كريتر نت – متابعات
تحدث الباحث والمتخصص في شؤون الجماعات الإسلامية طارق البشبيشي عن تجربته العميقة مع جماعة “الإخوان المسلمين”، مسلطا الضوء على الأساليب التي تستخدمها الجماعة في تجنيد الشباب واستقطابهم.
يقول البشبيشي، لدى حضوره في سلسلة “مراجعات”، تبثها قناة “العربية”، إنه بدأ مشواره مع الجماعة في سن التاسعة عشر، بعدما انجذب إلى نشاطات دينية تبدو بسيطة ومألوفة، لكن سرعان ما تبيّن له أن تلك الدعوة الفردية، ليست إلا عملية تجنيد مُحكمة.
وأفاد بأنه وجد نفسه محاطاً بمسؤولين ينقلونه من شخص إلى آخر، من ضمن ما يُعرف بـ “الأسرة الأخوانية”، مشيرا إلى أنه “تابع مراحل صارمة لتهيئته فكرياً ونفسياً ليندمج تماماً في تنظيم مغلق يعتمد الطاعة العمياء والانتماء المطلق”. الإخواني السابق يشرح كيف غيّرته الجماعة، من شاب يميل إلى الفن والوجدان، إلى شخص ينظر إلى المجتمع الذي يحيط به على أنه غير إسلامي. ومع مرور الأعوام، بدأ البشبيشي يُعيد التفكير في عقيدته تجاه الجماعة، بخاصة مع تصاعد الأحداث السياسية في مصر.
البشبيشي قال إنه شعر بالصدمة عندما شاهد توجه الإخوان نحو استغلال الدين لتحقيق مكاسب سياسية، من خلال التحالفات مع أحزاب كحزب العمل والوفد، رغم الاختلافات الأيديولوجية.
وقد اشتدت شكوكه في العام 2007 عندما قدمت الجماعة برنامجاً سياسياً يطالب بقيام “خلافة إسلامية” وفرض ولاية دينية على المجتمع.
وبعد أحداث يناير، ومع تحول الجماعة نحو السيطرة الكاملة على السلطة، أدرك البشبيشي أن الانتماء للإخوان لا يتوافق مع الهوية الوطنية، فخرج نهائياً من الجماعة، بحسب ما ذكره لقناة “العربية”.
وتابع البشبيشي، قائلاً إن أسلوب الإخوان في نشر الأكاذيب ليس وليد اللحظة، بل هو جزء من تكتيك قديم بدأوا في اتباعه منذ فترة طويلة.. فهم يستخدمون الشائعات لتشويه صورة الأنظمة السياسية، ويستغلون الأزمات الاجتماعية والاقتصادية لتوجيه الرأي العام نحو معاداة الحكومات.
كما أشار إلى أن جماعة الإخوان تستخدم هذه الأساليب في سياقات معينة، مثل الفترات التي تشهد توترات سياسية أو اضطرابات داخلية، وهو ما يساعدهم على تحريك الشارع وزيادة الانقسام الاجتماعي.
ودعا البشبيشي إلى ضرورة الوعي بمخططات الجماعة وأساليبها في نشر الفوضى، مشيراً إلى أهمية التصدي لهذه الحملات الدعائية عبر تعزيز ثقافة التحليل النقدي للمعلومات وتمكين المجتمعات من مواجهة محاولات التضليل.