كريتر نت / مونت كارلو الدولية
شنت طائرات حربية للتحالف بقيادة السعودية سلسلة غارات عنيفة على العاصمة اليمنية صنعاء، في أحدث هجوم جوي على المدينة الخاضعة لسلطة الحوثيين منذ اربع سنوات.
تأتي الضربات الجوية في وقت تتضاعف فيه الضغوط الدولية على أطراف النزاع من اجل تحقيق اختراق في جدار الازمة بدءا بانسحاب الحوثيين من ثلاثة موانئ حيوية للمساعدات الانسانية على البحر الاحمر.
ودوت انفجارات ضخمة في الضواحي الشمالية للعاصمة اليمنية في اعقاب هذه الغارات التي قال التحالف انها استهدفت مواقع لصيانة الطائرات المسيرة ومنظومة اتصالات، ومخابئ للصواريخ وخبراء عسكريين، متهما الحوثيين استخدام مطار صنعاء في عمليات عدائية.
واحصت جماعة الحوثيين وشهود نحو 15غارة جوية على قاعدة الديلمي الجوية في محيط المطار الدولي الممنوع من استقبال الرحلات التجارية منذ عامين ونصف.
وتتهم الولايات المتحدة الامريكية وحلفاؤها الخليجيون، طهران بتزويد الحوثيين قدرات عسكرية نوعية بينها طائرات مسيرة وصواريخ بالستية، لكن ايران نفت مرارا اتهامات من هذا النوع.
الى ذلك استمرت المعارك على اشدها في محافظتي الضالع والبيضاء وسط اليمن، والشريط الحدودي مع السعودية، حيث يواصل الحوثيون هجوما نحو مناطق نفوذ الحكومة في المحافظات الجنوبية، بينما يدعم الجيش السعودي حملات عسكرية اوسع باتجاه معاقل الحوثيين في محافظات صعدة وحجة والجوف الحدوديات.
في الاثناء تحدثت مصادر اعلامية سعودية، عن وصول قوات عسكرية اضافية من الوية الحرس الوطني الى الحدود الجنوبية مع اليمن.
وتقود الرياض منذ اكثر من عامين بمشاركة قوات يمنية وسودانية حملات عسكرية ضخمة لتأمين حدودها الجنوبية مع اليمن والتقدم باتجاه المعقل الرئيس لزعيم جماعة الحوثيين عبد الملك الحوثي في محافظة صعدة شمالي البلاد.
وخلفت معارك الساعات الاخيرة والغارات الجوية عشرات القتلى والجرحى والاف النازحين بعيدا عن مناطق مواجهات جديدة جنوبا، قد تعيد الحرب المدمرة التي دخلت عامها الخامس الى نقطة الصفر.
كما واصل الطرفان خروقات متبادلة للهدنة الهشة في محافظة الحديدة الساحلية غربي اليمن، حيث تتعثر هناك للشهر الخامس اجراءات متبادلة لاعادة نشر القوات من موانئ المحافظة الاستراتيجية بموجب اتفاق رعته الامم المتحدة في السويد نهاية العام الماضي.
وتعثرت حتى الان كافة الجهود الاممية في انجاز توافق متماسك لوقف دائم لاطلاق النار والشروع في اجراءات مزمنة لسحب القوات من مدينة وموانئ الحديدة، مع تزايد الهواجس المتبادلة حول احتمالات انهيار الهدنة الهشة التي باتت تترنح تحت ضغط الخروقات الواسعة للاعمال القتالية.
ورغم التعثر المستمر في تنفيذ اي من التعهدات المعلنة في السويد، مايزال موقف الامم المتحدة على حاله من التفاؤل، لأن الاطراف المتحاربة لم تعلن حتى الان تراجعها عن تلك الاتفاقات.
وهذا الاسبوع حددت لجنة رباعية دولية مكونة من بريطانيا والولايات المتحدة والسعودية والامارات، مهلة جديدة لانسحاب الحوثيين من مينائي الصليف ورأس عيسى، تنتهي قبل اجتماع هام لمجلس الامن الدولي في 18 الشهر الجاري لتقييم التزامات الاطراف بتعهداتها المعلنة في السويد.