كريتر نت – نافذة اليمن
تُعد “الدروب السبعة” واحدة من أبرز المعالم التاريخية والهندسية في العاصمة عدن، حيث تشكل جزءًا حيويًا من نظام المياه القديم الذي أبدع فيه الأجداد.
تقع الدروب ضمن المرتفع الجبلي لصهاريج عدن، ممتدة من أعلى معبد في منطقة الخساف إلى منطقة البوميس، بارتفاع يتراوح بين 15 و18 مترًا وعرض يقارب 20 مترًا.
الوظيفة الأساسية
تعمل الدروب السبعة على التقليل من تدفق مياه السيول إلى الصهاريج، وتنظيم انسياب المياه عبر مجاريها الخاصة.
كما تقوم بتصفية المياه من الطمي والحجارة قبل وصولها إلى الصهاريج الدائرية، التي كانت خزانات رئيسية للمياه.
يُشار إلى أن هذه الدروب تُعد جزءًا من نظام تصريف المياه، وليس لتخزينها، مما يعكس عبقرية التصميم الهندسي الذي اتبعه الأجداد.
التاريخ والمرجعيات
يُرجع المؤرخون بناء الدروب السبعة إلى فترة حكم البرابر، كما أشار كتاب أبي المجاور. وقد ورد ذكرها في عدة مصادر تاريخية قبل القرن التاسع عشر، حيث تناول المؤرخان حمزة لقمان وعبد الله محيرز تاريخ الدروب، مشيرين إلى ارتباطها بتقنيات المياه القديمة في عدن.
الترميم والاستخدام
خلال فترة الاستعمار البريطاني، تم استغلال هذه الدروب لتلبية احتياجات السكان والثكنات العسكرية.
وقد أُجريت تعديلات على النظام الأصلي لتحويله إلى مجمع مائي متكامل، مما يدل على مرونة هذا النظام في التكيف مع الاحتياجات المتغيرة.
الوظائف المميزة
توجيه المياه المنحدرة من الجبال بدقة.
حماية الصهاريج من الطمي والحصى.
توفير نظام متكامل لتنظيم المياه في المدينة.
الإهمال
رغم الأهمية التاريخية والهندسية للدروب السبعة، فإنها تواجه إهمالًا وتخريبًا متعمدًا منذ غزو 1994م على الجنوب.
لم تُخصص الجهات المعنية جهودًا كافية للحفاظ على هذه المعالم، مما يمثل خسارة كبيرة للتراث الثقافي والتاريخي للعاصمة عدن.
الأهمية التاريخية
تُعد الدروب السبعة نموذجًا متقدمًا لتقنيات المياه القديمة، وتمثل جزءًا أساسيًا من الهوية الحضارية للعاصمة عدن.
كما توثق حقبة تاريخية هامة، حيث ارتبطت وظيفيًا وثقافيًا بنظام الصهاريج وساهمت في الحفاظ على استدامة المياه للمدينة عبر العصور.
تظل الدروب السبعة شاهدًا حيًا على عبقرية الأجداد وإبداعهم في إدارة الموارد المائية، مما يستدعي ضرورة الاهتمام بها والحفاظ عليها كتراث تاريخي وثقافي لا يُقدر بثمن.