كتب ..عبدالسلام السييلي
واهم من يظن أن الشرعية المنبطحة والمجتمع الدولي يريد القضاء على جماعة الحــوثي المتمردة .
الحـوثي مدعوم بقوة من بريطانيا وأمريكا لخلق بعبع في المنطقة والهدف هو السيطرة على باب المندب من جهة و خنق السعودية ومصر من جهة أخرى ، بينما الشرعية تماطل وتلعب على عامل الوقت للوصول إلى تسوية سياسية تضمن بقاء اليمن موحداً وتضمن بقاء لاعبيها في سدة الحكم .
تسع سنوات من الحرب كل محطاتها تؤكد عدم جدية المجتمع الدولي وعدم جدية الشرعية بل تواطؤها في تسليم المحافظات والألوية بكامل عدتها وعتادها للجماعة المارقة.
وخير دليل ما حصل من إيقاف تقدم قوات العمالقة وسحبها من بوابة ميناء الحديدة وتوفير غطاء دولي للحوثي بما يسمى إتفاق أستكهولم الذي كان بمثابة إنعاش للجماعة من جهة وبداية إنهيار للتحالف.
تبعتها تنازلات كبيرة من قبل الشرعية والتحالف وصلت إلى حد الإذلال وكان آخرها التراجع عن قرارات البنك المركزي بعدم التعامل مع شركات وبنوك تقع تحت سيطرة الجماعة . وليته كان تراجع مدفوع الثمن بل تراجع مجاني مهين مع التعهد بعدم تكرار ما حصل وهذا ما أدى بالمعبقي محافظ البنك المركزي لتقديم إستقالته.
وهذه الحادثة لوحدها تؤكد المؤكد في أن المجتمع الدولي والتحالف والشرعية جميعها تسند جماعة الحوثي سواء بالضغط أو عرقلة أي قرارات أو تقدم للقوات على الأرض .
لا يمكن بأي حال من الأحوال تحرير صنعاء إلا من داخلها ، وللأسف الداخل لايبدي أي معارضة فما بالكم بالمقاومة .
إذا وجدت مقاومة حقيقية على الأرض يمكن للتحالف دعمها لوجستيا ، أما بدونها فلا فائدة تذكر وهذا ما يبدو جليا في المرحلة الحالية وفي المستقبل القريب.
لذلك نقول أن صنعاء قد حسمت أمرها بأن تكون تابعة لإيران وحكم الملالي تنفذ أجنداتهم وتأتمر بأمر المفتي وتمضي في تثبيت حكم الولي الفقيه.
بينما عدن أختارت أن تكون مع محيطها العربي السني الرافض للتمدد الإيراني وإستعادة أمجاد الإمبراطورية الفارسية على أنقاض الدول العربية لذلك كان الجنوب أول من تصدى للمد الفارس وكسر شوكة مليشياته الحوثية .
عاش العالم أسوأ أربع سنوات في تاريخه الحديث في ظل وجود الخرف جو بايدن وسياسته غير المتزنة والمتعجرفة التي أدت إلى إندلاع الكثير من الحروب حول العالم وتماهي بايدن مع المواقف الايرانية دون اتخاذ أي إجراءات رادعة لهم بعد ثبوت تدخل إيران في دول المنطقة ودعمهم للعمليات الارهابية التي تقوم بها مليشياتهم في اليمن والعراق وسوريا ولبنان .
اليوم وبعد فوز ترامب بأنتخابات الرئاسة الأمريكية في الخامس من نوفمبر هل سنشهد تغير في السياسة الأمريكية ومواقفها تجاه إيران وجماعة الحوثي الإرهابية ؟
خصوصا بعد فشل تحالف ” حارس الإزدهار ” الدولي لحماية خطوط الملاحة الدولية في البحر الأحمر من هجمات جماعة الحوثي .
هذا ما ستجيب عنه الأيام القليلة القادمة.