كريتر نت – متابعات
مع منح وزارة الدفاع الأميركية عقودا باهظة لتطوير نسخ أولية من الطائرات القتالية التعاونية لمجموعة جديدة من الشركات الأقل شهرة، تكسر الولايات المتحدة هيمنة الشركات التقليدية على صناعة الأسلحة، ما يغير الوضع الراهن ويؤسس لحقبة جديدة.
وشهد شهر أبريل الماضي قرارا لم يحظ باهتمام كبير من وسائل الإعلام، حيث كشفت القوات الجوية الأميركية أنها اختارت شركتين أقل شهرة من مصنعي الطائرات دون طيار (شركة أندوريل إندستريز في كوستا ميسا بكاليفورنيا، وشركة جينيرال أتوميكس في سان دييغو) لتطوير نسخ أولية من الطائرات القتالية التعاونية المقترحة، وهي مسيرة متقدمة مصممة لدعم الطائرات المأهولة أثناء المهام عالية المخاطر.
وكان الافتقار إلى التغطية الصحفية غير متوقع، حيث تعتزم القوات الجوية الحصول على ما لا يقل عن ألف برنامج للمسيرات على مدى العقد المقبل، تبلغ تكلفة كل منها حوالي 30 مليون دولار، مما يجعل هذا واحدا من أكثر برامج وزارة الدفاع الأميركية ( البنتاغون) الجديدة تكلفة.
لكن وسائل الإعلام فوتت قصة أكبر. فمن خلال تأمين هذا العقد، تفوقت شركتا أندوريل وجنرال أتوميكس على ثلاثة من أكبر عمالقة الدفاع في البلاد (بوينغ، ولوكهيد مارتن، ونورث روبغرومان) في تحدي الهيمنة الراسخة التي حظي بها المجمع الصناعي العسكري التقليدي.
وهيمنت مجموعة محدودة العدد من الشركات العملاقة على عقود الأسلحة في البنتاغون لعقود، وأنتجت أنظمة أسلحة مألوفة سنة بعد سنة محققة عائدات كبيرة لمساهميها.
وتتنافس اليوم كوكبة جديدة من الشركات على صفقات مربحة مع البنتاغون، بما يغير الوضع الراهن.
وتحمل بذلك تغييرا لا تلاحظه وسائل الإعلام الرئيسية. ويكمن في ظهور مجامع صناعية عسكرية جديدة متوسطة الدخل، مع أولويات مختلفة ومستفيدين مختلفين مقارنة بالنموذج الحالي.
ويقول مايكل تي كلير، زميل زائر أول في رابطة الحد من الأسلحة وهو مؤلف لـ15 كتابا، آخرها عن منظور البنتاغون حول تغير المناخ، في تقرير نشره موقع كنسورتيوم نيوز إن نتيجة الصراع الحتمي بين المجامع الصناعية العسكرية متوسطة الدخل القديمة والجديدة تظل غير مؤكدة، لكن أمرا واحدا يتضح خلاله، وهو أن هذا الصراع سوف يخلق اضطرابات سياسية كبيرة خلال السنوات المقبلة.
وكان الرئيس دوايت د. أيزنهاور أول من عبر عن فكرة “المجمع الصناعي العسكري” الذي يربط شركات الدفاع العملاقة بشخصيات مؤثرة في الكونغرس والمؤسسة العسكرية.
وكان ذلك في خطاب الوداع الذي توجه به إلى الكونغرس والشعب في 17 يناير 1961. وقال أثناء الحرب الباردة “اضطررنا إلى إنشاء صناعة أسلحة دائمة على نطاق هائل.” وأشار إلى أنه “يجب علينا أن نظل يقظين من اكتساب المجمع الصناعي العسكري نفوذا غير مبرر، سواء كان عن قصد أو عن غير قصد، لأن خطر نشأة سلطة في غير محلها أمر واقع وسوف يستمر مستقبلا.”
ومنذ ذلك الحين، عملت المناقشات حول النفوذ المتزايد الذي يتمتع به المجمع الصناعي العسكري على تشكيل السياسة الأميركية. ويتهمه الكثيرون بدفع الولايات المتحدة إلى حروب خارجية كارثية، بما في ذلك حروب فيتنام وكمبوديا ولاوس والعراق وأفغانستان وغيرها.
وعلى الرغم من هذه الانتقادات، لم ينجح أي مسعى في إضعاف هيمنة المجمع الصناعي العسكري على مشتريات البنتاغون.
وتشمل موازنة الدفاع القياسية لهذا العام (التي تبلغ حوالي 850 مليار دولار) 143.2 مليار دولار للبحث والتطوير و167.5 مليار دولار لشراء الأسلحة.
ويتجاوز هذا المبلغ الإجمالي البالغ 311 مليار دولار، والذي سيذهب معظمه إلى شركات الدفاع الكبرى، الإنفاق الدفاعي الكامل لأية دولة أخرى على مستوى العالم.
وأدت المنافسة على عقود البنتاغون بمرور الزمن إلى تنقية مشهد المجمع الصناعي العسكري، مما أبقى عددا قليلا من الشركات العملاقة على رأس القيادة.
وفي 2024، استحوذت خمس شركات فقط على غالبية عقود البنتاغون، وهي لوكهيد مارتن (64.7 مليار دولار من عائدات الدفاع)، وآر تي إكس (رايثيون سابقا، 40.6 مليار دولار)، ونورث روبغرومان (35.2 مليار دولار)، وجنرال دايناميكس (33.7 مليار دولار)، وبوينغ (32.7 مليار دولار).ولم تكن شركتا أندوريل وجنرال أتوميكس ضمن قائمة أكثر 100 شركة استلمت العقود.
وتكون هذه الشركات عادة من الصانعين الأساسيين لأنظمة الأسلحة الرئيسية التي يقتنيها البنتاغون سنويا.
وعلى سبيل المثال، تصنع شركة لوكهيد مارتن المقاتلة الشبح إف-35 التابعة للقوات الجوية (وهو برنامج يعاني من تحديات تشغيلية)،وتعمل شركة نورث روبغرومان على تطوير القاذفة الشبح بي-21،وتنتج شركة بوينغ الطائرة المقاتلة إف-15 إي إكس، وتصنع شركة جنرال دايناميكس غواصات الهجوم السريع التابعة للبحرية من فئة لوس أنجلس.
وغالبا ما يكون شراء مثل هذه السلع عالية القيمة بكميات كبيرة على مدى فترات طويلة، مما يضمن أرباحا ثابتة لمصنعيها. ومع اقتراب اكتمال الطلبات الأولية، تقدم الشركات التي تطرحها في كثير من الأحيان إصدارات محدثة، مستفيدة من نفوذها في واشنطن لتأمين التمويل لتصاميم الجيل التالي.
وحاولت منظمات على مر السنين إقناع المشرعين بمقاومة جهود الضغط التي يبذلها المجمع الصناعي العسكري وخفض الإنفاق العسكري، ولكن دون نجاح يذكر.
ويشهد القطاع الآن قوة جديدة أعادت تشكيل المشهد: ثقافة الشركات الناشئة في وادي السيليكون.
أندوريل
لنأخذ على سبيل المثال شركة التكنولوجيا الدفاعية “أندوريل إندستريز” الأقل شهرة التي تفوقت في الأداء على ثلاثة من عمالقة المجمع الصناعي العسكري خلال أبريل الماضي عبر تأمين العقد لتطوير نموذج أولي للطائرات القتالية التعاونية.
وأسس بالمر لوكي (الذي سمي باسم سيف أراغورن في فيلم سيد الخواتم المقتبس عن رواية جيه آر آرتولكين) في 2017. وهو مصمم لنظارة الواقع الافتراضي، وهدف إلى دمج الذكاء الاصطناعي في أنظمة الأسلحة المتطورة.
وحظي بدعم مستثمرين بارزين في وادي السليكون، بما في ذلك بيتر ثيل من صندوق المؤسسين والرئيس التنفيذي لشركة بالانتير (وهي شركة ناشئة أخرى تركز على الدفاع، جاء اسمها من قصة سيد الخواتم أيضا).
وسعى لوكي وفريقه إلى مواكبة مقاولي الدفاع التقليديين، وتوفير مساحة للشركات الناشئة في مجال التكنولوجيا الفائقة. وغالبا ما وجدت هذه الشركات الأحدث نفسها محرومة من عقود البنتاغون الرئيسية التي صُممت لصالح عمالقة المجمع الصناعي العسكري القائمة بفضل جهود فرقهم القانونية ومعرفتهم العميقة بالإجراءات الحكومية.
ورفعت شركة بالانتير في 2016 دعوى قضائية ضد الجيش الأميركي بسبب استبعادها من عقد مهم لمعالجة البيانات، وفازت بها في النهاية، مما مهد الطريق لعقود مستقبلية مع وزارة الدفاع.
ولفتت شركة أندوريل الانتباه بسبب موقفها القانوني العدواني وصراحة مؤسسها. وعلى عكس قادة الشركات الآخرين الذين يتعاملون بحذر عند مناقشة عمليات البنتاغون، انتقد لوكي علنا تفضيل وزارة الدفاع المصنعين التقليديين، بحجة أن ذلك يعيق الاستثمار في التقنيات المتقدمة اللازمة للبقاء في صدارة المنافسين مثل الصين وروسيا.
وشدد على أن هذه التكنولوجيا المتقدمة لا تتوفّر إلا لدى قطاع التكنولوجيا التجارية. وقال لوكي وفريقه في وثيقة مهمتهم لعام 2022 إن أكبر مناولي الدفاع يختارون أفرادا وطنيين، لكن هؤلاء يفتقرون إلى الخبرة البرمجية اللازمة ونماذج الأعمال لتطوير التكنولوجيا المتطورة التي تحتاجها البلاد.
وأضافوا أن هذه الشركات تتحرك ببطء، بينما يزدهر كبار المهندسين بفضل السرعة في العمل. وأكدوا أن المواهب البرمجية القادرة على التفوق على خصوم الولايات المتحدة تكمن في القطاع التجاري، وليس ضمن المؤسسات الكبيرة.
ويرى لوكي أن معالجة هذه العقبات تتطلب من الحكومة إصلاح قواعد التعاقد القائمة لتمكين الشركات الناشئة وشركات التكنولوجيا من التعاون بسهولة أكبر مع البنتاغون.
وقال “نحتاج إلى شركات دفاع يمكنها التصرف بسرعة.” وذكر أن هذا لن يحدث بمجرد الأمل في التغيير، بل سيحدث إذا أمكن تحفيز الشركات على العمل من خلال سياسات البنتاغون الأكثر تساهلا.
وبدعم من هذه الحجج وتأثير شخصيات مثل ثيل، بدأت أندوريل تفوز بعقود استراتيجية من الجيش ووزارة الأمن الداخلي. وفازت بصفقة متواضعة في 2019، جمعتها مع مشاة البحرية لتثبيت أنظمة مراقبة محيطية تعمل بالذكاء الاصطناعي في قواعد في اليابان والولايات المتحدة.
وتلقت بعد سنة عقدا مدته خمس سنوات بقيمة 25 مليون دولار لبناء أبراج مراقبة على طول الحدود بين الولايات المتحدة والمكسيك لصالح هيئة الجمارك وحماية الحدود بالولايات المتحدة. وحصلت في سبتمبر 2020 على عقد آخر بقيمة 36 مليون دولار من نفس الهيئة لإنشاء أبراج حراسة إضافية.
وسرعان ما تبع ذلك عقود أكبر. ففي فبراير 2023، بدأ شراء وزارة الدفاع طائرات دون طيار من طراز ألتيوس-600 لتقديمه لأوكرانيا. وأعلن الجيش في سبتمبر عن خطط لشراء مسيرة غوست-إكس لمراقبة ساحة المعركة. وكانت أندوريل من بين أربع شركات اختارتها القوات الجوية لتطوير نماذج أولية لطائرة دون طيار متوسطة الحجم مصممة لإطلاق مسيرات صغيرة للمراقبة والهجوم.
وجذبت إنجازات أندوريل في تأمين عقود البنتاغون المستثمرين الأثرياء الحريصين على الاستفادة من نمو الشركات الدفاعية الناشئة.
وجمعت 200 مليون دولار من صندوق مؤسسي ثيل وأندريسن هورويتز في يوليو 2020، مما عزز قيمتها إلى ما يقرب من 2 مليار دولار.
وبعد مرور سنة، حصلت على مبلغ إضافي قدره 450 مليون دولار، مما ضاعف قيمتها إلى 4.5 مليار دولار. كما غذت الاستثمارات اللاحقة المزيد من التوسع، مما يعكس اتجاها متزايدا يتدفق فيه رأس المال الخاص إلى قطاع الشركات الناشئة في مجال الدفاع.
مبادرة ريبليكاتور
بعد نجاحها في جذب الاستثمارات والعقود الدفاعية الكبيرة، نجحت أندوريل في إقناع العديد من كبار مسؤولي البنتاغون بالحاجة إلى إصلاح عمليات التعاقد في الوزارة لإفساح المجال لشركات الدفاع الناشئة وشركات التكنولوجيا.
وفي 28 أغسطس 2023، كشفت نائبة وزير الدفاع كاثلين هيكس عن مبادرة “ريبليكاتور”، المصممة لتسريع تسليم الأسلحة المتقدمة إلى القوات المسلحة.
واعترفت بأن إجراءات الموازنة والإجراءات البيروقراطية بطيئة ومعقدة. وذكرت أن مبادرة ريبليكاتور تهدف إلى مواجهة هذه التحديات بتبسيط العمليات ومنح العقود مباشرة إلى الشركات الناشئة، مما يتيح سرعة صناعة الأسلحة المتقدمة ونشرها. وقالت إن منح عقود سيكون على دفعات متتالية.
وتضمنت المجموعة الأولى من عقود ريبليكاتور، التي أعلن عنها في مايو 2023، طائرات دون طيار من طراز ايروفيرونمنت سويتشبليد 600 كاميكازي. وشهدت الجولة الثانية، التي أُعلن عنها في نوفمبر، بروز أندوريل كفائز ثلاثي، حيث حصلت على صفقات طائرات دون طيار تابعة للجيش من طراز غوست-إكس، وطائرات دون طيار من طراز ألتيوس-600 تابعة لقوات مشاة البحرية، وتطوير إنتربرايز التابعة للقوات الجوية مع ثلاثة مصنعين آخرين.
ويخلق تبني هيكس لنهج لوكي لإصلاح مشتريات البنتاغون تغييرا محوريا. وأكدت في نوفمبر أن مبادرة ريبليكاتور تكسر الحواجز أمام الابتكار وتزود المقاتلات بقدرات جديدة بمعدل متسارع.
تأثير ترامب
مع عودة دونالد ترامب إلى البيت الأبيض يظل من غير المؤكد كيف ستتعامل الإدارة الجديدة مع المشتريات العسكرية، لكن للعديد من الشخصيات الرئيسية في دائرة ترامب الداخلية، مثل إيلون ماسك ونائب الرئيس جيه دي فانس، علاقات وثيقة بوادي السيليكون ومن المرجح أن يؤيدوا مبادرات مماثلة لبرنامج ريبليكاتور.
ويفتقر بيت هيغسيث، مقدم قناة فوكس نيوز السابق الذي اختاره ترامب وزيرا للدفاع، إلى الخبرة في تطوير الأسلحة ولم يقدم سوى القليل من التفاصيل حول هذا الموضوع. لكن ستيفن إيهفاينبرغ، المستثمر الملياردير المتمتع بسجل حافل في تمويل الشركات العسكرية الناشئة الذي اختاره ترامب لمنصب نائب وزير الدفاع، قد يدعو إلى توسيع برامج مثل ريبليكاتور.
وبمعنى ما، ستتناسب لحظة ترامب مع أنماط واشنطن السابقة في ما يتعلق بالبنتاغون، حيث سيضغط الرئيس وحلفاؤه الجمهوريون في الكونغرس لزيادة هائلة في الإنفاق العسكري، رغم بلوغ الموازنة العسكرية بالفعل أعلى مستوياتها.
ومن المتوقع أن ينفع هذا المناولين التقليديين والشركات الناشئة في وادي السيليكون. ولكن إذا ظلت موازنات الدفاع كما هي بسبب التخفيضات الضريبية وغيرها من الإجراءات المكلفة التي يفضلها ترامب والجمهوريون، يمكن أن تعود المنافسة من جديد بين شقّي المجمع الصناعي العسكري من جديد، مما قد يكسر دائرة ترامب الداخلية مع توجه الموالين للدائرة العسكرية القديمة ضد أصدقاء الدائرة الجديدة.
ومن المرجح أن يدعم المشرعون الجمهوريون، الذين يعتمدون بشكل كبير على مساهمات المجمع الصناعي العسكري التقليدي، المقاولين الرئيسيين. وفي المقابل، قد تحث شخصيات مثل فانس وماسك ترامب على اتباع الاتجاه المعاكس.
ومن المرجح أن يتأثر فانس، وهو أحد المطلعين السابقين في وادي السيليكون والذي يُزعم أنه أصبح نائب ترامب بعد ضغوط مكثفة سلّطها بيتر ثيل وغيره من مليارديرات التكنولوجيا، بشركائه السابقين لتوجيه المزيد من عقود البنتاغون نحو شركات مثل أندرويل بالانتير. ولن يكون هذا غير متوقع، لأن لصندوق فانس الاستثماري الخاص، ناريا كابيتال (اسم آخر مشتق من سيد الخواتم) حصص في أندوريل ومشاريع عسكرية/فضائية أخرى.
ولماسك، الذي عينه ترامب للإشراف على وزارة الكفاءة الحكومية التي لم تنشأ بعد، سجل في تحدي وزارة الدفاع للحصول على العقود، مثل لاكي الذي أسس أندوريل. وتنافست شركته، سبيس إكس، من أجل الحصول على عقود دفاعية، كما انتقد علنا ممارسات البنتاغون التقليدية.
وشملت انتقاداته المقاتلة النفاثة من طراز إف-35 التي تصنعها شركة لوكهيد، الباهظة التي غالبا ما تكون ضعيفة الأداء، بحجة أن الطائرات دون طيار التي تعمل بالذكاء الاصطناعي أصبحت بدائل ذات قدرة متزايدة.
وقال ماسك في منشور على منصة التواصل الاجتماعي إكس التي يمتلكها، “لا يزال بعض الأغبياء يصنعون طائرات مقاتلة مأهولة مثل طائرة إف-35”.
وأضاف في منشور لاحق أن عصر المسيرات أنهى عهد الطائرات المقاتلة المأهولة. وأثارت هذه الانتقادات جدلا داخل القوات الجوية وتسببت في انخفاض أسهم شركة لوكهيد بأكثر من 3 في المئة.
وردت شركة لوكهيد على تغريدات ماسك قائلة، “نحن ملتزمون بتسليم الطائرة الأكثر تقدما في العالم، طائرة إف-35، وقدراتها التي لا مثيل لها مع الحكومة وشركائنا في الصناعة.”
وفي البنتاغون، علق وزير القوات الجوية فرانك كيندال قائلا، “أكن احتراما كبيرا لإيلون ماسك كمهندس. لكنه ليس مقاتلا، ويحتاج إلى تعلم المزيد، على ما أعتقد، قبل أن يصدر مثل هذه التصريحات الكبرى كما فعل. لا أرى أنه خطط لاستبدال طائرة إف-35. يجب أن نستمر في شرائها وتطويرها.”
ولم يكشف الرئيس ترامب بعد عن موقفه من طائرات إف-35 أو غيرها من المشتريات المكلفة. وقد يدعو (أو لا يدعو) إلى إبطاء مشتريات طائرات إف-35 مع زيادة الاستثمار في المشاريع البديلة.
وأبرز ماسك الصدع بين الأسلحة المأهولة الباهظة الثمن التي ينتجها مقاولو الدفاع التقليديون والأنظمة غير المأهولة الأكثر فعالية من حيث التكلفة التي طورتها شركات مثل أندوريل، وجنرال أتوميكس، وإيروفايرونمنت. ومن المقرر أن يتوسع هذا مع نمو النسخة المتطورة من المجمع الصناعي العسكري من حيث النفوذ والموارد.
ولا يزال من غير الواضح كيف سيواجه المجمع الصناعي العسكري هذا التحدي لهيمنته. ولكن من غير المرجح أن تتخلى شركات الدفاع التي تبلغ قيمتها مليارات الدولارات عن مواقعها دون مقاومة. ومن المحتمل أن يؤدي هذا الصراع إلى تفتيت محيط ترامب.