كتب .. جهاد عوض
في ظل تردي الاوضاع المعيشية وانهيار الخدمات وغلاء الأسعار، وواقع سلبي تشاهده في زحمة وروتين يومياتك،
الا أنك احيانا وفجاه ترى صورة ومشهد يدخل الفرح والسرور الى قلبك، ويعطيك بصيص من الأمل والنور في الحياة
اليومية لهذا البلد، عندما تشاهد موظف او عامل يؤدي عمله وواجبه، بشكل طبيعي ويومي دون اي ملل او كلل، يقوم بوظيفته على أكمل وجه وفي كل الاوقات والمناسبات سواء كان الجو حارا او باردا، تجده صبورا وطيبا وذو ابتسامه دائمه، في تعامله وتوجيهه لحركة سير المركبات والمشآة.
ونحن هنا نتكلم عن رجل المرور علي محمد هيثم، الذي يؤدي عمله ودوامه في هذه الضروف الصعبة، حيث يقول لي: مع ما نلاقيه ونتعرض له في عملنا من استهتار وعدم احترام من قبل بعض السائقين والمارة، إلا أننا نودي واجبنا بكل امانه وإخلاص، وبما يمليه علينا ضميرنا الانساني وواجبنا الوطني في خدمة الوطن والمواطن، لكن ظروفنا وحياتنا وصلت الى درجة صعبة ولا تطاق في العيش باستقرار وكرامة.
يقول أذا نضرت الى الراتب فلا يتجاوز 70,000 ريال، ولديك أسرة أكثر من سبعه اشخاص؟ فبالله عليك ماذا تعمل بهذا المبلغ
الضئيل مع الغلاء الفاحش؟ هل للمعيشة او الدراسة او العلاج وغيره؟ ويواصل حديثه وعلى لسانه تسمع المرارة والحزن في كلماته، انا وكثير من زملاء الواجب، مع كل ما نعانيه ونصادفه في عملنا اليومي، نشعر بالغبن والظلم في عدم المساوة، حين تستلم راتبك الذي لا يساوي قيمة كيس رز، وزملائك ودفعتك في التخرج والتعيين، تحصلوا على ترقيات وتسويات في رفع مرتباتهم، وكان البلد ليس فيها نظام وقانون ينظم ويشمل الجميع حسب المؤهل والخدمة.
ونقول هنا وبكل احترام وتقدير، الى وزير الداخلية ومدير المرور، ان هؤلاء الجنود رجال المرور هم من يستحقون الرعاية
والاهتمام، برفع مراتبتهم وتقديم الحوافز لهم، لان عملهم يومي ومباشر مع المواطنين وفي ظروف صعبة، فيحتاجون منكم
تقديم كل الدعم وتذليل الصعوبات في أداء عملهم ومهامهم بشكل طبيعي، حتى لا يلجون الى وسائل وطرق أخرى للحصول
على المال تسئ أليهم واليكم في نهاية الأمر.