كتب .. عبدالسلام السييلي
كان صباح الأول من سبتمبر من العام 1971م يوما مشهوداً في تاريخ جمهورية اليمن الديمقراطية الشعبية .
ففي ذلك الصباح البهي تم إفتتاح الكلية العسكرية في منطقة صلاح الدين بالعاصمة الأبدية عدن ، ليكون إعلان تأسيس الجيش الجنوبي على أسس علمية وعسكرية رفيعة المستوى ، ويكون الأول من سبتمبر عيدا سنويا لجيش جمهورية اليمن الديمقراطية الشعبية.
تكون الجيش الجنوبي من 40 لواء مشاة وضم 80 ألف ضابط وجندي مدربين تدربيا عاليا وأغلبهم مؤهلين تأهيلا أكاديميا في دول الاتحاد السوفيتي سابقا ودول شرق أوروبا وكوبا وغيرها من الدول.
كان الجيش الحنوبي يملك أكبر قاعدة جوية في المنطقة هي قاعدة العند العسكرية ، ويملك اسراب من الطائرات الحربية المقاتلة والمساندة بالأضافة إلى قوة بحرية تتكون من عدة سفن حربية وكاسحات ألغام وأكبر سفينة عسكرية للانزال البحري .
أمتلك الجيش الجنوبي كليتين عسكريتين و12 مدرسة عسكرية متخصصة و18 دائرة تابعة للأركان العامة بمختلف أنواعها.
كل ما سبق جعل الجيش الجنوبي واحدا من أقوى الجيوش في المنطقة ، خاض العديد من الحروب دفاعا عن سيادة أرض الجنوب وحقق إنتصارات كبيرة جعلته واحد من أهم أسلحة الردع وحماية السيادة الوطنية الجنوبية، كما أن مقاتليه مشهود لهم بالحنكة والعقيدة القتالية الراسخة التي تدين بالولاء لأرض وشعب الجنوب.
لكن هذا الجيش تعرض للتدمير الممنهج بعد إحتلال الجنوب بحرب صيف عام 94 الظالمة ، حيث تم تهميش كوادره وتسريح عشرات الآلاف من منتسبيه ونهب كل أسلحته ومعداته وحتى مقراته لضمان عدم وجود أي مقاومة مستقبلا.
اليوم وبعد 53 عام على تأسيسه نجد القوات المسلحة الجنوبية موجودة على الأرض وبقوة عسكرية ولوجستية بنفس العقيدة القتالية لأنها إمتداد لجيش الجنوب السابق . حيث أشرف على تكوينه وإنشاءه نخبة من قيادات جيش الجنوب المؤهلة والمدربة ذات الخبرة والكفاءة العالية وعلى رأسهم الرئيس عيدروس الزبيدي الذي بذل جهود جبارة لتكوين وإنشاء قوات المقاومة الجنوبية لتكون نواة لجيش الجنوب.
لعبت القوات المسلحة الجنوبية دورا كبيرا في كسر المد الشيعي وهزيمة المشروع السلالي الحوثي وقطع يد إيران في المنطقة. ليس هذا وحسب بل كانت شريكا فاعلا في مكافحة الارهاب وتجفيف منابعه وتطهير معظم معاقله في أرض الجنوب عبر سلسلة من العمليات العسكرية إبتداء بتحرير حضرموت من تنظيم القاعدة الارهابي المحظور دوليا مرورا بعملية سهام الجنوب لتحرير شبوة وسهام الشرق لتحرير وتطهير أبين من قوى الشر الظلامية.
لذلك يحق لنا اليوم أن نفتخر بقواتنا الأمنية والعسكرية وأن نتغنى بأنتصاراتها وإنجازاتها الكبيرة فهي صمام الأمان ليس فقط لشعب الجنوب وإنما لكل المنطقة والإقليم .
في الأخير أوجه كل الشكر والتقدير لقيادتنا السياسية وأبطال قواتنا المسلحة الجنوبية الباسلة على كل ما قدموه من تضحيات جسيمة في سبيل أن ننعم بالأمن والأمان في أرض الجنوب الطاهرة. حفظكم الله فوق كل أرض وتحت كل سماء وكل عام وانتم بخير.
الرحمة والخلود للشهداء
والشفاء العاجل لجرحانا.