كريتر نت – متابعات
على الرغم من أن الجماعات الإرهابية استخدمت منصات التواصل الاجتماعي منذ فترة طويلة، لكن هذا الاتجاه زاد بشكل كبير بعد هجمات حماس على إسرائيل في 7 أكتوبر/ تشرين الأول 2023
فقد عمل كلّ من داعش وتنظيم القاعدة على تجنيد الذئاب المنفردة عبر الإنترنت للتخطيط لهجمات إرهابية. وفي حين تحاول أجهزة مكافحة الإرهاب في مختلف أنحاء العالم الاستجابة لهذه الظاهرة، فإنها تجد صعوبة في منع كل التهديدات، بحسب ما أورده المركز العربي لدراسات التطرف.
وقال في. إس سوبرامانيان، أستاذ علوم الكمبيوتر بجامعة نورث وسترن، لميديا لاين: “يستخدم تنظيم داعش وسائل التواصل الاجتماعي لتجنيد الأعضاء وتنفيذ أنشطته”.
وفي معرض شرحه للصعوبات التي تعترض مراقبتهم، قال: “بصفتنا خبراء، لا يمكننا الدخول بشكل أعمى إلى محادثات الإرهابيين على الإنترنت؛ وهذا قد يعرضنا للخطر لسببين: قد يعتبرنا الإرهابيون تهديداً محتملاً لهم إذا افتقرنا إلى التدريب المناسب للعمل السري أو إذا اعتبرونا غير مناسبين كأعضاء جدد. علاوة على ذلك، قد تستهدفنا أجهزة الاستخبارات باعتبارنا مشبوهين إذا كنا في مجموعات معينة”.
وبحسب مايكل باراك، الباحث في معهد مكافحة الإرهاب في كلية لاندر للدبلوماسية الحكومية والاستراتيجية في جامعة رايخمان، فإن “روكيت تشات أداة مشهورة للغاية تستخدمها المنظمتان. لديهما غرف دردشة داخلية، حيث يمكنهما العثور على جهات اتصال جديدة. بالإضافة إلى ذلك، هناك ديسكورد، وهي أداة أخرى تُستخدم لشرح التعليمات للمقاتلين الجدد للانضمام إلى صفوفهم”.
وفيما يتصل بتنظيم القاعدة على وجه الخصوص، قال باراك: “إننا نرى مثال مجلة إنسباير، التي تحرّر بثلاث عشرة لغة مختلفة. واللغات مهمة لاستهداف الجمهور المسلم محلياً، ولكن الرسالة في المجمل هي نفسها تقريباً فيما يتصل بكيفية التخطيط للهجمات الإرهابية في مختلف أنحاء العالم من خلال تصنيع المتفجرات، واستهداف أشخاص محددين، وما إلى ذلك”.
وأوضح قائلا: “هذه المجلة [إنسباير] مفيدة جداً للذئاب المنفردة في الغرب؛ لأنهم موجودون بالفعل داخل الدول الغربية، ولكن الدعوة إلى الجهاد تنطبق أيضاً على الأشخاص الذين يعيشون في منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا، والذين يسعون بدورهم إلى تحقيق أهداف أجندة الإرهابيين”.
وتجتذب المنظمتان، وفقا للمركز العربي لدراسات التطرف، أصولاً جديدة خارج الشبكة أيضاً، وتستخدمان أساليب مختلفة، تتراوح ما بين الخطابات المتطرفة في المساجد والسجون والضغوط من خلال الأصدقاء أو الأقارب الموجودين بالفعل في الدائرة، والذين يتم استخدامهم كوسطاء في عملية التجنيد.
وقد كان التجنيد موجهاً تاريخياً نحو “الأشخاص العابرين للحدود الوطنية”، الذين يتماهون مع الأفكار الجهادية ويعيشون في الدول الغربية كأعضاء في الشتات الإسلامي، كما في حالة برمنغهام. وقال هربرت فيرجسون تينسلي، المحلل في مكتب المحاسبة الحكومية والباحث الكبير السابق في ستارت، الكونسورتيوم الوطني لدراسة الإرهاب والاستجابات للإرهاب، لصحيفة ميديا لاين: “لقد حاولت المنظمات الإرهابية مثل داعش والقاعدة إقناع أولئك الذين يعيشون في الشتات بأن الجهادية هي العلاج الوحيد لعدم المساواة العرقية والاجتماعية”.
وقد عكف خبراء الإنترنت على دراسة استراتيجيات التجنيد والتخطيط التي تنتهجها هذه الجماعات الجهادية عبر الإنترنت على أمل منع التهديدات والهجمات المستقبلية. وباستخدام عملاء سريين وبرامج ضارة، يحاولون تبنّي كل التدابير الممكنة لحماية المدنيين من الهجمات الإرهابية المحتملة.
يقول باراك: “كما فعلت فرنسا بالفعل، تعمل العديد من البلدان على وضع إرشادات للمواطنين لدراسة محيطهم حتى يتمكنوا من اكتشاف سمات معينة كتهديد محتمل. على سبيل المثال، إذا لاحظ الناس سلوكاً غريباً من فرد ينتمي إلى مجتمع مسلم ويُحتمل أنه ذئب منفرد بطبيعته. علاوة على ذلك، كيفية التصرف في حالة وقوع هجوم إرهابي لتقليل عدد الضحايا”.
وبحسب سوبرامانيان، “في الأشهر المقبلة، قد تظهر في أميركا العديد من البرامج التي تتضمن قائمة بمواطنين مرتبطين بست مجموعات إرهابية. وقد لا نتمكن من التنبؤ بالهدف الدقيق لأي هجوم، ولكن من المهم بالنسبة للناس العاديين أن يتبعوا تعليمات وكالات الأمن الوطني وإنفاذ القانون مثل مكتب التحقيقات الفيدرالي”.