كتب .. زيد الادريسي
في ظل غياب المسؤولية والاهمال الحكومي ومع اقتراب شهر رمضان المبارك، يعيش سكان عدن والمناطق المحررة كارثة إنسانية غير مسبوقة تختنق تحت وطأة الانهيار، نتيجة التدهور الحاد في الجانب الاقتصادي والخدمات الأساسية. إن هذا الوضع لم يعد يُحتمل، وصار يهدد حياة الملايين من الناس وسط تجاهل وصمت غير مبرر من الجهات المعنية ممثلة بالحكومة والسلطات المحلية والمنظمات الدولية.
لقد بلغت معاناة الناس إلى حد لا يتحمل المزيد من التجاهل والمماطلة، وأي تأخير في اتخاذ الحلول سيؤدي إلى انهيار كامل ومجاعة تهدد حياة الملايين. الوقت ينفد، والمسؤولية على عاتق الجميع!
حيث تعاني عدن والمناطق المحررة اليوم كارثة انسانية واقتصادية لعلى ابرزها:
انهيار العملة وارتفاع الأسعار: فقد تجاوز سعر الصرف 590 ريالًا للدولار، مما أدى إلى ارتفاع جنوني في أسعار الغذاء والسلع الأساسية، وجعل الفقر والجوع واقعًا يوميًا لكثير من الأسر.
أزمة وقود خانقة: حيث تضاعفت أسعار المشتقات النفطية، حيث وصل سعر دبة البترول إلى 32 ألف ريال، في ظل انعدام أي حلول حقيقية، مما يشل الحركة الاقتصادية والمعيشية.
الكهرباء خارج الخدمة: وفي هذا الجانب تعيش عدن في ظلام دامس مع 30 ساعة متواصلة من الانقطاع، ما يزيد من معاناة المواطنين في ظل الأجواء الحارة وتوقف الخدمات الحيوية.
انهيار القطاع الصحي: معظم المستشفيات والمراكز الصحية في المناطق المحررة تعاني من نقص حاد في الأدوية والمستلزمات الطبية، ما يعرض حياة المرضى للخطر.
حرمان آلاف الطلاب من التعليم: إغلاق المدارس واستمرار انهيار العملية التعليمية يهدد مستقبل جيل كامل دون أي تحرك جاد لإنقاذه.
توقف الرواتب لثلاثة أشهر: يعيش الموظفون بلا رواتب، ما دفع كثيرًا من الأسر إلى الجوع والتشرد والعجز عن تأمين أبسط الاحتياجات.
مطالب عاجلة إلى الحكومة والجهات الدولية:
أمام هذه الكارثة الإنسانية، نطالب الحكومة والسلطات المحلية بتحمل مسؤولياتها واتخاذ إجراءات فورية وعاجلة لمعالجة الأزمة، ومنها:
1. تثبيت سعر الصرف واتخاذ تدابير اقتصادية عاجلة للحد من انهيار العملة ووقف المضاربة التي تنهك المواطنين.
2. توفير الوقود بأسعار عادلة وضمان استمرار إمدادات الكهرباء، خصوصًا مع اقتراب شهر رمضان.
3. إعادة صرف رواتب الموظفين بشكل فوري لضمان حياة كريمة لهم ولأسرهم.
4. توفير المواد الغذائية والسلع الأساسية بأسعار مدعومة لحماية المواطنين من الجوع.
5. إعادة فتح المدارس ودعم قطاع التعليم لإنقاذ مستقبل الأجيال القادمة.
6. تدخل دولي عاجل من المنظمات الإنسانية والإغاثية لتقديم الدعم الفوري وتخفيف معاناة السكان.