كريتر نت – متابعات
كشف أحمد المجدلاني الأمين العام لحركة النضال الشعبية بفلسطين أن الثورة الديمقراطية في العالم انهارت بسبب هيمنة الفكر الخاص بالاتحاد السوفيتي على اليسار باعتباره المرجعية الرسمية وقتها، ولكن في فلسطين التي تعيش تحت الاحتلال، الوضع مختلف في اليسار عن البلدان الأخرى، فهنا يوجد عدم وجود اهتمام بالوضع الاجتماعي لأن التركيز ينصب على تحرير الأرض من الاحتلال.
وقال إنه بعد العام 48 نشأت 3 تيارات، التيار القومي والذي يمثله حزب البعث، والتيار اليساري الذي يمثله الحزب الشيوعي، والتيار الإسلامي الذي يمثله الإخوان والذي كان خارج القضية الوطنية ولم يهتم بها.
وأوضح المجدلاني أن حركة فتح قدمت برنامج وطني ذو رؤية مختلف عن التيارات الثلاثة السابقة عام 1965 وكانت رؤية وطنية جيدة جدا، وفي عام 1967 نشأت جبهة النضال الشعبية وتيارات يسارية أخرى.
وأضاف المجدلاني أن إشكاليات اليسار الفلسطيني تراوحت بين عدم القدرة على تشخيص الواقع وعدم المزج بين المهام الوطنية والمهام الاجتماعية ورفع سقف التوقعات، وتعمقت تلك الأزمة بعد مؤتمر مدريد ونشوء السلطة الفلسطينية وانخرط فيها جزء من اليسار وأصبح دحر الاحتلال وبناء مؤسسات الدولة وربط المهام الوطنية بالمهام الاجتماعية.
وأشار المجدلاني إلى أن بعض قوى اليسار أعطت المهام الوطنية أولوية على المهام الاجتماعية وهو ما أدى إلى وجود خلخلة في اليسار.
كما اعتبر أن أحد الأسباب الرئيسية في تراجع اليسار هو اتفاق عملية السلام الفلسطينية الإسرائيلية وعدم قيام الدولة الفلسطينية وكذلك عدم نضج المجتمع الإسرائيلي وفاشيته وحبه للتطرف، وكذلك احتكار أمريكا لعملية السلام في الوقت التي هي شريك للاحتلال، وأيضا عدم النضج في المناطق الفلسطينية والتي وفرت مناخ لعدم ترسيخ نظام ديمقراطي يؤدي إلى تحول أكثر عمقا.
وأكد المجدلاني أن انهيار مسار عملية السلام والخضار الاقتصادي والسياسي على منظمة التحرير الفلسطينية و دعم قوى الإسلام السياسي أحدث هذا الخلل وتسبب في فراغ و انقلاب عسكري للإسلامين في 2007 ومنذ تلك اللحظة نعيش حالة انقسام سياسي و جغرافي.
وكشف المجدلاني عن أن البعض يحمل فتح وحماس مسؤولية الفشل في الوقت الذي قامت به حماس بالانقلاب وليس فتح،بحسب تعبيره، مشيرا إلى أن فلسطين في فترة مخاض في إطار التحول الاجتماعي وتحاول معالجة الأزمة للخروج بالبرنامج الوطني الديمقراطي والعمل على حل الدولتين.