كريتر نت – متابعات
تسعى حديقة القرآن النباتية في قطر إلى جمع وحماية النباتات المذكورة في القرآن الكريم والسنة النبوية الشريفة ولا تقتصر على عرض هذه النباتات، بل تهدف أيضا إلى تقديم منصة تعليمية ثقافية وتوعوية تسهم في تعزيز الوعي البيئي والديني لدى المجتمع.
وحصلت حديقة القرآن النباتية في الدوحة على اعتماد عالمي متميز في مجال صون الموارد النباتية، وذلك في مايو الماضي، حيث تم منحها لقب “ممارس الصون” من المنظمة الدولية للحفاظ على الحدائق النباتية.
يعكس هذا الاعتماد التزام حديقة القرآن النباتية بأعلى المعايير الدولية في مجال صون الموارد النباتية، بما في ذلك القيادة في صون النباتات، وجمع وتوثيق مجموعات الصون ذات القيمة البيئية الكبيرة مثل البذور والنباتات والقطع التراثية، فضلا عن المساهمة المجتمعية في أنشطة الصون والبحوث العلمية ذات الصلة.
كما يتضمن تطبيق مبادئ الاستدامة والأخلاقيات، وتنفيذ الأنشطة المتنوعة مثل المعشبة، وبنك البذور، واستنبات البذور، وإكثار النباتات بطرق بستانية.
كما أن الحديقة تشارك في الشبكات المحلية والدولية للحدائق النباتية، وتلتزم بتدريب موظفيها على ممارسات صون النباتات في العمليات التشغيلية.
تجمع الحديقة النباتات المذكورة في القرآن الكريم والسنة النبوية الشريفة، وتهدف إلى تعزيز الوعي والمعرفة بتلك النباتات، إلى جانب فهم المصطلحات المرتبطة بها ومبادئ صونها وحمايتها.
وتؤكد مديرة الحديقة فاطمة بنت صالح الخليفي أن هذا المشروع يسعى إلى تقديم “مفهوم جديد في عالم الحدائق النباتية”، مع التركيز على الحفاظ على التنوع النباتي وتوثيق ارتباطه الثقافي والديني.
يهدف مشروع الحديقة إلى أن تصبح “مركزا للتفكير والتأمل في خلق الله”، حيث تسعى الحديقة لتعريف المجتمع، سواء من الناطقين بالعربية أو غيرها، من المسلمين أو غير المسلمين، بتنوع النباتات والمصطلحات النباتية.
كما تسعى إلى إبراز مبادئ الشريعة الإسلامية السمحة التي تشجع على صون التنوع النباتي وحمايته.
بالإضافة إلى البعد الديني، تهدف الحديقة أيضا إلى تسليط الضوء على أهمية صون الموارد النباتية، وكيفية الحفاظ على المصادر الطبيعية والبيئية، مع التأكيد على تعاليم الشريعة الإسلامية التي تدعو إلى حماية الإنسان وموارد الأرض لصونها للأجيال القادمة.
وتوضح مديرة الحديقة فاطمة بنت صالح الخليفي أن الحديقة تسعى لتحقيق رؤيتها من خلال “تقدير وحماية التراث الطبيعي والثقافي والروحي للأمة الإسلامية والعربية، في سياق عالمي، عبر توفير فرص استكشاف وتعلم على مستوى عالمي.”
وتضيف الخليفي أن القرآن الكريم ذكر 20 نوعا من النباتات، منها نباتا الزقوم والضريع، اللذان يعتبران من النباتات الغيبية التي لا يعلمها إلا الله، في حين ذكرت السنة النبوية حوالي 52 نوعا من النباتات، 39 منها وردت في صحيح السنة ولم تذكر في القرآن الكريم.
وأكدت مديرة حديقة القرآن النباتية فاطمة بنت صالح الخليفي أنه تم العثور على 13 نوعا نباتيا ورد ذكرها في القرآن الكريم والحديث الشريف، مشيرة إلى أن القرآن الكريم ذكر خمسة أنواع نباتية لم ترد في الحديث، وهي التين واليقطين والطلح المنضود والعدس والزنجبيل، بالإضافة إلى نباتي الزقوم والضريع اللذين ورد ذكرهما في الحديث وارتبطا بأهل النار.
كما تعرض الحديقة أصنافا مختلفة من هذه الأنواع النباتية التي تم ذكرها في القرآن والسنة.
وأضافت الخليفي أن للحديقة مشاتل في مؤسسة قطر تحتوي على حوالي 6825 نبتة من الأشجار والشجيرات والعشبيات المعمرة، بالإضافة إلى النباتات الحولية من بيئات جغرافية ومناخية متنوعة مثل النباتات الصحراوية والمعتدلة والاستوائية.
تضم الحديقة مجموعة متنوعة من النباتات التي ورد ذكرها في القرآن الكريم والسنة النبوية، مثل الخردل، والعصفر، والكمون، والشعير، والعدس، والحبة السوداء، والأرز، بالإضافة إلى السمسم، والقمح، والبصل، والكراث، والثوم، والقثاء، والقرع العسلي، والبطيخ، والدباء، واليقطين، والسعدان، والسلق وغيرها.
أما بالنسبة للنباتات المعمرة، فتشمل الحديقة أنواعا مثل القتاد، والإذخر، والحنظل، والزقوم، وسنامكي، وقصب الذريرة، والقسط، والزعفران، والبردي، والزنجبيل، والزرنب، إضافة إلى الصبار والريحان.
وفي ما يتعلق بالشجيرات التي تم ذكرها في القرآن الكريم والسنة، فتشمل الغرقد، والأراك، والكتم، والحناء، والعرفط، والطلح، والسمر، والأثل، والعود، والكافور، والورس، والموز، والأترج، والتين، والزيتون، والنخيل، والرمان، والعنب، والسدر.
يواصل القائمون على حديقة القرآن النباتية التعاون مع العديد من المؤسسات العالمية لدعم وصون النباتات المذكورة في القرآن الكريم والأحاديث النبوية الشريفة، مع انتظار “جني ثمرة هذا التعاون قريبا”، كما أفادت مديرة الحديقة. وأشارت إلى “العديد من الاتفاقيات التي أبرمتها الحديقة مع مؤسسات داخل قطر وخارجها بهدف تعزيز التعاون المشترك في مجال حماية البيئة والطبيعة.”
وأضافت أن الحديقة تحمل على عاتقها “رسالة دعم مبدأ إسلامي بالغ الأهمية، وهو الدعوة إلى توحيد وعبادة الله، وتقديره سبحانه وتعالى، فهو خالق هذا الكون ومبدعه.”
وفي ما يتعلق بدور الحديقة، أكدت الخليفي أنها تقوم بخمسة أدوار رئيسية تجاه المجتمع، أولها هو الدور التعليمي، حيث تقدم الحديقة برنامجا تعليميا فريدا في قطر يهدف إلى توفير معلومات أساسية وتطبيقات عملية حول النباتات والبيئة لجميع الفئات العمرية.
أما الدور الثاني فيتمثل في البيئة، حيث تضم الحديقة أنواعا نباتية مختلفة تم ذكرها في القرآن الكريم والحديث النبوي الشريف، تم جمعها من مختلف أنحاء العالم، بالإضافة إلى النباتات الفطرية في قطر بهدف الصون والبحث العلمي.
وأكدت الخليفي أن “الحديقة تساهم بشكل فعال في المناسبات البيئية العالمية، من خلال المشاركة في أنشطة وحملات وفعاليات ومعارض متنوعة للجمهور، فضلا عن تنظيم بعض هذه الفعاليات، وذلك لرفع الوعي البيئي وتشجيع صون الموارد الطبيعية.”
أما الدور العلمي، فقد أوضحت الخليفي أن الحديقة تطبق برنامجا علميا يهدف إلى البحث والتطوير في كافة مجالات علوم النباتات، بما في ذلك صونها داخل وخارج موائلها الطبيعية، واستخدام التقنية الحيوية، وتعظيم الاستفادة من القيمة الطبية والاقتصادية والتراثية للنباتات من خلال دراسة التحديات التي تواجهها.
وفي ما يخص الدور الثقافي، أكدت الخليفي أن الحديقة “تسعى إلى إحياء التراث الثقافي، خاصة من خلال التركيز على الاستخدامات التقليدية للنباتات وأثرها في حياة الإنسان.”
وأخيرا، الدور الترفيهي، حيث تتميز الحديقة بتصميمها الفريد ومحتوياتها وأهدافها التي تُعد مصدرا للإلهام والعطاء.
كما تهدف إلى أن تكون الوجهة الأولى لجميع أفراد الأسرة، ولاسيما الأطفال والطلاب الذين يمكنهم الاستمتاع بأنشطتها التي تجمع بين المتعة والمعرفة.