كريتر نت .. طقس العرب
شهدت الشمس انفجارًا شمسيًا قويًا بلغ ذروته في الساعة 8:40 صباحًا بتوقيت شرق الولايات المتحدة يوم 6 نوفمبر 2024. وقد التقط مرصد ديناميكيات الشمس التابع لوكالة ناسا، الذي يراقب الشمس على مدار الساعة، صورة لهذا الحدث.
تأثيرات الانفجارات الشمسية على الأرض تُعد الانفجارات الشمسية من أقوى أشكال الطاقة المنبعثة من الشمس، والتي قد تؤثر على الاتصالات اللاسلكية، وشبكات الطاقة الكهربائية، وإشارات الملاحة، كما قد تشكل مخاطر على المركبات الفضائية ورواد الفضاء.
تصنيف الانفجار الشمسي
صُنّف هذا الانفجار على أنه من فئة X2.3؛ حيث تشير الفئة “X” إلى الانفجارات الأعلى شدة، بينما يحدد الرقم 2.3 مدى قوتها ضمن هذا التصنيف.
دور الوهجات الشمسية في زيادة الأشعة السينية وتأثيرها على الأرض
أوضح مارتن كونورز، أستاذ علوم الفضاء والفيزياء بجامعة أثاباسكا الكندية، في حديثه لمجلة “نيوزويك”، أن الشمس تُصدر باستمرار أشعة سينية، إلا أن الوهج الشمسي يعمل على تحويل الطاقة المغناطيسية في الغلاف الجوي للشمس إلى أشعة سينية قوية، مما يؤدي إلى ارتفاع مستوى الأشعة السينية على الأرض بشكل كبير، بما لا يقل عن ألف ضعف في الأحداث من الفئة M، وقد يصل إلى أعلى من ذلك في الوهجات من الفئة X.
تصنيف الوهجات الشمسية حسب الشدة
تصنَّف الوهجات الشمسية إلى فئات A وB وC وM وX، حيث تمثل فئة X الأقوى، وتكون كل فئة أقوى بعشر مرات من التي تسبقها. ووفقًا لمركز التنبؤ بالطقس الفضائي، فإن الوهجات من الفئة M تحدث حوالي 2000 مرة في كل دورة شمسية مدتها 11 عامًا، بينما تندُر الوهجات من الفئة X وتحدث نحو 175 مرة فقط في كل دورة. أما الوهجات من فئة X10 فأكثر، فتحدث حوالي ثماني مرات فقط لكل دورة.
كان أقوى وهج في هذه الدورة الشمسية من فئة X9.0 في 3 أكتوبر من هذا العام، يسبقه وهج من فئة X8.79 في 14 مايو.
تأثير الوهجات الشمسية على الاتصالات الراديوية
تتسبب الوهجات الشمسية في انقطاعات راديوية عند ترددات أقل من 30 ميجاهرتز، نتيجة تأينها للغلاف الأيوني للأرض. وأوضح كونورز أن هذا التأين يؤثر بشكل كبير على التوزيع الطبيعي للإلكترونات في الغلاف الأيوني، على ارتفاع بين 80 و100 كيلومتر فوق سطح الأرض، مما يؤثر سلباً على انتشار الموجات الراديوية.
عادةً ما تعكس هذه الطبقة الراديو عالي التردد، إلا أن تأينها بفعل الوهج يؤدي إلى امتصاص هذه الموجات أو تدهورها، مما يُحدث انقطاعات في الاتصالات الراديوية، خاصة على الجانب المضاء من الأرض الذي يتعرض لإشعاع الوهج الشمسي بشكل مباشر. وتزداد حدة الانقطاعات مع زيادة قوة الوهج.
خطر الوهجات الشمسية على الأرض وتأثيراتها الاقتصادية
إذا أطلقت البقع الشمسية النشطة والموجهة نحو الأرض المزيد من الوهجات القوية، قد تواجه مناطق واسعة في الولايات المتحدة انقطاعات راديوية متكررة. ويُعد حدث “كارينجتون” في عام 1859 أكبر وهج شمسي مسجل، وقد سبّب اضطرابات في أنظمة الاتصالات البسيطة في ذلك الوقت.
أوضح رامي قهوجي، أستاذ الحوسبة البصرية وباحث الطقس الفضائي بجامعة برادفورد، أن تكرار حدث كارينجتون في العصر الحالي يمكن أن يؤدي إلى خسائر مالية هائلة تتراوح بين 0.6 و2.6 تريليون دولار في الولايات المتحدة وحدها، وفقًا لتقديرات وكالة ناسا.