كريتر نت / متابعات
ينصب الاهتمام العالمي في حرب اليمن على الهدنة الهشة بميناء الحديدة الرئيسي، لكن القتال بين طرفي الحرب الدائرة منذ أربعة أعوام يحتدم في مناطق أخرى في البلاد.
وعطل العنف المتزايد في محافظة الضالع جنوب غرب البلاد، حركة السلع على الطريق الرئيسي بين الجنوب والشمال، ودفع آلافًا للنزوح، وعقد جهود محاربة وباء الكوليرا وإطعام ملايين على شفا المجاعة.
وقالت سوزي فان ميغن، من المجلس النرويجي للاجئين ”من المهم للغاية أن تتحرك الواردات القادمة من عدن إلى داخل البلاد في أسرع وقت ممكن لاستمرار العمل في الأسواق التجارية، وتقديم المساعدات الإنسانية“.
وفي ديسمبر/ كانون الأول، اتفق طرفا الحرب على وقف إطلاق النار وسحب القوات من الحديدة، وذلك في أول انفراجة دبلوماسية كبيرة بالصراع الذي اندلع في أواخر عام 2014.
وحال الاتفاق دون شن هجوم شامل على الميناء كان ينذر بحدوث مجاعة، ولكن رغم صمود السلام الهش، توقف انسحاب القوات وبدأت آلاف الأطنان من الحبوب تتلف لعدم قدرة وكالات الإغاثة على الوصول إليها حتى اليوم الأحد.
وفي غضون ذلك، ازدادت حدة الاشتباكات البرية واستمرت الضربات الجوية.
وتضم الضالع الطرق الرئيسية الواصلة بين ميناء عدن الجنوبي الخاضع للحكومة الشرعية، وهو نقطة رئيسية لدخول المساعدات والموارد التجارية، والعاصمة صنعاء الخاضعة للحوثيين.
وتدفع الاشتباكات الضارية والقصف المدفعي في الضالع حركة المساعدات والسلع التجارية وكذلك المدنيين للتحول إلى ممرات جبلية أطول وأشد خطورة، ما يقلل فرص وصول المساعدات الإنسانية، ويزيد وقت وتكلفة الرحلة.
وقال فرانك مكمانوس، المسؤول من لجنة الانقاذ الدولية: ”منذ نوفمبر/تشرين الثاني أعتقد أننا انتقلنا إلى رابع طريق بديل مع اتساع رقعة القتال“.
وقبل أسبوعين تم تفجير جسر يربط الضالع بمحافظة إب المجاورة، وألقت تقارير محلية باللوم في الحادث على الحوثيين بعدما اقتحموا المنطقة.
واندلعت اشتباكات شرسة أيضًا خلال الشهرين الأخيرين في منطقتي حجة وعبس في الشمال الغربي، وفي تعز جنوب غرب البلاد، ما أسفر عن سقوط قتلى ونزوح مئات الآلاف.
وذكرت لجنة الإنقاذ الدولية، أن الاشتباكات دفعتها إلى وقف العمل ونقل مراكز صحية ومواقع لعلاج الكوليرا، ومراكز تعليمية، وخدمات أخرى خلال الأسابيع الأخيرة.
وأبلغت السلطات اليمنية عن أكثر من 200 ألف حالة كوليرا مشتبه بها منذ يناير/ كانون الثاني.
وذكر تقرير لبرنامج الأمم المتحدة الإنمائي، أنه إذا توقف الصراع هذا العام، فسيكون قد أودى بحياة نحو 233 ألف شخص 56% منهم وفيات غير مباشرة نتيجة الجوع والافتقار للرعاية الصحية والبنية التحتية.
خط جبهة متغير
وقبل اتفاق الحديدة، كانت جبهة الضالع بين الحوثيين وقوات الحكومة هادئة، وقال مكمانوس ”هي الآن جبهة نشطة حيث يضطر السكان إلى النزوح بشكل مستمر مع توقع استمرار القتال في تلك المنطقة“.
وتسبب انعدام الثقة العميق بين طرفي الحرب في جمود مساعي الأمم المتحدة لتنفيذ اتفاق الحديدة، الذي ينص على اضطلاع قوات أمن محلية بمهمة إدارة الميناء.
وتشعر الأمم المتحدة بتفاؤل إزاء إمكانية انسحاب القوات قريبًا، لكن دبلوماسيين أبلغوا ”رويترز“، أن الانفراجة لا تزال بعيدة.
وكررت السعودية والإمارات والولايات المتحدة وبريطانيا، دعواتها للحوثيين بالانسحاب من الحديدة. وقالت إنها تتطلع لمراجعة مجلس الأمن الدولي للتقدم في هذا الشأن يوم 15 مايو /أيار الجاري.
وقال محمد علي الحوثي، رئيس ما يسمى ”اللجنة الثورية العليا“ للحوثيين: إنه ”رغم استمرار وجود نقاط محل نقاش، إلا أنه يأمل أن يتم انسحاب القوات قريبًا“.