كريتر نت – متابعات
أطلق حزب الله صاروخا بالستيا باتجاه تل أبيب للمرة الأولى الأربعاء، بحسب ما أكد الجيش الإسرائيلي الذي واصل غاراته الجوية الدامية في مناطق مختلفة خصوصا في جنوب لبنان وشرقه، مع تزايد المخاوف الدولية من نزاع واسع النطاق في منطقة الشرق الأوسط.
ودوّت صافرات الإنذار فجرا في تل أبيب التي تبعد نحو مئة كيلومتر عن الحدود اللبنانية، عندما أطلق حزب الله صاروخ أرض-أرض بالستيا قال الجيش إنه تم اعتراضه، موضحا أنها “المرة الأولى التي يصل فيها صاروخ لحزب الله إلى منطقة تل أبيب”.
واعتبر الجيش الأمر “تصعيدا”، مشيرا إلى أنّ حوالي 40 قذيفة أُطلقت من لبنان في اتجاه شمال إسرائيل وتمّ اعتراض عدد كبير من المقذوفات.
وقال الحزب في بيان إنه أطلق عند “الساعة السادسة والنصف (03:30 ت غ) صاروخا باليستيا من نوع “قادر1″، مستهدفا “مقر قيادة الموساد في ضواحي تل أبيب”.
وأضاف أن هذا هو المقر المسؤول عن عمليات اغتيال القادة وتفجير أجهزة الاتصال اللاسلكي (بيجر) وأيضا (ووكي توكي) التي يستخدمها أفراد الجماعة.
واستهداف منطقة أبيب الكبرى يعني أن حزب الله وسّع مدى هجماته على إسرائيل إلى أكثر من 100 كيلومتر.
وكان مدى صواريخ حزب الله في هجماته ضد الأهداف الإسرائيلية وصل الأيام الأخيرة إلى مدن صفد وعكا وحيفا التي تبعد عن الحدود اللبنانية بمسافات تتراوح بين 20 و60 كيلومترا.
وقال البيت الأبيض الأربعاء إن إطلاق حزب الله اللبناني صاروخا على مدينة تل أبيب الإسرائيلية “مقلق للغاية”، لكنه شدد على وجود مجال للدبلوماسية لتجنب “حرب شاملة”.
وصرّح المتحدث باسم مجلس الأمن القومي بالبيت الأبيض جون كيربي في مقابلة مع “سي إن إن”، “من المؤكد أن هذا الأمر مقلق للغاية، للإسرائيليين بالطبع، وكذلك لنا”. وأضاف “نعتقد أنه ما زال هناك وقت ومجال للتوصل إلى حل دبلوماسي لخفض التوترات وتجنب حرب شاملة”.
وأعلن الجيش الإسرائيلي أن طائراته نفّذت غارات كثيفة في جنوب لبنان وشرقه. وذكرت الوكالة الوطنية للإعلام الرسمية اللبنانية أن الطائرات الإسرائيلية أغارت على قرى في جنوب لبنان ومنطقة بعلبك في الشرق، وهما معقلان لحزب الله.
وطال القصف قرية المعيصرة الجبلية شمال بيروت وغالبية سكانها من الشيعة وتقع في منطقة كسروان ذات الغالبية المسيحية.
وقالت الوزارة في حصيلة أولية إن “غارة العدو الإسرائيلي اليوم على بلدة المعيصرة في كسروان” التي تقع على بعد نحو 30 كلم شمال بيروت أدت إلى “استشهاد ثلاثة أشخاص وإصابة تسعة بجروح”.
وأعلنت الوزارة في بيان آخر أن “غارة العدو الإسرائيلي اليوم على بلدة جون قضاء الشوف” جنوب بيروت “أدت في حصيلة أولية إلى استشهاد أربعة أشخاص وإصابة سبعة بجروح”.
وبقيت هاتان المنطقتان البعيدتان نسبياً عن معاقل حزب الله في جنوب وشرق لبنان، بمنأى عن الغارات الاسرائيلية منذ بدء التصعيد بين حزب الله واسرائيل قبل نحو عام.
وأدّت غارات على بلدات عين قانا وبنت جبيل وتبنين في جنوب لبنان إلى مقتل 8 أشخاص وإصابة العشرات بجروح، وفق الوزارة.
وكان مصدر أمني لبناني أكد في وقت سابق أن الغارة في المعيصرة استهدفت منزلا.
وأفاد سكان من القرية التي تقطنها غالبية من الشيعة، والواقعة في كسروان ذات الغالبية المسيحية، عن سماع صوت انفجارين.
ورأت شاهدة عيان منزلا ومقهى مدمّرين بالكامل في مكان القصف.
وقُتل في القصف الإسرائيلي اليوم 15 شخصا وإصابة 56 آخرين في كل المناطق، وفق وزارة الصحة اللبنانية.
ودفع القصف والغارات العنيفة مئات الآلاف من اللبنانيين الى النزوح من منازلهم.
وقالت نور حمد (22 عاما)، وهي طالبة جامعية من مدينة بعلبك، “نعيش حالة من الرعب منذ أربعة أيام، ننام ولا نعرف إذا كنا سنستيقظ… صوت القصف مخيف جدا يخيف الأطفال والكبار… لم أعد قادرة على سماع أي صوت”.
وأضافت “لا يمكن أن نصف مرارة ما يحصل معنا ولا يستطيع أي إنسان أن يتحمله. لا نريد أن نبقى هكذا… نريد أن تُحلّ الأمور ونعود إلى حياتنا الطبيعية”.
وقالت جماعة عراقية تطلق على نفسها اسم “المقاومة الإسلامية في العراق”، ليل الثلاثاء الأربعاء، شن 3 هجمات على جنوب وشمال إسرائيل موضحة في سلسلة بيانات عبر منصة تلغرام، إنها “هاجمت بالطيران المسيّر، اليوم، هدفا قرب غور الاردن بأراضينا المحتلة (تقصد إسرائيل)”.
وأضافت أنها “هاجمت بصاروخ كروز من نوع الأرقب هدفا حيويا في شمال أراضينا المحتلة” متابعة أنها “هاجمت بواسطة الطيران المسير هدفا عسكرياً في شمال أراضينا المحتلة”.
وفيما لم توضح الجماعة طبيعة الأهداف التي هاجمتها، أشارت إلى أن هجماتها تأتي “نصرة لأهلنا في فلسطين ولبنان، وردا على المجازر التي يرتكبها الكيان الغاصب بحقّ المدنيين من أطفال ونساء وشيوخ”.
ويعقد مجلس الأمن الدولي اجتماعا طارئا الأربعاء بناء على طلب فرنسا. وهيمنت المخاوف من التصعيد في المنطقة على اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة في نيويورك.
وحذّر وزراء خارجية مصر والعراق والأردن من أن “إسرائيل تدفع المنطقة نحو حرب شاملة”، منددين بـ”العدوان الإسرائيلي على لبنان”.
وعبّر مفوض وكالة الأمم المتحدة لغوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (أونروا) فيليب لازاريني عن خشيته من “حرب شاملة” ومن أن يتحوّل لبنان إلى غزة ثانية التي دمرتها الحرب الدائرة فيها منذ نحو عام بين إسرائيل وحركة المقاومة الإسلامية (حماس).
وخلّفت الضربات الإسرائيلية الأولى في لبنان الاثنين 558 قتيلا وأكثر من 1800 جريح، بحسب السلطات اللبنانية، وهي أكبر حصيلة تُسجّل في يوم واحد منذ انتهاء الحرب الأهلية (1975 – 1990).
وبدأ التصعيد الأخير إثر موجة تفجير أجهزة الإرسال التي نسبها حزب الله لإسرائيل في 17 و18 سبتمبر، وأسفرت عن مقتل أكثر من ثمانين شخصا وإصابة نحو ثلاثة آلاف آخرين بجروح، وتلتها غارة إسرائيلية في 20 سبتمبر على الضاحية الجنوبية لبيروت قتل فيها 16 من قادة قوة الرضوان التابعة للحزب، والتي تعد وحدة النخبة فيه، بينهم قائدها.
وأعلن حزب الله الثلاثاء مقتل إبراهيم محمد قبيسي، أحد قادته العسكريين، في غارة إسرائيلية في الغبيرى في الضاحية الجنوبية لبيروت أسفرت، وفق وزارة الصحة، عن مقتل ستة أشخاص وإصابة 15 آخرين بجروح.
وأعلنت إسرائيل في منتصف سبتمبر توسيع أهداف الحرب في غزة لتشمل إعادة سكان شمال إسرائيل الذين نزحوا بسبب تبادل القصف مع حزب الله منذ بدء الحرب في غزة، الى منازلهم، مدشنة بذلك سلسلة عمليات عسكرية عنيفة ضد حزب الله.
ويؤكّد حزب الله من جانبه أنه سيواصل مهاجمة إسرائيل حتى ينتهي “العدوان على غزة” حيث اندلعت الحرب في 7 أكتوبر 2023 إثر هجوم غير مسبوق لحماس على إسرائيل.
وتقرّر إبقاء المدارس والجامعات مغلقة حتى نهاية الأسبوع في لبنان. وأوقفت العديد من شركات الطيران رحلاتها إلى بيروت.
وأرجأ رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو رحلته إلى الولايات المتحدة لحضور اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة بسبب التصعيد.
وقال نتانياهو في مقطع مصوّر بثه مكتبه “سنواصل ضرب حزب الله. وأقول للشعب اللبناني: حربنا ليست ضدكم، إن حربنا ضد حزب الله”.
وقال المرشد الأعلى للجمهورية الإسلامية آية الله علي خامنئي الأربعاء في لقاء مع عسكريين قدامى إن “بعض القوى الفاعلة والقيّمة في حزب الله استشهدت، وهذا بلا شك ألحق ضربات بحزب الله، لكن قوة حزب الله أكبر من أن تنهزم أمام العدو، والاغتيالات لن تهزّ حزب الله”.
وحذّر الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش من أن لبنان يقف “على حافة الهاوية”.
وكرّر غوتيريش الدعوة إلى وقف إطلاق النار في قطاع غزة حيث تهدّد الحرب “بجرّ المنطقة بأكملها إلى الفوضى”.
وحذّر الرئيس الأميركي جو بايدن من “حرب شاملة” في لبنان، مؤكدا على ضرورة “وضع اللمسات الأخيرة” على اتفاق لوقف إطلاق النار في غزة.
وأدى هجوم حماس الذي أشعل الحرب في غزة إلى مقتل 1205 أشخاص، معظمهم من المدنيين، وفقا لإحصاء يستند إلى أرقام إسرائيلية رسمية تشمل الرهائن الذين ماتوا أو قتلوا أثناء احتجازهم في غزة.
ومن بين 251 شخصا خطفوا، ما زال 97 شخصا محتجزين في غزة، من بينهم 33 أعلن الجيش مقتلهم.
على الإثر، توعدت إسرائيل بتدمير حماس التي سيطرت على قطاع غزة في 2007، ونفذ جيشها هجوما مدمرا على غزة تسبب بكارثة إنسانية وخلف 41495 قتيلا، معظمهم من المدنيين، وفق آخر حصيلة نشرتها وزارة الصحة التابعة لحماس الأربعاء.