كريتر نت – متابعات
استغلت جماعة الإخوان المسلمين تعليقات شريحة كبيرة من الشعب الأردني على المناهج الدراسية الجديدة التي أدخلت في أحد أجزائها بطاقة تعريف عن الفنانة سميرة توفيق وأغانيها، محاولة ركوب الموجة في قضية رأي عام أثارت جدلاً واسعاً في الشارع الأردني.
وتداول ناشطون على مواقع التواصل الاجتماعي في الأردن صوراً من منهاج التربية الفنية والموسيقية والمسرحية للصف الرابع الابتدائي تظهر فيه الفنانة اللبنانية سميرة توفيق، الأمر الذي أحدث جدلاً بين الأوساط الأردنية، رغم أنّها طبعة تجريبية يتم إدراجها لأول مرة ضمن المناهج لهذا العام، وفق صحيفة (العرب) اللندنية.
وقد ورد في أحد دروس مادة اللغة الإنجليزية للصف الثامن عرض السيرة الذاتية للفنانة أم كلثوم. وتباينت الآراء عبر مواقع التواصل بين مؤيدين لتطرق التربية إلى مثل هذا المنهاج، لما له من دور في ترسيخ الهوية الثقافية الأردنية والعربية، ومعارضين يرون أنّ هناك شخصيات تاريخية أخرى كان الأجدر بأن تحظى باهتمام التربية في المنهاج، رغم أنّ ذكر الفنانة جاء في مادة تتعلق بالفن والموسيقى.
وقد تبنّت الهجمة، عبر حسابات تابعة للإخوان المسلمين، رأياً متشدداً رافضاً لكل ما من شأنه تطوير وتحديث المنظومة التعليمية بما لا يتناسب مع توجهها، وذهبوا إلى رثاء حال التعليم والادعاء بأنّه أصبح أسيراً للغرب.
في المقابل استهجن الكثير من الناشطين الهجمة التي يقودها متشددون وتحمل آراء إخوانية بدت متناقضة مع الواقع، حيث يحظى العديد من الفنانين بالاحترام والتقدير من بينهم سميرة توفيق التي تربى الأردنيون على أغانيها الحاضرة في بيوتهم، فلماذا تتم مهاجمة حضورها في المنهج التربوي بمادة مختصة بالموسيقى والفنون؟
وأعرب معلقون عن فخرهم وإشادتهم بأيقونة مثل سميرة توفيق التي لا تغيب عن أفراحهم ومناسباتهم، ولها العديد من الأغاني الوطنية التي تؤكد محبتها للشعب الأردني.
أبرز تعليقات الإخوان كانت على لسان النائب عن حزب جبهة العمل الإسلامي الدكتور أحمد الرقب، الذي دعا وزارة التربية والتعليم إلى مراجعة فلسفة ومنطلقات المناهج الدراسية في الأردن، مؤكداً على أهمية التشاور مع ذوي الاختصاص قبل الحديث عن مواضيع مثل الموسيقى وابن سينا.
وشدد الرقب في تصريح صحفي له نقله موقع (الصنارة نيوز) على ضرورة مراجعة مسودة المناهج الجديدة وعلاقتها بالفئة العمرية والخصائص النمائية للطلاب، مطالباً تذكر المناهج الأصيلة التي تعلم عليها الأردنيون في المراحل الابتدائية والإعدادية والثانوية.
وأكد أنّ الأردن يتمتع بماضٍ عريق وهوية وطنية أصيلة، مشيراً إلى أنّ من لا تاريخ له، لا يمكن أن يكون له حاضر أو مستقبل.