كريتر نت – متابعات
فتحت النرويج تحقيقا بخصوص ادعاء تورط شركة مقرها بلغاريا ومملوكة لمواطن نرويجي، في توريد أجهزة الاتصال المتفجرة في لبنان التي أسفرت عن مقتل 37 شخصا على الأقل وإصابة أكثر من 3 آلاف آخرين في موجتين من انفجارات أجهزة الاتصالات والراديو.
وقالت الشرطة النرويجية، في تصريح لإذاعة “NRK” المحلية، إنها فتحت تحقيقا حول ادعاء تورط شركة “نورتا غلوبال” المسجلة باسم مواطن نرويجي في بلغاريا، في توريد الأجهزة المتفجرة إلى لبنان.
ونقلت هيئة الإذاعة الوطنية النرويجية، عن مدير العمليات، ألكسندر أوسترهاوغ، قوله “يمكننا أن نؤكد أن الشرطة أطلقت تحقيقات أولية في المعلومات التي خرجت إلى النور، وتقيم باستمرار أي تدابير ممكنة”.
وفقا للتقرير الإعلامي، فإن الشركة المملوكة للنرويج مسجلة في العاصمة البلغارية صوفيا.
وجرى تناقل ادعاءات بأن شركة تدعى “نورتا غلوبال” ومقرها في بلغاريا ومسجلة باسم شخص نرويجي، كانت أيضا جزءا من سلسلة التوريد.
وفي الأخبار الواردة في الصحافة المجرية، تم التأكيد على أن (بي أي سي كونسلتنغ) و(نورتا غلوبال) هما “شركتا صندوق بريد” ليس لديهما مكاتب أو مرافق أو موظفين باستثناء مديريهما التنفيذيين.
وذكرت قناة بي.تي.في البلغارية نقلا عن مصادر أمنية أن 1.6 مليون يورو مرتبطة بعملية الشراء مرت عبر بلغاريا قبل تحويلها إلى المجر.
من ناحيته، ذكر جهاز الاستخبارات البلغارية أنه تم إجراء تحقيق في هذه القضية، و”لم يتم الكشف عن أي إجراءات جمركية تشير إلى أن الأجهزة المعنية مرت عبر بلغاريا”.
وذكر موقع تيليكس الإخباري المجري نقلا عن مصادر أن شركة نورتا غلوبال المحدودة نسقت عملية البيع.
ولدى شركة نورتا مقرا مسجلا في بلغاريا بمبنى سكني في العاصمة صوفيا يضم ما يقرب من 200 شركة أخرى، وذلك وفقا لمكتب تسجيل شركات محلي. ولم يكن هناك أي علامة على وجود الشركة.
وحُذف محتوى موقع نورتا غلوبال على الإنترنت الخميس.
واحتوى الموقع في وقت سابق على إصدارات باللغات الإنجليزية والبلغارية والنرويجية، وكان يعلن عن خدمات تشمل الاستشارات والتكنولوجيا والتوظيف والتعهيد.
وجاء في الموقع على الإنترنت وفقا لنسخ منه قبل التعديل “هل تبحث عن شركة مرنة لمساعدتك على النجاح أو العثور على الحل التكنولوجي المناسب لك؟ لا تبحث أكثر”.
ويقيم رينسون خوسيه، مؤسس نورتا، في النرويج. وأحجم عن التعليق على واقعة أجهزة البيجر بعد التواصل معه هاتفيا وأنهى المكالمة عندما سئل عن أنشطة الشركة في بلغاريا.
وقال جيرانه في ضاحية هادئة في أوسلو إنهم لا يعرفون الكثير عنه.
وقال أمون غوف، الرئيس التنفيذي لشركة دي.إن ميديا حيث يعمل خوسيه حاليا، إنه على علم بالتقارير وأبلغ الشرطة وأجهزة الأمن. وقال إن خوسيه مسافر إلى الولايات المتحدة.
وأضاف غوف “نأخذ تلك الأمور بجدية”.
وقالت شرطة أوسلو إنها بدأت “تحقيقات أولية بخصوص المعلومات التي استجدت”.
وقال جهاز المخابرات الداخلية النرويجي إنه على علم بالوضع وأحجم عن التعليق أكثر من ذلك.
ولا يوجد دليل على وجود صلة بين دي.إن ميديا ونورتا.
وقال أحد الجيران لرويترز إن بارشون أركيدياكونو من شركة بي.إيه.سي كونسلتينج أخلت شقتها في بودابست الأربعاء.
وقال مصدر أمني لبناني لرويترز إن جماعة حزب الله كانت تظن أنها طلبت أجهزة بيجر من شركة غولد أبوللو وأنها تُنتج في آسيا وليس في أوروبا.
وأضاف المصدر أن حزب الله رأى أن من الأسهل كثيرا على جهاز المخابرات الإسرائيلي (الموساد) العمل في المجر.
وقال المصدر “من المحتمل أن يكون الموساد أنشأ شركة أوروبية”..
حتى الآن، تشير أدلة القضية إلى تايوان والمجر وبلغاريا والآن النرويج.
وألقى كل من حزب الله والحكومة اللبنانية باللوم على إسرائيل في الانفجارات المخطط لها جيدًا.
حتى الآن، لم ترد إسرائيل على الهجمات المميتة. حتى أن مكتب رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو نأى بنفسه عن منشور على إكس لمستشاره توباز لوك، والذي ألمح إلى أن تل أبيب مسؤولة عن الانفجارات.
وأدانت عدة دول انفجارات أجهزة الاتصال وأعربت عن تضامنها مع لبنان، في حين حذرت منظمات حقوق الإنسان الدولية، بما في ذلك هيومن رايتس ووتش، من أن مثل هذه الهجمات تعرض حياة المدنيين للخطر وتنتهك قوانين زمن الحرب.
وجاء الانفجار الضخم لأجهزة النداء في خضم تبادل للهجمات عبر الحدود بين حزب الله وإسرائيل على خلفية الهجوم الإسرائيلي الوحشي على قطاع غزة، والذي أسفر عن مقتل أكثر من 41300 شخص، معظمهم من النساء والأطفال، وإصابة أكثر من 95 ألف آخرين في أعقاب هجوم لحماس في أكتوبر الماضي.
وفي وقت سابق الجمعة، دعا وزير الخارجية النرويجي إسبن بارث إيدي إلى ضبط النفس. وقال “أعرب عن تعاطفي الصادق مع المدنيين في لبنان وفي مختلف أنحاء المنطقة الذين يعيشون الآن في خوف.
وكتب على منصة إكس “أدعو جميع الأطراف إلى إظهار أقصى درجات ضبط النفس”.
وقال إيدي لشبكة إن آر كيه الجمعة “ما يحدث يشكل تهديداً للسلام والأمن الدوليين”.
وأكد “الآن، يقول القادة الإسرائيليون صراحة إنهم يريدون نقل الحرب نحو لبنان. وعندها سنحصل على التصعيد الذي كنا نخشاه منذ فترة طويلة”.
والثلاثاء والأربعاء، قتل 37 شخصا وأصيب أكثر من 3 آلاف و250 آخرين بينهم أطفال ونساء، بموجة تفجيرات ضربت أجهزة اتصال لاسلكي من نوعي “بيجر” و”أيكوم” في لبنان، فيما حمّلت بيروت و”حزب الله” إسرائيل المسؤولية عن الهجوم.