كتب/ جمال الصامت
من غير المعقول، ونحن في القرن الواحد والعشرين، أن تستمر بعض الأحزاب السياسية في فهم الشراكة السياسية كتحاصص وتقاسم للمناصب والمكاسب.
وفي اليمن، يبدو أن هذا التصور الضيق للشراكة السياسية لازال سائدًا لدى بعض الأحزاب، خاصة مع إصرار بعض القوى على تحويل مفهوم الشراكة إلى مجرد تقاسم للمصالح والمواقع.
هذا الفهم المحدود يقف عقبة أمام الوصول لبناء الدولة المدنية التي نطمح إليها. فحين تختزل الشراكة في توزيع المكاسب، تتضاءل فرص البلاد في بناء نظام حكم قائم على التعددية السياسية الحقيقية والتمثيل المتكافئ الذي يخدم المصلحة العامة، وليس مصالح قوى بعينها.
إن الحل للأزمة اليمنية يتطلب وعيًا عميقًا بأهمية الشراكة السياسية الحقيقية والمتكافئة، التي تبنى على التوافق، وتكون هدفها تحقيق الاستقرار والتنمية.
فالشراكة الحقيقية هي حجر الزاوية لأي خارطة طريق سياسية قادرة على إعادة بناء البلاد ونقلها نحو مستقبل مستقر وآمن.
علينا أن نرتقي بممارساتنا السياسية ونتخلى عن النزاعات الداخلية العقيمة، وأن نفكر جديًا في بناء شراكة وطنية حقيقية تكون أساسًا لمستقبل أفضل، بعيدًا عن أحقاد الماضي وتبعاته.
الماضي قد ولى، واليوم بأيدينا لرسم مستقبل جديد لليمن، فلماذا نتمسك بالأمس ونحن نملك فرصة صياغة الغد؟