كتب/ مهيب الطيار
تمر ذكرى تأسيس التنظيم الوحدوي الشعبي الناصري لتعيدنا إلى جذور الفكرة وقوة الرسالة التي جاءت لتلبي تطلعات الأمة العربية نحو الحرية والوحدة والعدالة الاجتماعية. هذه المناسبة ليست مجرد احتفاء بيومٍ في التاريخ، بل هي استعادة لروح مدرسة فكرية متكاملة جمعت بين النضال السياسي والرؤية الإنسانية.
التنظيم الناصري لم يكن يومًا مجرد كيان سياسي يبحث عن السلطة، بل كان ولا يزال مشروعًا حضاريًا يسعى لبناء الإنسان الواعي بقضاياه، المؤمن بقدرته على التغيير. هو ذلك المكان الذي جعلنا نؤمن أن السياسة ليست لعبة مصالح، بل وسيلة لخدمة المظلومين وإعادة الاعتبار لقيم الحق والكرامة.
في هذه اللحظة التاريخية، ومع ما يعيشه العالم العربي واليمن خاصة من أزمات، تزداد أهمية العودة إلى القيم الناصرية التي وضعت الإنسان في صلب أولوياتها. تلك القيم التي تعلمنا منها أن النضال الحقيقي لا يتوقف على الساحات السياسية، بل يمتد إلى كل ميدان: في العمل، في الفكر، في بناء مجتمع يؤمن بالمساواة والعدالة.
التنظيم الناصري لم يكن مجرد فكرة تلقيناها، بل تجربة عشناها. تجربة علمتنا أن العمل السياسي ليس امتيازًا بل تضحية، وأن القيادة ليست منصبًا بل مسؤولية. علمنا أن النجاح لا يقاس بمدى القبول الشعبي فقط، بل بمدى قدرتنا على التمسك بالمبادئ حتى في أصعب الظروف.
اليوم، وأمام تحديات الحاضر، نحتاج أن نستلهم من هذه الذكرى روح التجديد والإصرار. نحتاج أن نعيد تعريف دورنا كناصريين، ليس فقط في ساحات السياسة، بل في كل مساحة نملك فيها فرصة للتأثير.
فلنكن كما أرادنا مؤسسو هذا التنظيم العظيم: أصواتًا لا تهادن في وجه الظلم، وأيديًا تبني ولا تهدم. ولتكن هذه الذكرى دعوة لكل الناصريين كي يكونوا كما كانوا دائمًا: شعلة أمل، وحراسًا لقيم الحرية والكرامة.
رحم الله شهداء التنظيم الذين رسموا بدمائهم ملامح هذه المسيرة، وعاشت قيم التنظيم الوحدوي الشعبي الناصري حيّة في قلوبنا وعلى أرضنا.