منذ القدم وحتى مطلع خمسينيات القرن الماضي، على عدم تركها تتحول إلى لقمة صائغة لأسماك البحر!
قبل أن تروى بمياهها معظم أو كل الاراضي المستخدمة للزراعة، فكيف كانوا أجدادنا ينجحون قديماً فيما فشلنا فيه اليوم؟!
كانت وسيلتهم بسيطة الابقار خلفها قطعة خشب صغيرة وسواعد سمراء مخلصة قوية الارادة والعزيمة كانت تتكفل بذلك العمل العظيم، كانوا يسخرونه بالشكل الامثل ومافاض عن ذلك يدرك طريقه إلى البحر.
اليوم وبعد أن مضت سبعة عقود من الزمن ورغم تطور الوسيلة نشاهد مياه سيول وادي بنأ المنحدرة من أعالي جبال أب الخضراء، تسلك طريقها نحو البحر، في حين لاتزال معظم الأراضي الزراعية الخصبة جدباء والمياه الجوفية تزداد رداءتها مع مرور السنوات نتيجة لعدم تغذيتها بمياه السيول التي يعد حجزها المصدر الرئيسي لتغذية المياه الجوفية والتحسين من جودتها!
وكالعادة كأن الأمر لايعني المسؤولين عن الزراعة والراي، الذين يرفضون حتى الرد على إستفسارات الصحفيين التي تطالبهم بتوضيح مايجري الرأي العام، فكيف تذهب مياه السيول النادرة إلى غايتها في البحر بينما لاتزال الاراضي الزراعية في دلتا أبين جدباء مهددة بالتصحر!
والشيء الذي يدعو للإستغراب هو كيف لمثل هؤلاء المسؤولين الذين فشلوا في توجيه مياه السيول أن ينجحوا في إدارة سد ضخم كسد “حسان”؟!