كريتر نت – متابعات
أثارت مشاهد مصورة لقيادات الحوثي المشاركين في تشييع زعيم حزب الله حسن نصر الله، غضب اليمنيين بعد ظهورهم بمشاهد تذلل صارخة.
فالمشاهد القادمة من بيروت لقادة مليشيات الحوثي، لم تعكس فقط الارتهان والتبعية لإيران وحزب الله المسؤول عن إدارة ملف الحوثيين، وإنما وصلت إلى الابتذال في التعبير عن حزنهم بطرق «فجة».
ولا تزال هذه المشاهد رائجة على منصات التواصل الاجتماعي في اليمن، إذ انتشرت كالنار في الهشيم وعكست تذللاً مهينًا ومذلًا من قبل مليشيات الحوثي لقادة حزب الله، وذلك بعد يومين من دفن حسن نصر الله.
وتسلط «العين الإخبارية» في هذا التقرير الضوء على أبرز المواقف الحوثية التي أغضبت اليمنيين باعتبارها تعكس صورة مهينة لليمن وهويته.
مفارقة صارخة
في مشهد، يظهر قيادات حوثية يتقدمهم القيادي حمود شرف الدين، مالك إذاعة سام الحوثية، وهو يتذلل للحارس الشخصي للأمين العام السابق لحزب الله، أبو علي خليل، والملقب بـ«درع السيد»، بغية تقبيل يده لأنها كانت تصافح وتحمي نصر الله.
وفي هذا المشهد، يرفض اللبناني خليل منح يده للحوثي شرف الدين، والذي لجأ لاحتضانه وتقبيله، في مشهد عكس الكثير من المهانة المذلة، وفق تعليقات اليمنيين على مواقع التواصل الاجتماعي.
وفي مشهد ثانٍ، ظهر قادة الحوثي وهم يتزلفون لسيدة ترتدي وشاح السواد، ويؤكدون لها أنها «تاج على رؤوسهم ورأس زعيمهم عبدالملك الحوثي».
وتناول ناشطون هذا المقطع المصور كدليل آخر على التبعية وعلى خضوع مليشيات الحوثي مع «بنت نصر الله، فيما في اليمن يضربون النساء ويتم اختطافهن بشكل وحشي وهمجي»، حد قولهم.
وفي مشهد ثالث، ظهر القيادي الحوثي رضوان الحيمي، وهو عضو اللجنة الثورية العليا للحوثيين، وهو يقسم ويصرخ من وسط الجماهير متعهدًا بأن الحوثيين «لن يتخلوا عن دم حسن نصر الله ولو فنيت اليمن عن بكرة أبيها»، وكررها «لا يمكن.. لا يمكن.. لا يمكن».
وعلق اليمنيون على هذا المقطع بأنه «شهادة حية على التبعية الحوثية المطلقة لإيران وذراعها حزب الله في المنطقة، وتأتي على حساب دمار الشعب اليمني الذي يعيش الويلات إثر حروب الحوثي».
وفي مشهد رابع، ظهر القيادي والشاعر الحوثي معاذ الجنيد، المشهور لدى اليمنيين بـ«تهاني»، وهو يصف نعش حسن نصر الله بأنه «عرش الرحمن وتحمله الملائكة والأنبياء»، وهو ما نال تهكمًا واسعًا لدى رواد مواقع التواصل الاجتماعي باعتباره خروجًا عن النص الديني واستفزازًا متعمدًا لمشاعر كل اليمنيين.
وفي مشهد خامس، ظهر القيادي الحوثي طه المتوكل، مؤكدًا ارتباط مليشيات الحوثي منذ نشأتها بحسن نصر الله وحزب الله، وقال: «ارتبطنا به منذ أربعين عامًا، و(الحوثيون) يسمعون كلامه ويهتفون هتافاته».
درس السيادة
واعتبر اليمنيون المشاهد الحوثية القادمة من بيروت أنها «كشف جديد للتبعية لطهران ودرس لكل من لا يزال يظن أن المليشيات تحمل مشروعًا وطنيًا أو أنها تحافظ على السيادة».
وكتب الناشط الإعلامي والحقوقي اليمني بسيم الجناني على منصة «إكس» (تويتر سابقًا) أن «مقاطع الفيديو لزيارة وفد الحوثي للبنان في تشييع حسن نصر الله، تظهر كمية من الذل والإهانة المخزية حتى للبنانيين، والذين أخذوها محتوى وترند».
وأضاف: «لم أستغرب مما شاهدته، فمن تعود على تقبيل الركب والتمردغ بتراب القبور وياسيدي وياعيني، ستجده يستمتع بالخزي الذي وضع نفسه فيه، والحمد لله على نعمة العقل والتحرر».
من جهته، قال وزير الإعلام اليمني معمر الأرياني إن المشاهد القادمة من بيروت للحوثيين «تؤكد ارتباط مليشيات الحوثي منذ نشأتها بالنظام الإيراني وأذرعه في المنطقة، حزب الله».
وأكد أن هذه المشاهد «تفضح تمامًا أكذوبة السيادة الوطنية التي يروج لها الحوثيون، وتؤكد أنهم مجرد امتداد للمشروع الإيراني، وأتباع مخلصون لرموز إيران وأذرعها في المنطقة، ولا قرار لهم ولا إرادة».
وكانت قيادات حوثية قد انتقلت عبر مطار صنعاء، مستغلة الرحلات الإنسانية إلى بيروت، لحضور جنازة الأمين العام السابق لحزب الله حسن نصر الله، الذي قُتل في نهاية سبتمبر/أيلول الماضي في غارات إسرائيلية، وجرى تشييعه في 23 فبراير/شباط الجاري.
المصدر : العين