كتب .. عارف عادل
من قلب مدينة الضالع، التي تمتاز بكثافة سكانية وضجيج الحياة اليومية، اختار المزارع غسان عبدوه أن يسلك طريقًا مختلفًا. ترك وراءه صخب المدينة، واستبدله بهدوء الطبيعة، حيث يُسمع خرير المياه أثناء سقي الأرض. غسان اليوم ينتظر حصاد محصوله من البطاط، ويمتلك في مزرعته أكثر من 20 شجرة من الليمون والزيتون و(البابايا)، إلى جانب شجرة الدنيا والتي تعد من الفواكه وهي جديدة وتم زراعتها. كما يزرع الحبحب (البطيخ)، الكوسة، الخيار، والبقل.
إمكانيات بسيطة وعزيمة لا حدود وبروح مفعمة بالإرادة والعمل، يقضي غسان معظم وقته في مزرعته التي أصبحت مصدر رزقه الأساسي. ورغم التحديات، يحرص غسان على أن تكون منتجاته خالية من الأسمدة والمواد الكيميائية، مقدمًا نموذجًا مشرفًا للزراعة الطبيعية المستدامة.
تجربة غسان ليست مجرد قصة نجاح فردي، بل دعوة مفتوحة لجميع المزارعين للعودة إلى الأرض وإحياء الإنتاج المحلي النظيف. من هنا تأتي أهمية دعم المزارعين من قبل السلطات المحلية، من خلال توفير البذور والأدوات الزراعية وتسهيل الإجراءات، إلى جانب تقديم الدعم الفني والمادي اللازم.
الزراعة ليست فقط وسيلة لكسب الرزق، بل هي أساس الأمن الغذائي وركيزة الاقتصاد الوطني. عندما تتسلح بالعزيمة والإصرار، يصبح المستحيل واقعًا، والزراعة تعيد للأرض خيراتها وللناس استقرارهم ورفاهيتهم.