كريتر نت – متابعات
مع اقتراب يومي 21 و26 سبتمبر/أيلول كمحطات فارقة في تاريخ اليمنيين، تجدد الصراع بين نكبة الانقلاب الحوثي 2014 وعيد الثورة التي أرست النظام الجمهوري 1992.
وأظهرت حملات تكميم الأفواه لمليشيات الحوثي في محافظات صنعاء وإب والحديدة مخاوف الجماعة من تنامي الحراك الشعبي السنوي والصراع الدائم بين أنصار ثورة 26 سبتمبر/أيلول في عقر دار الجماعة ومناطق سيطرتها وأتباع نكبة الانقلاب في 21 من الشهر ذاته.
واتخذ الحوثيون مواقف متطرفة على لسان كبار قادتهم تجاه كل من احتفى أو تبنى ودافع عن 26 سبتمبر/أيلول التي انطلقت شرارتها عام 1962 وأطاحت بنظام حكم شمال البلد لأكثر من ألف عام خلال فترات متقطعة.
كما اختطفت مليشيات الحوثي الأيام الماضية نحو 22 شخصا وناشطا في صنعاء وإب والحديدة من المعارضين لسطوتها ومن تبنوا دعوات إقامة احتفالات العيد الـ62 لثورة 26 سبتمبر/أيلول وآخرين احتجوا للمطالبة بمعونات لمنكوبي الفيضانات، وفقا لمصادر إعلامية.
معركة ناعمة
وينظر الحوثيون لذكرى عيد الثورة أنها تطمس تاريخ نكبة انقلابهم في 21 سبتمبر/أيلول 2014, وهي ذكرى تُسخر لها المليشيات أموالا كبيرة وجبايات تفرضها بالقوة لإحيائها بوصفها لحظة فارقة قادتهم لإسقاط صنعاء.
ففي معقل زعيم ثورة 26 سبتمبر/أيلول “علي عبدالمغني” وهو ضابط يطلق عليه اليمنيون عديد الأوصاف البطولية كمفجر للشرارة، وجه الحوثيون سكان محافظة إب بعدم الاحتفاء واختطفوا آخرين وأخضعوا العديد لتحقيقات أمنية.
واجتمع الحوثيون بمدراء المدارس في محافظة إب (وسط) وهي مسقط رأس قائد ثورة 26 سبتمبر/أيلول عبدالمغني، ومنعوا مظاهر الاحتفاء بهذه المناسبة التي دُرج لإقامتها في المنشآت التعليمية لترسيخ مكانتها في عقول النشء والطلاب.
ويعكس هذا الإجراء معركة ناعمة وصامتة في مناطق الانقلابيين، إذ إن “تزيين المدارس بالأعلام ونبرة الطلبة في البرامج المدرسية” هي مظهر آخر للاحتفاء بعيد الثورة التي تترافق مع إشعال النار على أسطح المنازل وقمم الجبال وتمتد إلى مواقع التواصل الاجتماعي، حيث يضع الكثير على صورهم الشخصية علم البلد ورقم 26 باللون الأحمر.
ولمواجهة هذا الحراك الذي أثار ذعر الحوثيين، اختطفت المليشيات قبل يومين خمسة شبان ونشطاء في محافظة إب ردا على تبني دعوات الاحتفاء بثورة 26 سبتمبر/أيلول.
ومن بين المختطفين ناشط إعلامي يدعى “محمد عمر الكثيري”، إذ داهمت مليشيات الحوثي منزله واقتاده إلى سجن جهازها الأمني (المخابرات) في مدينة إب، وفقا لناشطين.
كما طالت الحملة الحوثية 4 شبان في مديرية السدة شرق إب إثر مشاركتهم في استعدادات مجتمعية للاحتفاء بذكرى هذه الثورة في معقل زعيمها عبدالغني، بالتزامن مع استدعاء آخرين لمقار أمنية والتحقيق معهم.
وكتب متحدث المقاومة الوطنية اليمنية العميد الركن صادق دويد على منصة إكس (تويتر سابقا) أن “الاحتفاء المبكر بثورة الـ 26 من سبتمبر/أيلول، يؤكد بوضوح إصرار اليمنيين على التمسك بالثورة وأهدافها، واعتزازهم بقيمها ومنجزاتها”.
تضييق مستمر
وكان الحوثيون اختطفوا مطلع سبتمبر/أيلول معارضا سياسيا بارزا لها يدعى “رداد سعيد الحذيفي” من منزله في مديرية السياني جنوب محافظة إب التي توصف بـ”اللواء الأخضر” وتعد عاصمة سياحية للبلاد.
بالتزامن، اختطفت مليشيات الحوثي 15 مواطناً من أبناء تهامة قبل يومين إثر احتجاجهم للمطالبة بمعونات إنسانية وضغطا على الجماعة للتحرك لتخفيف تأثير فيضانات خلفت 94 قتيلا في الحديدة وحدها.
وسبق لمليشيات الحوثي اعتقال العميد علي إبراهيم هندي وهو رئيس منتدى تهامة الدولي للثقافة والحريات والحقوق وأيضا قياديا في حزب المؤتمر الشعبي العام في 22 أغسطس/آب وذلك على خلفية انتقاداته في مواقع التواصل الاجتماعي لفشل الجماعة في معالجة تأثيرات الفيضانات على المحافظة الساحلية.
وتسلط حملة الاختطافات الحوثية الضوء على حال المدنيين والسياسيين وغيرهم في معتقلات المليشيات منهم يقضي عامه الـ10 بعيدا عن ذويه وعائلته في مأساة تعثر حلها خلال 10 جولات من محادثات رعتها الأمم المتحدة بين الانقلابيين والحكومة اليمنية.
ونددت منظمة ميون اليمنية بحملة التضييق والاختطافات المستمرة للحوثيين واعتبرتها “مؤشرا خطيرا على توجهات إحكام القبضة الأمنية على المدنيين، وفرض الصوت الواحد” لحكومة غير معترف بها لم يمض على تشكيلها سواء أسابيع.