كريتر نت .. تقرير – محمد مرشد عقابي
نزيح الستار اليوم عن موهبة فنية تتألق في مجال الرسم والتشكيل بمهارة فطرية قل مثيلها، انه الرسام المبدع علي أحمد صالح زنبيل الحوشبي، احد أبناء منطقة مريب في المسيمير الحواشب بمحافظة لحج.
هذا الشاب الظاهرة الفريدة الذي أمتلك مهارة الرسم بالفطرة منذ طفولته لتصقل موهبته بالممارسة حتى أتقن المهنة وأبدع فيها، نراه اليوم يتألق في سماء الإبداع الفني بلوحاته المدهشه والجميلة لكنه لم يجد من يدعمه ويشجعه أو يهتم به ويأخذ بيده إلى عالم البروز والشهرة.
أنا لا استغرب حالة التجاهل والإهمال الذي يطال مثل هؤلاء المبدعين الذين يستحقون التشجيع لإظهار مواهبهم ومهاراتهم الفنية، وأعترف شخصياً بإني عندما رأيت لوحات هذا الرسام المختلفة منذ الوهلة الأولى اعجبت بها وظننت في نفسي أنه فنان تشكيلي محترف وخريج إحدى كليات الفنون الجميلة، فقد انتابني الإندهاش من روعة ذلك الإبداع، وأزددت ذهولاً عندما علمت بأنه يزاول هذه المهنة مجرد هواية.
فمثل هذا المبدع يجب تعرض أعماله الفنية والتشكيلية في أحد المعارض بالعاصمة عدن أو غيرها لكي تلفت إنتباه كل رواد ومتذوقي هذا الفن الجميل والأصيل والمهتمين به، فهذا الشخص يستحق بكل بجدارة الإشادة بما يمتلك من موهبة وما ينجز من أعمال فنية راقية وبديعة، ومثله من المبرزين يجب أن لايظلم أو تدفن موهبته وتتحطم معنوياته بالتجاهل والجحود والنكران والنسيان.
لهذا الرسام الحوشبي، أعمال قمة في الروعة، أتمنى من الجهات ذات العلاقة بهذا النوع من الفن وكل المعنيين ان يمنحوه معرضاً يختص بأعماله لحفظ هذا التراث والإرث والموروث للأجيال في المستقبل، كما أتمنى أيضاً أن يتم الإهتمام به كأحد الكوادر المبرزة وتكريمه التكريم اللائق تشجيعاً له وتقديراً لعطاءاته الفنية والإبداعية.
الفنان التشكيلي علي أحمد صالح الحوشبي، يتناول في رسوماته ولوحاته مواضيع وتصميمات متنوعة وتستهويه أكثر المواقع الأثرية والتاريخيه ودور العبادة والمباني ذات القيمة الوجودية، إذ تبرز في أعماله أدق التفاصيل التي تعطي جمالية وجاذبية للوحة التي يقوم برسمها وإظهار ملامحها الدقيقة سيما لتلك الأماكن التي تحظى باعجابه وإهتمامه، ومن أبرز أعماله الفنية التي قام برسمها معتمداً على الحبر وتزيينها بالألوان الجميلة والبراقة تلك اللوحة الرائعة والمميزة للكعبة المشرفة والرحاب الطاهرة في مكة المكرمة والبقاع المقدسة كالمسجد الأقصى المبارك، ناهيك عن رسومات لمباني ومعالم معروفة مثل مسجد ومدرسة منطقة مريب، والرسومات المميزة الأخرى والتي عبر من خلالها عن مهارته وإجادته وإتقانه للمهنة وموهبته الفذة في هذا المجال الإبداعي.
لقد حباه الله بمواهب متعددة شغف بها منذ طفولته، فإلى جانب عشقه الكبير للرسم الواقعي بكافة الألوان بما في ذلك الرصاص والفحم والحبر والنسكافية، فإن ينظم الشعر ويهوى كل ما له علاقة بالطبيعة والجمال والفنون، يقول عن نفسه:
“أحب الرسم وكتابة الشعر وكل ما له علاقة بالطبيعة والجمال والفنون، بدأت الرسم منذ الصغر وأحببته وتعلمته بالممارسة والإطلاع، أرسم بالفحم والرصاص والحبر والألوان بكل أنواعها، كما ارسم بالطين التشكيلات الفنية والمعمارية للمدن والمناطق والقصور التي اعجب فيها، فمثلاً الرسم بالحبر الأسود والألوان المنمقة قريب جداً لي ولكثير من المتذوقين للفن باعتباره فناً يحتاج لمهارة وحرفية وتدقيق فائق، وعشقي لهذا الفن يأتي من كوني نشأت بين جنبات أرض شاسعة تزينها المروج الخضراء تعيش لحظة اقتران وتلاقح أزلي مع مياه وادي تبن العذبة، كل هذا منحني الثقة بالنفس وتفتحت على إثر ذلك مداركي، وبمرور الأيام اكتسبت خبرة ومهارة دفعتني لإظهار مواهبي الكامنة وإطلاق العنان لقدراتي الهائلة على الملأ، لاسيما بعد حصولي على التشجيع المحفز من قبل الأسرة وقناعتي التامة وتيقني من جودة أعمالي، خصوصاً في مجال الرسم والفن التشكيلي”.
وفرضت الأعمال الرائعة لهذا الفنان المغمور وجودها الطاغي والكاسح في ساحة الفن بمديرية المسيمير خلال فترة وجيزة، كما ان المستقبل ينتظره وينتظر ممن يتحلى بمثل هذه المواهب المزيد من العطاء الفني، إنه الرسام التشكيلي علي بن أحمد صالح زنبيل الحوشبي المعروف بكنيته الشهيرة (علي معاوية)، احفظوا هذا الاسم جيداً في تلافيف الذاكرة ولاتنسوه، لأنه ينتظره مستقبل باهر وزاهر وسيكون له شأن كبير في مجال التصميم والرسم الذي أحبه عن موهبة وإطلاع، ودون تأهيل تخصصي، فلعله يصبح فلتة الزمن المعاصر أو رمزاً للعصر القادم.
نأمل أن يلقى هذا الشاب الطموح، الدعم والتشجيع من كل الجهات المسؤولة، وأن يحظى بإهتمام القائمين على أمور الثقافة والفن في محافظة لحج، وأن تتاح له فرصة المشاركة في معارض الرسم والفنون التشكيلية داخلياً وخارجياً، وأن تقتنى لوحاتها الفنية والإبداعية كجزء من التحفيز والتشجيع لاستمراريته في الإبداع، وان يفسح له المجال لتنمية قدراته وإمكانياته، كما هو الحال بأمثاله الفنانين الآخرين الذين اتيحت لهم الفرصة وأوصلتهم مواهبهم إلى العالمية، دون أن يحصلوا على تخصصات أكاديمية أو يتتلمذوا على يد فنانين كبار، وأصبحوا أسماء لامعة في مجالاتهم.
وهذه الكلمات مجرد تحية لهذا الشاب المتألق في سماء الإبداع الفني والذي يعاني كغيره من كوادر بلاد الحواشب حالة الإهمال والإقصاء والتهميش، ومسك الختام نشد على يديك إيها الرسام الرائع لمواصلة مشوارك الإبداعي الذي قطعت فيه شوطاً كبيراً معتمداً على موهبتك الفريدة ومثابرتك وجهدك الخاص، وبمزيد من الممارسة ستتضاعف نجاحاتك، ونثق أنك مثلما شقيت طريقك بنفسك ودأبت على تطوير موهبتك بجهود ذاتيه خالصة منذ صغرك، فأنك لجدير أن تواصل مشوارك بثقة أكبر في عالم الرسم والفن التشكيلي، وننتظر منك بكل لهفة وشوق أعمالاً احترافية مميزة بتميز موهبتك الفذة وإبداعك المتفرد.