جسار فاروق مكاوي
يؤكد وزير الإعلام والثقافة والسياحة، معمر الإرياني، في تصريحاته أن اليمن يمر بمرحلة خطيرة، داعيًا إلى التوحد لمواجهة الحوثيين واستعادة الدولة. لكن المتابع للوضع لا يمكنه إلا أن يتساءل: أين كانت هذه الدعوات طوال السنوات الماضية؟ ولماذا لم تُترجم إلى أفعال حقيقية على الأرض؟
حديث الوزير عن “معركة وجود وهوية” لا يختلف عن الخطابات المتكررة التي لم تحقق أي تغيير ملموس. فالواقع يثبت أن الشرعية لم تقدم نموذجًا يعزز الثقة بها، بل ظلت تراوح مكانها في ظل أزمات متفاقمة، وفقدت الكثير من الحاضنة الشعبية بسبب سياساتها التي لم تلبِ تطلعات الناس.
أما الحديث عن “التوحد”، فهو يأتي متأخرًا في وقت أصبحت الأمور أكثر وضوحًا. فالجنوب، الذي قدم التضحيات الجسيمة، لديه مساره الخاص في استعادة دولته، وهو خيار قائم على تجربة مريرة مع الوحدة التي لم تحقق العدالة والتنمية المنشودة.
إذا كانت هناك رغبة حقيقية في التغيير، فلا بد أن تكون هناك مراجعة صادقة للأخطاء الماضية، وإرادة حقيقية لإعادة بناء الثقة مع الناس، وليس الاكتفاء بتكرار الخطابات التي لم تعد تجد صدى في الواقع.