كتب .. جميل الصامت
اعطى من لايملك لمن لابستحق ،فاذا بمن لايملك ولا يستحق يطرد من يملك ويستحق .. تلك المعادلة فطن لها الرئيس جمال عبدالناصر من وقت مبكر ،وهاهي تتكرر مع الرئيس الامريكي دونالد ترامب الذي اطلق صفقته المشهورة نهاية عهدته الاولى صفقة القرن لتصفية القضية الفلسطينية ،بمقتضاها تمت المصادقة بمرسوم رئاسي لترامب بنقل السفارة الامريكية الى القدس والاعتراف بالقدس عاصمة لاسرائيل كسابقة للادارة الامريكية .
ترامب اخذ يواصل وعد بلفور للعصابات الصهيونية الذي اطلق قبل 108عاما ،باطلاق وعد جديد بتهجير فلسطيني غزة الى خارجها ،لافساح المجال لتوسع اسرائيل التي رسمها بسنة قلمه على سطح مكتبه الذي صور اتساعه بخارطة للوطن العربي الذي اعتبره ممتد مساحة ،ويتطلب قضم اجزاء منه حد تعبيره ..
مايقوم به ترامب بمقاييس القانون الدولي جريمة حرب كونها تهدف لتهجير قسري لسكان غزة ويتضمن تطهيرا عرقيا للفلسطينين .
وعد ترامب هذة المرة يعتمد على متغيرات جديدة اولاها احالة غزة الى ارض محروقة غير قابلة للحياة ،واسقاط النظام في سوريا اهم داعم لمحور المقاومة ،وتقليم اظافر اكبر حركة مقاومة في المنطقة حزب الله ،وضرب وتدمير مقدرات الحركات الفلسطينية المسلحة ، وعد ترامب اثار ويثير سخط العالم برمته ،عربيا مرفوض وسيواجه بجبهة صلبة لاسقاطه ،كما سقطت صفقة القرن من قبل التي تحولت الى صفعة القرن ..
وعد ترامب ليس كوعد بلفور لفارق الزمن وإن كان هناك متغيرات ،فلن يعد اكثر محاولة للتنصل عن اي التزامات امريكية تجاه الاعمار ل غزة .
امريكا التي دكت طائراتها باكثر من 80 الف طن من القنابل ،حصدت عشرات الآلاف من الضحايا ..
فارق الزمن بين الوعدين كفيل باحالة وعد ترامب الى سراب ،لان وعد بلفور جاء في زمن غير …
فالامة بكل قواها لن تسمح لترامب باي مراهقة من شانها اسقاط حق الفلسطيني في الوجود وتصفية القضية الفلسطينية .