رنا نمر
أطلقت ميليشيا الحوثي المدعومة من إيران في اليمن صاروخين باليستيين على إسرائيل، أصاب أحدهما مدرسة فارغة، وتسبب الآخر بإصابة أكثر من عشرة أشخاص في تل أبيب.
يمكن أمريكا الاعتماد على حليفتها إسرائيل
في وقت سابق من هذا الشهر، شن الحوثيون هجوماً بطائرات بدون طيار على ثلاث سفن تجارية في خليج عدن، جنوب اليمن.
ويشكل الحوثيون تهديداً أكبر للشحن الدولي منه لإسرائيل، وهي مشكلة سمحت إدارة بايدن بتفاقمها.
وذكرت صحيفة وول ستريت جورنال أن أسعار السلع تضاعفت نتيجة عرقلة الحوثيين للشحن الدولي، حيث زادت تكلفة شحن حاوية من الصين إلى الساحل الغربي بأكثر من الضعف خلال العام الماضي، ويرجع ذلك جزئياً إلى هجمات الحوثيين.
ومع تراجع المحور الإيراني بفعل الهزائم في غزة ولبنان وسوريا، تبدو إدارة ترامب في وضع مناسب لاتخاذ خطوات حازمة ضد الحوثيين، بما يشمل زيادة الضغط على طهران، استعادة المصداقية الأمريكية، وخفض أسعار السلع المستوردة.
وبدأت هجمات الحوثيين على الشحن في 19 نوفمبر (تشرين الثاني) 2023، عندما اختطفوا سفينة مملوكة لبريطانيا. ولا يزال أفراد الطاقم البالغ عددهم 25 رهائن.
منذ ذلك الحين، شن الحوثيون مئات الهجمات في المضيق وحوله قبالة اليمن، وعطلوا بشكل كبير الشحن في البحر الأحمر، وهو طريق بحري يمر عبره 15٪ من شحن العالم. وأغرقوا سفينتين على الأقل وقتلوا أربعة من أفراد الطاقم وأصابوا آخرين.
ويزعم الحوثيون أن هجماتهم جزء من حرب 7 أكتوبر (تشرين الأول) ضد إسرائيل. لكن معظم السفن التي هاجموها ليس لها صلة بإسرائيل، ومن المرجح أن يكون هدفهم هو تأكيد السيطرة الإيرانية على التجارة العالمية.
وكانت التأثيرات الاقتصادية كبيرة. انخفض الشحن في البحر الأحمر بأكثر من 50٪ على مدار العام الماضي.
واختارت شركات الشحن الكبرى بما في ذلك ميرسك الإبحار حول إفريقيا بدلاً من المخاطرة بنيران الحوثيين. وتضاعفت تكاليف التأمين على مخاطر الحرب بأكثر من الضعف. وكل هذا يترجم إلى تكاليف أعلى للمستهلكين الأمريكيين.
وكان “جي بي مورغان” توقع أن الهجمات قد “تضيف 0.7 نقطة مئوية إلى التضخم العالمي للسلع الأساسية”.
وواجه العالم مشكلة مماثلة أثناء تصاعد هجمات القراصنة الصوماليين على السفن في خليج عدن بداية من عام 2007.
وتضافرت جهود المجتمع الدولي في الاستجابة لهذه المشكلة، إذ أرسلت العديد من البلدان سفناً بحرية في دوريات لمكافحة القرصنة. كما أصدر مجلس الأمن قراراً يجيز استخدام القوة ليس فقط في أعالي البحار بل وأيضاً داخل المياه الإقليمية الصومالية.
كما شنت الولايات المتحدة وفرنسا ودول أخرى غارات كوماندوز على أوكار القراصنة على اليابسة، وقبضت على القراصنة الصوماليين وحاكمتهم وسجنت المئات منهم. وتم الاحتفال بهذا الرد على نطاق واسع باعتباره انتصاراً للقانون الدولي والتعاون العالمي.
التجارة العالمية
لكن الصحيفة تلفت إلى أن التهديد الحوثي للتجارة العالمية أعظم لكنه قوبل برد أضعف.
ففي حين كان القراصنة الصوماليون مسلحين بالبنادق والقذائف الصاروخية، فإن الحوثيين لديهم صواريخ وطائرات بدون طيار.
وكان القراصنة الصوماليون يسعون عموماً إلى اختطاف السفن للحصول على فدية من طاقمها بينما يسعى الحوثيون إلى إتلاف إلحاق ضرر بالسفن أو إغراقها.
وحاولت الولايات المتحدة تنظيم أسطول دولي لردع هجمات الحوثيين – ولكن بخلاف الولايات المتحدة، ساهمت المملكة المتحدة وسريلانكا واليونان والدنمارك وهولندا فقط بالسفن. وشكل الاتحاد الأوروبي قوة في البحر الأحمر ولكن بتفويض دفاعي ضيق وأربع سفن فقط.
ومن المرجح أن الدول دفعت بقوة أكبر ضد القراصنة الصوماليين على وجه التحديد لأنهم كانوا مشكلة أصغر وأسهل.
ولم يكن القراصنة في الصومال مدعومين من أي دولة ولم يكونوا جزءاً من صراع أيديولوجي أوسع، على عكس الحوثيين.
وكونها أكبر مستورد في العالم، فإن الولايات المتحدة فقط لديها مصلحة وقدرة كافية لردع التهديدات للشحن.
ولكن بصرف النظر عن بضع غارات جوية محدودة، والتي لا يبدو أنها غيرت سلوك الحوثيين، فإن إدارة بايدن لم تفعل الكثير.
وخلصت الصحيفة إلى أن على إدارة ترامب أن تبدأ بإعادة تصنيف الحوثيين كجماعة إرهابية، وتسعى إلى توسيع كبير للهجمات ضد أهداف الحوثيين، والضغط على إيران لإزالة التهديد الحوثي.
المصدر : موقع 24