كريتر نت – متابعات
رحبت منظمتا العفو الدولية وهيومن رايتس ووتش في بيانين منفصلين بإعلان وقف إطلاق النار في قطاع غزة، لكنهما شددتا على أن الكابوس لن ينتهي إلا برفع الحصار المستمر على القطاع منذ 18 عاما.
وقالت الأمينة العامة لمنظمة العفو الدولية أنييس كالامار إن “وقف إطلاق النار المتأخر لن يكون كافيا لإصلاح حياة الفلسطينيين الممزقة بسبب الإبادة الجماعية التي ارتكبتها إسرائيل في غزة”.
وأضافت أن التوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار بين إسرائيل وحماس، الذي أُعلن عنه الليلة الماضية من دولة قطر، من شأنه أن يوفر “بعض الراحة لضحايا الإبادة الجماعية التي ارتكبتها إسرائيل بحق الفلسطينيين”، لكن هذه الخطوة جاءت “متأخرة”، وفق المنظمة.
وشددت على أن “الكابوس لن ينتهي مع توقف القصف بالنسبة للفلسطينيين الذين تعرضوا لأكثر من 15 شهرا من القصف المدمر والمتواصل، والذين نزحوا مرارا من منازلهم ويكافحون من أجل البقاء في خيام مؤقتة دون طعام أو ماء”.
وأفادت بأن هذه المعاناة ستستمر ما لم ترفع إسرائيل، على وجه السرعة، الحصار غير القانوني الذي تفرضه على قطاع غزة.
وبحسب المنظمة، فإن إنكار إسرائيل المستمر والمتعمد وإعاقتها للمساعدات الإنسانية إلى غزة “ترك المدنيين يواجهون مستويات غير مسبوقة من الجوع والأطفال يموتون جوعا”.
واتهمت المنظمة المجتمع الدولي بالفشل حتى الآن “بشكل مخز” في إقناع إسرائيل بالامتثال لالتزاماتها القانونية. ودعت لضمان أن “تسمح إسرائيل على الفور بوصول الإمدادات المنقذة للحياة إلى جميع أجزاء قطاع غزة المحتل لضمان بقاء السكان الفلسطينيين”.
ويشمل ذلك، وفق المنظمة، ضمان دخول الإمدادات الطبية الحيوية لعلاج الجرحى والمرضى، وتسهيل الإصلاحات العاجلة للمرافق الطبية والبنية التحتية الحيوية الأخرى.
كما طالبت المنظمة السلطات الإسرائيلية بأن تمنح بشكل عاجل مراقبي حقوق الإنسان المستقلين حق الوصول إلى قطاع غزة للكشف عن الأدلة وحجم الانتهاكات.
من ناحيتها، قالت منظمة هيومن رايتس ووتش إنه “على مدى الأشهر الـ15 الماضية، تم استهداف المدنيين ومهاجمتهم وقتلهم على نطاق غير مسبوق في التاريخ الحديث”.
وأضافت أنه لإنهاء هذه الفظائع، تحتاج إسرائيل إلى رفع حصارها، والسماح بدخول المساعدات الإنسانية على نطاق ضروري لتلبية الاحتياجات العاجلة، وضمان استعادة الخدمات الأساسية مثل الكهرباء والمياه، “وإلا سيستمر الناس في الموت، سواء كان هناك وقف لإطلاق النار أم لا”.
وتحاصر إسرائيل قطاع غزة منذ 18 عاما، وأجبرت حرب الإبادة في القطاع نحو مليونين من سكانه، البالغ عددهم حوالي 2.2 مليون، على النزوح في أوضاع كارثية.
ومساء أمس الأربعاء، أعلن رئيس مجلس الوزراء وزير الخارجية القطري الشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثاني، في مؤتمر صحفي بالدوحة، نجاح الوسطاء في التوصل إلى اتفاق لتبادل الأسرى والعودة للهدوء المستدام وصولا لوقف دائم لإطلاق النار بغزة وانسحاب إسرائيلي من قطاع غزة، لافتا إلى أن الاتفاق سيبدأ تنفيذه الأحد المقبل.
وجاء الإعلان عن الاتفاق في اليوم 467 من حرب الإبادة الإسرائيلية على القطاع، التي خلفت بدعم أميركي أكثر من 156 ألف قتيل وجريح فلسطينيين، معظمهم أطفال ونساء، وما يزيد على 11 ألف مفقود، وسط دمار هائل ومجاعة قتلت عشرات الأطفال والمسنين، في إحدى أسوأ الكوارث الإنسانية بالعالم.