كريتر نت – متابعات
يروي أسامة درّة تجربته مع جماعة الإخوان المسلمين وكيف بدأ رحلته معها وانتهى بقراره بالابتعاد عنها، إذ تحدث أسامة عالإخوانوفوبيان بداية انضمامه إلى الجماعة في شبابه الأولى عندما كان طالبًا جامعيًا، مشيرًا إلى تأثير الحاجة إلى الانتماء والتنظيم في حياته حينها.
وقال درة إن الإخوان وفروا له نوعًا من الدعم والانضباط الذي لم يجده في بيئته الأسرية أو الاجتماعية، وهو ما جذب الكثير من الشباب للانضمام إلى الجماعة.
لكن هذا الانتماء كان مصحوبًا بضغوط نفسية وتنظيمية جعلته يشعر بالقيود، سواء من حيث المسؤوليات أو الالتزامات الفكرية التي فرضتها الجماعة.
لكن لاحقا، أكد الدرة أنه بدأ يدرك تناقص الجدوى من وجوده داخل الإخوان، بخاصة بعد دخوله عالم وسائل التواصل الاجتماعي وظهور انتقادات داخلية وخارجية للتنظيم، مشيرا إلى أن البيئة التنظيمية كانت تشعره بالاحتقار لأي معارضة خارجية أو تحالفات سياسية، وهو ما انعكس على استراتيجيات الجماعة التي وصفها بأنها تفتقر إلى النضج والخبرة في التعامل مع السياسة والمجتمع.
وعن خروجه من الجماعة، أكد أسامة أنه وجد في الحرية الفكرية مساحة لاكتشاف ذاته بعيدًا عن القيود التنظيمية.
وفي كتابه “من داخل الإخوان أتكلم”، الذي أثار جدلًا واسعًا قبل الانتخابات البرلمانية في عهد الرئيس مبارك، أشار أسامة إلى أنه بعد زمن من انتمائه للجماعة، بدأ يرى عيوبها، ومع ذلك ظل يأكل ما يطبخونه له، ويؤكد درة أن جماعة الإخوان ليست امرأة إن كره منها شيئا رضى بآخر، بل هي كبرى جماعات التيار الإسلامي.
وفى ثاني أجزاء الكتاب، يشير المؤلف إلى أنه لو كان بيده الأمر والرئاسة، فلن يشركهم في حكم البلاد، قبل أن يغيروا تركيبة جماعتهم، ويؤكد في هذا الجزء من الكتاب: لولا الإخوان لتفسخ المجتمع، وانفجر فسادا وتطرفا، مشيرا إلى أن الجماعة تبقى جسما مخيفا لأي حاكم ولو كان صالحا، يقول المؤلف: لا ألوم النظام المصري على ” الإخوانوفوبيا التي تلازمه، ولينصلح الحال في مصر، سنحتاج إلى تغيير بنية النظام والإخوان معا”.