كريتر نت – متابعات
في محاولة لملء الفراغ الحاصل داخل المساجد بالأئمة والوعاظ والمفتين والدعاة استعدادا لشهر رمضان، وأعلنت وزارة الأوقاف عن التنسيق مع مؤسسة الأزهر لاختيار أربعة آلاف شخصية دينية وسطية للاستعانة بها في المساجد خلال شهر رمضان، ضمن خطة موسعة تستهدف سد احتياجات المصلين والمعتكفين من الصلاة والإمامة والخطابة والتهجد والاعتكاف، بما يمنع استغلال أيّ من أصحاب العقول المتطرفة للقفز على المشهد.
وبينما روّج متشددون أن الخطة تهدف إلى التضييق على المساجد، سمحت وزارة الأوقاف بالاعتكاف والتهجد دون سقف زمني شريطة أن يكون ذلك من خلال متابعة الأئمة والدعاة الذين سيتم اختيارهم، وعدم ترك الساحة أمام السلفيين للتحكم في الاعتكاف وطقوسه، حيث اعتادوا تجميع الناس حولهم طوال فترة الصيام وقيادة تحركاتهم في بعض المساجد، وفقا لما أوردته صحيفة “العرب” اللندنية.
وتتعامل وزارة الأوقاف في مصر مع التهجد والاعتكاف داخل المساجد بحساسية مفرطة خشية استغلالهما سياسيا من جانب تيارات متشددة تحرض الناس ضد الحكومة أو تسعى لتحقيق مصالح مشبوهة وتزرع في عقولهم أفكارا مغلوطة، ثم قررت إفساح المجال أمام الراغبين في البقاء داخل المساجد تحت أعين رجالها المختارين للمهمة.
ولفتت الصحيفة إلى أن العديد من المساجد المصرية تعاني من نقص واضح في الأئمة والدعاة، وهذه كانت ثغرة استثمرها سلفيون للقيام بدور موازٍ للدور الذي يقوم به الإمام الرسمي في المساجد، كنوع من التمرد على احتكار السلطة لإدارة الملف الديني وما ترتب عليه من إقصاء الإسلاميين من المشهد الدعوي بصورة رسمية.
وأدركت وزارة الأوقاف أن استمرار تلك الثغرة خلال شهر رمضان مجازفة، ما دفعها إلى التنسيق مع الأزهر ودار الإفتاء من أجل سد نقص عدد الأئمة والدعاة والوعاظ والمفتين لقطع الطريق على المتشددين فكريا ومنع توظيف نقص العمالة في تحقيق مآرب خاصة مع امتلاء المساجد بالمصلين في شهر رمضان، ما يجعل بعضها خارج السيطرة.
يذكر أن المساجد المصرية تتحول إلى ساحة للفتوى في رمضان مع زيادة أعداد من يستفسرون عن الجوانب الدينية والتعاملات اليومية بمستوى يزيد عن الأيام العادية، واعتاد بعض شيوخ التيار السلفي استغلالها أمام تجاهل وزارة الأوقاف تثبيت أعداد من المفتين في المساجد، وكان البديل أمام الناس اللجوء إلى سلفيين.
ولم تغفل وزارة الأوقاف، وفق “العرب”، مساجد السيدات، وأعلنت أنها قررت الاستعانة بأعداد كبيرة من الواعظات للتواجد بها، وتقديم الفتاوى النسوية لتجنب قفز نساء التيارات الإسلامية على المشهد وتكرار ما حدث من قبل بالتركيز على الفتيات والأمهات اللاتي يذهبن إلى الصلاة في مساجد السيدات والإجابة على تساؤلاتهن واستقطابهن بخطاب ديني عاطفي.
وتظل الفتوى من أقوى أسلحة الإسلاميين لمناكفة الحكومة التي تجاهد لإقصائهم من المشهد الدعوي كليا، سواء أكانوا رجالا أم سيدات، لكن تلك الشريحة لا تتقبل فكرة الابتعاد عن ممارسة هواية الدعوة البديلة عن المؤسسات الدينية الرسمية، وفي كل عام يصبح رمضان فرصة ثمينة لهم لإعادة ترميم قواعدهم واستقطاب الناس إليهم.