كتب .. محمد العماري
في خطوة تهدف إلى تكريم الإعلاميين والصحفيين، نظمت نقابة الصحفيين والإعلاميين الجنوبيين فعالية احتفالية كرّمت فيها نخبة من الإعلاميين والكتّاب في العاصمة عدن. الحدث الذي حمل في طياته رسالة تقدير لدور الإعلاميين في نقل الحقيقة والدفاع عن القضايا الوطنية، حمل في الوقت ذاته تساؤلات مشروعة حول غياب الإعلاميين والصحفيين من ذوي الإعاقة عن قائمة المكرّمين.
لطالما كان ذوو الإعاقة جزءًا لا يتجزأ من النسيج المجتمعي، بل إن كثيرًا منهم أثبتوا كفاءة عالية في مجالات الصحافة والإعلام، متحدّين الظروف والعراقيل التي يفرضها الواقع. ومع ذلك، صُدمنا جميعًا عند رؤية قائمة المكرّمين خالية من أي إعلامي أو صحفي من ذوي الإعاقة، وكأن إسهاماتهم لم تكن جديرة بالاعتراف والتقدير. فهل هذا الإقصاء كان متعمّدًا، أم أن ثقافة تكريم هذه الفئة ما زالت غائبة عن المؤسسات الإعلامية والنقابية؟
التكريم ليس ترفًا أو هدية، بل هو استحقاق لمن يعملون بإخلاص في خدمة مجتمعاتهم. وذوو الإعاقة الذين اختاروا طريق الإعلام لم يفعلوا ذلك ليُشفق عليهم، بل لأنهم يمتلكون الموهبة والقدرة التي تؤهلهم لمنافسة غيرهم. ومن الظلم أن يُحرموا من التكريم فقط بسبب اختلاف قدراتهم الجسدية.
إن عدم تكريم الصحفيين والإعلاميين من ذوي الإعاقة يرسل رسالة خاطئة مفادها أن جهودهم لا تُرى أو تُقدَّر، وهو ما يتنافى مع مبادئ العدالة والمساواة. المطلوب اليوم ليس مجرد تكريم رمزي، بل تبني سياسات تضمن إشراكهم بفاعلية في جميع الفعاليات الإعلامية، وإعطائهم المكانة التي يستحقونها.
إن كان الهدف من هذه الفعالية تعزيز دور الصحافة والإعلام في المجتمع، فإن تغييب الإعلاميين من ذوي الإعاقة ينسف هذه الغاية. فهل ستراجع الجهات المعنية قراراتها وتعيد النظر في سياساتها؟ أم أن هذا الإقصاء سيبقى مستمرًا حتى إشعار آخر؟