كريتر نت – متابعات
أفادت صحيفة فايننشال تايمز في تقرير أعدته الصحفية نجمة بوزرجمهر بأن إيران قد كثفت تدريباتها العسكرية استعدادًا لاستقبال دونالد ترامب الرئيس الأمريكي المنتخب، الذي من المقرر أن يصل إلى البيت الأبيض في غضون أسبوعين.
وتسعى الجمهورية الإسلامية لتعزيز قوتها من خلال المناورات العسكرية الشتوية وسط التحديات التي تواجهها في منطقة الشرق الأوسط ، خاصة بعد انتخاب ترامب رئيسًا للولايات المتحدة.
وفي هذا السياق، أعلن الجنرال علي محمد نائيني المتحدث باسم الحرس الثوري الإيراني
عن بدء نحو 30 مناورة عسكرية تشمل عمليات
برية وجوية في المناطق الغربية والجنوبية لإيران، والتي ستستمر حتى منتصف مارس .
وأوضح نائيني أن هذه المناورات المشتركة بين الحرس الثوري والجيش الإيراني تهدف لمواجهة “التهديدات المتجددة” دون تقديم تفاصيل إضافية حول طبيعة هذه التهديدات.
وأكد نائيني أن عدد المناورات في العام الحالي قد تضاعف تقريبًا مقارنة مع العام الماضي، ردًا على “التهديدات المتطورة” .
ولفت إلى أن هذه المناورات تتميز بتركيز أكبر على التقنيات الحديثة وبمشاركة واسعة من القوات الإيرانية في عمليات حقيقية.
كما ستشمل المناورات تدريبات بالقرب من مفاعل نطنز النووي أحد المراكز الحيوية لتخصيب اليورانيوم في إيران، بالإضافة إلى أضخم مناورة بحرية في مضيق هرمز الذي يعد من أهم الممرات المائية التي يمر عبرها ثلث إمدادات النفط العالمي.
وتأتي هذه المناورات في وقت حساس مع قرب تنصيب ترامب، الذي أثار عودته إلى السلطة مخاوف في طهران , خاصة مع تعهد إدارته الجديدة باستئناف سياسة “أقصى ضغط”ضد إيران, التي فرضت عقوبات شديدة على طهران في ولايته الأولى. كما أن انسحاب ترامب من الاتفاق النووي في عام 2018 وإعادة فرض العقوبات قد زادت من تعقيد الوضع السياسي.
إلى جانب ذلك، تواجه إيران ضغوطًا إضافية في أعقاب سلسلة من الهجمات التي تعرض لها نظامها وحلفاؤه في المنطقة، بما في ذلك الهجوم الذي شنته حركة حماس على إسرائيل في أكتوبر 2023, مما أضعف من حلفائها في المنطقة مثل حزب الله اللبناني .
وفي الوقت الذي أعلن فيه الدبلوماسيون الإيرانيون استعدادهم للتفاوض مع الإدارة الأمريكية الجديدة, يخشى المسؤولون في طهران من أن التصعيد قد يقود إلى مواجهة عسكرية واسعة, بما في ذلك احتمال تعرض المنشآت النووية الإيرانية لضربات من إسرائيل.
ورغم هذه الضغوط, يظهر المسؤولون الإيرانيون صورة قوية. حيث قال الجنرال نائيني: “يحاول العدو تشويه صورة إيران, لكننا مستعدون لأي صراع معقد”, مشيرًا إلى الولايات المتحدة وإسرائيل. وأضاف: “إيران لا تسعى لبدء حرب في المنطقة, لكنها سترد بكل قوة على أي تهديد”.
وفي سياق متصل, أشار التقرير إلى أن انهيار النظام السوري بقيادة بشار الأسد شكل ضربة استراتيجية لإيران, حيث كانت سوريا تمثل نقطة عبور أساسية للأسلحة والتمويلات لـ حزب الله والجماعات المسلحة التابعة لإيران في المنطقة, مما عرقل قدرة طهران على الحفاظ على ما يسمى بـ “محور المقاومة” .
وتجدر الإشارة إلى أن إيران تستعد أيضًا لاحتشاد 100,000 من عناصر الباسيج في شوارع طهران في مسيرة ضخمة. حيث أكد الجنرال نائيني أن القوات الإيرانية مستعدة للتعامل مع كافة السيناريوهات المحتملة, مشددًا على أن إيران لن تبدأ حربًا لكنها سترد بحزم على أي تهديد.