كريتر نت – متابعات
يقول الكاتب اليهودي إيغال نيسيل إن مظاهر العداء للسامية في الدول الإسكندنافية ازدادت كثيرا في أعقاب هجوم طوفان الأقصى ضد إسرائيل، وأصبحت تغرق المؤسسات اليهودية بالتهديدات الأمنية المستمرة، على حد قوله.
وأوضح نيسيل -الناشط في مؤسسات حماية اليهود من العداء للسامية- في مقال له بصحيفة (جيروزاليم بوست) الإسرائيلية أن اليهود في الدول الإسكندنافية يشعرون بأنهم مستهدفون بشكل متزايد، وقد تضاعف خلال العام الماضي عدد الحوادث الأمنية في المواقع اليهودية في تلك الدول، وازداد في النرويج والدنمارك أكثر من غيرها.
وأضاف أن العداء للسامية كان مرتفعا في إسكندنافيا منذ عقود، لكنه بلغ أقصى مستوياته حاليا، وأصبح يشكّل خطرا مميتا على اليهود، مشيرا إلى أن وضع اليهود في تلك المنطقة هو مقياس لوضعهم في أوروبا والعالم.
كفوا عن ذكر كلمة إسرائيل
وذكر نيسيل أن اليهود في إسكندنافيا أصبحوا لا يتحدثون العبرية في الطرقات والمحلات العامة، وأهم من ذلك أنهم كفوا عن ذكر كلمة “إسرائيل” تماما.
وقال إن اليهود في تلك المنطقة يشددون على الحاجة إلى استجابة حكومية قوية لتخفيف الضغط عليهم، مضيفا أن من يتوقعون تحسن الوضع إذا انتهت الحرب في غزة، خاطئون، مستشهدا بالتاريخ واستمرار العداء للسامية بعد نهاية الحرب العالمية الثانية.
وأشار إلى أن الكتابة على الحائط ضد اليهود خلال الأشهر الـ10 الماضية أصبحت أكثر تواترا، وكذلك البلطجة، والتحرش، والتخريب، والعنف الجسدي، وجرائم الكراهية الأخرى، حسب قول الكاتب، مما أدى إلى تحطيم شعور اليهود بالأمان.
من أقصى اليمين واليسار
وعزا نيسيل انفجار ما وصفه بمعاداة السامية في الدول الإسكندنافية لعوامل اجتماعية وسياسية أوسع، قائلا إن الأيديولوجيات التي تنشر هذا العداء وكراهية الأجانب تجد زخما وسط أقصى اليمين، كما أنها في أقصى اليسار ملفوفة في ستار رقيق من معاداة الصهيونية.
وكذلك أشار إلى أنه عندما كان في إسكندنافيا هذا الصيف، ظل يرى في كل مكان يذهب إليه لافتات وملصقات تدعم الفلسطينيين وتدعو إلى تدمير إسرائيل، ورأى المتظاهرين المناهضين لإسرائيل علنا في الشوارع، مرورا بالمعابد والمدارس اليهودية.
وكشف عن أن السفير الإسرائيلي في السويد لم يستطع البقاء في السفارة منذ طوفان الأقصى، وظل يعقد اجتماعاته في أماكن سرية بستوكهولم بسبب التهديدات ضد حياته.
دعم من السكان الأصليين
وقال إن الأمر الأكثر إثارة للقلق حتى من المشاعر المؤيدة لحركة المقاومة الإسلامية (حماس) بين مجتمع المهاجرين المسلمين في السويد هو الدعم للقضية الفلسطينية من قبل الإسكندنافيين الأصليين.
وذكر أن حكومة النرويج الحالية تُعد واحدة من أكثر الحكومات المعادية لإسرائيل في العالم، على حد قوله.
وتساءل عما يحمله المستقبل لليهود الإسكندنافيين؟ قائلا إن الجواب ليس بسيطا، لكن تحسين وضعهم وضمان مستقبل أجيالهم القادمة يعتمد على ما وصفه بالتضامن المخلص والحازم من كل اليهود بالعالم في هذه اللحظة المحفوفة بالمخاطر من التاريخ.