كتب / خالد جمال فيصل
الزيوت الحارقة أو العادمة هي الزيوت التي فقدت كامل أو بعض خواصها أثناء التشغيل للمحركات والمعدات والسيارات خصوصاً المحركات التي تعمل بالديزل مثل مضخات مياه الآبار ، حيث تتدنّى جودة الزيوت وتتغيّر لزوجتها وتزداد كلٌّ من حموضتها، ونسبة الشوائب المعدنية والماء فيها، ويتمّ تمييزها من خلال تغيّر لونها إلى الداكن ورائحتها تصبح قويّة وحادةّ وتكثر فيها الرواسب، وبالتالي تكون هذه الزيوت مصدراً للعديد من المشاكل، وبسبب هذه الزيوت تختفي ألوان الطبيعة، ويبقى اللون الأسود هو الظاهر في اللوحة القاتمة التي ترسمها غرف مضخات المياه الجوفية ، لما ينتج عنها من مخلفات سائلة تلوث كل ما أتت عليه من تربة أو مياه فتعود بالضرر على الإنسان والبيئة المحيطة ، فمعظم المناطق الزراعية يقوم غالبية المزارعون فيها بالتخلص من كميات كبيرة من الزيوت العادمة فوق الأراضي الزراعية بجوار مضخات المياه وهنا تكمن الكارثة التي قد لا يشعر بها البعض على المدى القصير ولكن حتماً سنشعر بها كُلنا على المدى المتوسط والبعيد.
*ما هي أضرار الزيوت الحارقة ( العادمة / المستعملة )*
*1_الأضرار على التربة الزراعية*
هذا النوع من الزيوت يعتبر من المخلفات الخطيرة التي يمكن أن تُحدث تلوثاً كبيراً في النظام البيئي المحلي، وذلك من خلال تأثيرها المباشر على التربة الزراعية حيث تؤدي إلى تغيير العديد من خواص التربة الفيزيائية والكيميائية والحيوية، هذا من جهة علاوةً على تأثيرها السلبي على نمو النباتات والحياة الطبيعية من جهةٍ أخرى، كما تعمل هذه الزيوت على قتل الكائنات الحية الدقيقة الموجودة بالتربة، وتغطي أوراق الاشجار بطبقة زيتية تعيق عملية النمو، ما يؤدي الى موت النباتات وتدمير التربة.
*2_الأضرار على المياه*
في حال وصول هذه الزيوت إلى مصادر المياه السطحية والجوفية فإن المشكلة تكون مضاعفة حيث أن معالجة المياه الملوثة أمر صعب ومكلف اقتصاديا، كما تتسبب الزيوت العادمة المختلطة بالمياه السطحية في قتل كافة أشكال الحياة المائية، نظرا لمنعها الأوكسجين من الوصول إلى هذه الكائنات، كما تعمل على زيادة نشاط البكتيريا اللاهوائية المسببة لتسمم المياه وتغيير درجة حموضتها الطبيعية، وفسادها بشكل كلي، فمثلاً يؤدي التخلص من الزيوت الحارقة بإلقائها في المسطحات المائية أو قنوات مجرى المياه إلى تقليص كمية الأكسجين المتاحة للحياة النباتية والحيوانية التي تعيش فيها، وهناك بعض الدراسات تقول إلى أن لتر واحد من الزيوت الحارقة قادر على تلويث مليون لتر من المياه، فانعدام الوعي البيئي واستهتار البعض بهذه المواد الخطرة، يخلق مشاكل متنوعة ومضاعفة تضاف إلى قائمة المشاكل الطويلة التي نواجهها في بلادنا.
*3_الأضرار على التنوع الحيوي*
تسبب هذه الزيوت تلوث التربة بالعناصر الثقيلة كالرصاص كما تُساهم في تدمير التنوع الحيوي للنباتات البرية والمحلية المستوطنة، وكما هو معروف فإن الموارد الوراثية النباتية المحلية تعتبر ثروة وطنية مهمة يمكن تسميتها بالذهب الأخضر نظراً لأهميتها في تحقيق الأمن الغذائي واستدامته للأجيال القادمة، لذا يجب إيجاد الطرق الآمنة والسليمة للتخلص من هذه الزيوت بطرق صحيحة تضمن وتساعد على حماية الموارد الطبيعية والنباتية واستدامتها للأجيال القادمة.
*4_الأضرار على صحة الإنسان*
نتيجة لتدني وعي بعض المزارعين فإنهم يقومون ببيع الزيوت الحارقة بعد تجميعها في براميل إلى أصحاب المخابز والأفران الذين يقبلون على شرائها بدرجة كبيرة نظراً لانعدام المحروقات مثل الديزل وارتفاع أسعاره بالأسواق وبالتالي يكون المواطن عرضة للإصابة بالأمراض الخبيثة والمزمنة نتيجة لاعتماد عددٍ من المخابز والأفران على هذه الزيوت في تشغيل مخابزهم وأفرانهم، ويؤدي ذلك إلى تلوث المواد الغذائية بمواد كيميائية مسرطنة ومضرة بصحة الإنسان، كما يقوم بعض المزارعين باستعمال الزيوت العادمة في عمليات رش المزروعات للتخلص من الحشرات والآفات الزراعية، ومما لا شك فيه أن هذه الزيوت تنتقل عن طريق الثمار وأوراق النباتات إلى الإنسان والحيوان مسببة مشاكل صحية خطيرة.
إرشادات زراعية للتعامل مع الزيوت الحارقة ( العادمة / المستعملة )
– لا تتخلص من الزيوت الحارقة في الأرض أو قنوات الري أو على الطرقات أو رشها على جدران المباني من الخارج.
– لا تستخدمها كطبقة لحماية الأخشاب والألواح الخشبية.
– لا تستخدمها كوقود للتدفئة.
– يجب تجميع وتخزين الزيوت الحارقة في براميل مانعة للتسرب ووضع تلك البراميل في أماكن يسهل الوصول إليها، والحرص على عدم بيعها لأصحاب المخابز والأفران.
– البحث عن جهة معتمدة ( شركة ، مركز ، وكيل ) مختصة بإعادة تدوير هذا النوع من الزيوت وبيع البراميل الممتلئة بالزيوت الحارقة لهذه الجهة التي يجب أن تكون معتمدة وبالتالي ستحصل على مصدر دخل إضافي
– يمكنك تخفيض كمية الزيوت الحارقة المستهلكة التي تنتجها باستخدام زيوت تشحيم عالية الجودة قادرة على العمل لفترات أطول دون تغيير، مما يؤدي إلى حدوث انخفاض فعلي في إنتاج الزيوت المستهلكة.