كريتر نت – متابعات
الصراع في أوكرانيا، والمخاوف من اندلاع حرب نووية، والمواجهة الروسية الأمريكية، وأيضا الاضطراب في الشرق الأوسط، كلها كانت ملفات أدلى فيها وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف، بدلوه خلال لقاء خاص مع قناة “سكاي نيوز عربية”.
وانتقد وزير الخارجية الروسي في حدة السلطات في أوكرانيا، مطالبا إياها بـ”احترام حقوق الأمم في تقرير مصيرها”، وقال: “النازيون الجدد الذين أتوا إلى سدة السلطة في أوكرانيا لم يمثلوا لا القرم ولا دونباس”.
واعتبر لافروف، أن الولايات المتحدة، دولة “متناقضة”، عندما يتعلق الأمر بروسيا، مضيفا: “عندما تطلب الأمر أن يقتطعوا كوسوفو من صربيا، فهم (أميركا) من دون إجراء أي استفتاء قاموا بإعلان استقلالها مبررين ذلك بأنه تطبيق لحق الشعب في تقرير مصيره، لكن بعد عدة سنوات من ذلك، عندما استولى النازيون على السلطة في كييف، أجرى سكان القرم استفتاء وأعربوا أمام عدد كبير من المراقبين الأجانب عن رغبتهم في الانضمام إلى روسيا، فدان الأمريكيون هذا الفعل وقالوا إنه ينتهك سلامة الأراضي”.
ورأى لافروف أن الولايات المتحدة ترغب في أن تثبت للجميع بأنها القوة المهيمنة وأنه لا أحد يستطيع التباري معها، لذلك ترغب في أن تلحق بروسيا هزيمة استراتيجية في أرض المعركة.
الحرب العالمية الثانية تتجدد
وانتقد الدبلوماسي المخضرم تزويد الغرب المستمر لأوكرانيا بالأسلحة، وقال: “الرئيس (الروسي فلاديمير) بوتين أوضح جيدا، أن المبادرات الخاصة بتزويد أوكرانيا بالصواريخ بعيدة المدى، الأمريكية والفرنسية والبريطانية، والسماح لها بإنزال ضربات بأي هدف داخل أراضي روسيا الاتحادية، ستعني حربا مباشرة للناتو ضد روسيا”.
وشبه لافروف الوضع الحالي، بالحرب العالمية الثانية، وقال “الآن وكما كان الوضع في الحرب العالمية الثانية، كل التحالف الذي يضم 50 دولة يحاربون ضدنا بأيدي النظام الأوكراني، الذي يتشابه مع نظام هتلر ويعد نازيا قُحا”.
وأضاف: “في مثل هذه الحالات لا يجوز لأحد أن ينسى طابع الشخصية الروسية، فهذه الشخصية الآن نراها جليا على الجبهة ، وكل محاولات زعزعة مجتمعنا دائما تقود إلى نتيجة معاكسة”.
مخاوف الحرب النووية
وبخصوص المخاوف من اندلاع حرب نووية، قال لافروف: “لا أحد يرغب في الحرب النووية، ونحن قلنا ذلك مرارا، وروسيا لا ترغب في أي تصعيد”.
وعن العلاقات بين روسيا والصين، قال لافروف إنها في أفضل حال، “لكن لسنا بحاجة إلى إنشاء تحالف عسكري. جيشانا يتعاونان كأصدقاء، ويطوران القدرة على العمل معا، وكل هذا دون أي اتحاد عسكري مثل حلف شمال الأطلسي ودون قيد أو شرط”.
خطة إطاحة الدولار
وأشار لافروف إلى أن روسيا والصين ودول أخرى، تتجه بشكل تدريجي لاستبدال التعامل في الدولار تدريجيا، من خلال التحول لمصلحة المعاملات بالعملات الوطنية، حتى أن رئيس البرازيل اقترح خلال قمة البريكس العام الماضي أن نفكر في إنشاء منصة دفع بديلة.
وقال: “نحن ننفذ بالفعل في الوقت الحالي مع الصين أكثر من 90 بالمائة من حجم تجارتنا بالعملات الوطنية، وحوالي 60 بالمئة من المعاملات مع الهند تتم دون استخدام الدولار، ومع معظم البلدان، بدأنا التحول إلى صيغ التعاون هذه على وجه التحديد”.
وأضاف: “الولايات المتحدة تواصل طباعة الدولار على حساب الأوراق النقدية ذات الدخل المنخفض، وهم مستمرون في سياسة ممارسة الضغوط الاقتصادية على الدول الأخرى، لكن هذا العصر يتجه بالفعل نحو نهايته وغروب شمسه”.
العلاقات مع الدول العربية
وعن علاقات بلاده مع الدول العربية، قال لافروف: “لدينا علاقات جيدة جدا مع الدول العربية، وتعتمد هذه العلاقات على الاجتماعات المنتظمة لقادتنا، وأود بشكل خاص أن أشير إلى تفاعلنا في إطار أوبك بلس، وفي إطار منتدى الدول المصدرة للغاز، فهذا يعد أساسا ماديا وموضوعيا جيدا لشراكتنا الاستراتيجية، التي تجمعنا مع الإمارات العربية المتحدة والمملكة العربية السعودية وقطر ودول الخليج الأخرى.
وأضاف: “بالفعل أصدقاؤنا الإماراتيون والسعوديون والقطريون يساهمون في حل القضايا الإنسانية التي تنشأ اتصالا بعمليتنا العسكرية الخاصة، ومنها كما ذكرتِ تبادل أسرى الحرب”، مؤكدا أن موسكو تقيم هذا التعاون وتقدره بشدة، فهو لا يتم من أجل الدعاية، وليس كنوع من العلاقات العامة، ولكن يتم من منطلق دوافع صادقة للمساعدة في حل مصير الناس العاديين البسطاء.
الحرب في غزة
وبخصوص الحرب في قطاع غزة، أدان وزير الخارجية الروسي، هجوم عناصر حماس في 7 أكتوبر/تشرين الأول من العام الماضي، لكنه أكد أن الهجوم “لم يحدث من فراغ”.
وقال لافروف: “لعقود طويلة لا يتم تنفيذ قرارات الأمم المتحدة التي تنص على إقامة دولة فلسطينية، والأراضي التي كانت مخصصة لإقامة تلك الدولة لم يتبق منها شيء تقريبا”.
وانتقد لافروف الاستراتيجية الأمريكية للتعامل مع الحرب في غزة، مؤكدا أن واشنطن “تدعم انتهاكات القيادة الإسرائيلية الحالية لكل معايير القانون الدولي الإنساني”.
وأضاف: “نريد ألا تقع حرب كبيرة، لكن الأهم في هذه المرحلة هو أن يكون هناك وقف كامل ودائم لإطلاق النار في قطاع غزة، وبشكل عام في الأراضي الفلسطينية، وإيجاد حل عاجل للقضايا الإنسانية، واستئناف المساعدات الإنسانية بالحجم المطلوب، وبالضرورة، كخطوة ثالثة ضرورية، بدء حديث جدي حول إقامة دولة فلسطينية، لأنه من دون ذلك لن تتوقف انتكاسات اندلاع أعمال العنف في الشرق الأوسط”.
ديمقراطية معيبة
وانتقد لافروف “الديمقراطية الأمريكية”، وقال: “الديمقراطية على الطريقة الأمريكية هي اختراع خاص بهم، فنظام السلطة والحكم لديهم في بعض الأحيان يسمح بأن يصل إلى الحكم شخص لم يحز على العدد الأكبر من أصوات السكان”.
وتساءل لافروف: “عندما يتحدثون عن الديمقراطية، لماذا يقصدون دائما فقط تصدير نموذجهم لكل العالم؟ لماذا لا يتحدثون عن الديمقراطية في العلاقات الدولية؟”.