كريتر نت – متابعات
يتناول ”علم نفس التطرف.. رؤية في الدوافع” الذي صدر عام 2022 عن دار نشر روتليدج، موضوع التطرف من جهة الدوافع التي تؤثر في الإنسان وتؤدي إلى تطرفه. فللتطرف مجالاتٌ شتَّى تتضمَّن: الانحياز السياسي، والتوجُّه الديني، والاستقطاب الرياضي، وتبنِّي العنف، وغير ذلك.
ويتميَّز الكتاب، وفقا لما نشره موقع “تريندز للبحوث والاستشارات”، بأنه حصيلة مُشاركة واحد وثلاثين باحثًا في التخصصات المـختلفة لموضوعه، وهو لكلّ من آري دبليو كروجلانسكي، أستاذ علم النفس في جامعة ماريلاند بالولايات المتحدة الأمريكية، والمشارك في تأسيس المركز الوطني للتميز لدراسة الإرهاب والتصدي له، وكاتالينا كوبيتز، الأستاذة المساعدة لعلم النفس في جامعة واين ستيت بالولايات المتحدة الأمريكية، وإيوا زوموفسكا، الباحثة في وحدة علم النفس الاجتماعي في معهد علم النفس في جامعة جاجيلونيان في كراكوف ببولندا.
يفصل الكتاب دوافع التطرف وأسبابه الناتجة عن خلل التوازن في أمور الحياة، وذلك عبر مستويات مُختلفة من التحليل، كما يعرض أمثلةً لهذه الدوافع ولما يبدو خللا في التوازن في شؤون الحياة، مثل: “مدمني العمل”؛ الذين يهتمون بأعمالهم على حساب الحياة العائلية ولقاءات الأصدقاء والتفاعل مع المجتمع المحيط بهم، ومنهم أصحاب “التوجه الإدراكي” الذين يتبنون توجهات فكرية ما على حساب توجهات فكرية أخرى.
يلقي الكتاب الضوء بشكل بانورامي على الأفكار والرؤى الأساسية المتعلقة بعلم نفس التطرف، ويوضح أن نظرة المتطرف إلى الحياة تفتقر إلى التوازن، وأن ثمة دوافع مختلفة وراء عدم التوازن ينبغي ذكرها، واستيعاب مضامينها؛ للتعامل بذكاء مع قضايا التطرُّف في المستقبل.
كما تخضع ظاهرة التطرف، كأي ظاهرة سلوكية، بحسب الكتاب، إلى مستويات مختلفة من التحليل، تشمل جانبين رئيسَين: الجانب النفسي العصبي للظاهرة، والجانب الثقافي، فضلًا عن جوانب أخرى تدمجُ بين الاثنين.
كما يوضح الكتاب أربع خصائص رئيسة للمواقف المتطرفة على النحو الآتي:الاستقطاب: ويعني أن يكون الشخص فريسة لانحيازات على حساب جوانبَ أخرى، واليقين المفرط: ويعني التمسّك الراسخ للشخص بموقفه، والخروج عن المألوف: ويعني غرابةَ الموقف المـُتَّخذ وابتعاده عن المألوف، إلى جانب رفض المجتمع له.
ويقسّم الكتاب، وفقا لمركز تريندز، المجموعات المتطرفة إلى جماعات: مجموعات متطرفة سياسيًّا، ومجموعات مُتطرفة عقائديًّا ذات طابع عسكري؛ ثم مجموعات مُتطرفة في نظرتها الدينية ورؤيتها الطائفية، ومجموعات مُتطرفة في اتِّباع تعليمات أحد القدِّيسين لدى أتباع الديانة المسيحية، ثُم مجموعات مُتطرفة في التوجُّه نحو موضوع واحد فقط تهتمُّ به دون غيره، وأخيرًا مجموعات مُتطرفة في موقفها في موضوعات في المجال الصحِّي.
يعرف الكتاب التطرفُ العنيف على أنه تجاوز كلِّ ما هو طبيعي أو مُعتاد أو مُتوقَّع. والتطرُّف السياسي قد يرافقه هجومٌ على الآخرين، وعنفٌ تجاه البشر والممتلكات؛ وذلك لتحقيق أهداف سياسية أو فكرية أو دينية. ويمكن أن يؤيد الشخص التطرفَ العنيف، أو يمارسه ويشارك فيه، إذا ما تبنَّى مثل هذه الأهداف. ومع أن الشخص الذي يمارس العنفَ قد يؤذي نفسه أثناء تنفيذ جريمته، وقد يصل هذا الإيذاءُ إلى الانتحار. لذا يسعى الكتاب إلى إيجاد تفسيرات علمية لهذا النوع من التطرف، وذلك بالنظر إلى العنف بشمولية أوسعَ وعُمق أكبر.