كريتر نت – متابعات
أول زيارة من نوعها لأوجلان منذ عقد من الزمن
يزور وفد من حزب المساواة وديمقراطية الشعوب المؤيد للأكراد، السبت، مؤسس حزب العمال الكردستاني عبدالله أوجلان الذي يمضي عقوبة السجن مدى الحياة في الحبس الانفرادي، حسبما أفاد مصدر في الحزب وكالة الصحافة الفرنسية.
وقال المصدر “غادر الوفد في الصباح”، دون أن يوضح كيف سينتقل إلى الجزيرة حيث يقع السجن، لأسباب أمنية.
وستكون هذه أول زيارة يجريها الحزب للزعيم الكردي منذ نحو عشر سنوات.
وكانت وزارة العدل التركية وافقت على طلب تقدّم به حزب المساواة وديمقراطية الشعوب بهذا الشأن، بحسب ما أفادت السلطات والحزب الجمعة.
وقال حزب المساواة وديمقراطية الشعوب إن النائب سيري ثرية أوندر والنائبة برفين بولدان، اللذين التقيا أوجلان في إطار محادثات السلام في ذلك الوقت، سيسافران إلى جزيرة إمرالي السبت أو غدا الأحد، حسب الظروف الجوية.
ويقبع أوجلان في سجن قرب اسطنبول منذ 25 عاما.
واعتقل عام 1999، ويمضي منذ ذلك الحين عقوبة السجن مدى الحياة دون إمكان الإفراج المشروط في سجن جزيرة إمرالي قبالة سواحل المدينة.
وتأتي زيارة حزب المساواة وديمقراطية الشعوب بعد شهرين من قيام دولت بهجلي، زعيم حزب الحركة القومية التركية اليميني المتشدد المعادي لحزب العمال الكردستاني والمنضوي في الائتلاف الحاكم، بدعوة أوجلان، للحضور إلى البرلمان لإعلان حل حزب العمال، مقابل إطلاق سراحه.
ويلقى ذلك دعم الرئيس رجب طيب أردوغان.
ووصف أردوغان اقتراح بهجلي الأولي بأنه “فرصة تاريخية”.
وبعد أحدث دعوة الشهر الماضي، قال أردوغان إنه يتفق تماما مع بهجلي في كل القضايا وإنهما يعملان في وئام وتنسيق.
وقال أردوغان في البرلمان “بصراحة، الصورة أمامنا لا تسمح لنا بأن نكون متفائلين للغاية. ورغم كل هذه الصعوبات، فإننا نفكر في ما يمكن القيام به من منظور بعيد المدى يركز ليس فقط على اليوم ولكن أيضا على المستقبل”.
وشارك سلف حزب المساواة وديمقراطية الشعوب في محادثات السلام بين أنقرة وأوجلان قبل عقد من الزمن، وكان آخر لقاء معه في أبريل 2015.
وانهارت عملية السلام ووقف إطلاق النار بعد فترة وجيزة، مما أطلق العنان للمرحلة الأكثر دموية من الصراع.
وفي أكتوبر، أعلنت عائلة أوجلان أن السلطات سمحت لها بزيارته للمرة الأولى منذ مارس 2020.
وتصنف تركيا وحلفاؤها الغربيون حزب العمال الكردستاني على أنه جماعة إرهابية.
وقتل أكثر من 40 ألف شخص في القتال، الذي كان في الماضي يتركز في جنوب شرق البلاد الذي تقطنه أغلبية كردية، لكنه يتركز الآن في شمال العراق، حيث يتمركز حزب العمال الكردستاني.
وينظر إلى عدم الاستقرار الإقليمي المتزايد والواقع السياسي المتغير على أنها عوامل وراء محاولة إنهاء الصراع مع حزب العمال الكردستاني.
وفرص النجاح غير واضحة حيث لم تقدم أنقرة أي أدلة على ما سيترتب على ذلك.
ومنذ الإطاحة ببشار الأسد في سوريا هذا الشهر، أصرت أنقرة مرارا على ضرورة تفكيك قوات وحدات حماية الشعب الكردية، التي تعتبرها امتدادا لحزب العمال الكردستاني، مؤكدة أن المجموعة ليس لها مكان في مستقبل سوريا.
ووحدات حماية الشعب هي المكون الرئيسي لقوات سوريا الديمقراطية المتحالفة مع الولايات المتحدة.
وفي مقابلة مع رويترز الأسبوع الماضي، اعترف قائد قوات سوريا الديمقراطية مظلوم عبدي بوجود مقاتلين من حزب العمال الكردستاني في سوريا لأول مرة، قائلا إنهم ساعدوا في محاربة تنظيم الدولة الإسلامية وسيعودون إلى ديارهم إذا جرى الاتفاق على وقف إطلاق النار الكامل مع تركيا، وهو مطلب أساسي من أنقرة.
وواصلت السلطات في تركيا اتخاذ إجراءات صارمة ضد أنشطة حزب العمال الكردستاني المزعومة.
وفي الشهر الماضي، استبدلت الحكومة خمسة رؤساء بلديات مؤيدين للأكراد في مدن جنوب شرق البلاد بسبب علاقاتهم المشتبه بها مع حزب العمال الكردستاني، في خطوة أثارت انتقادات من حزب العمال الكردستاني وآخرين.