كريتر نت .. حضرموت
في أمسية رمضانية مفعمة بالأصالة والتقاليد، شاركت الناشطة البارزة أمل محفوظ باقرين، عضو رئاسة الهيئة العليا ونائبة رئيس دائرة المرأة في مؤتمر حضرموت الجامع، في جلسة حوارية متميزة نظمتها رابطة الأدباء والمثقفين العرب بالشراكة مع دائرة المرأة بموتمر حضرموت الجامع الوادي والصحراء ، تحت عنوان “العادات والتقاليد الرمضانية ودور المرأة”، برعاية الدكتورة ميسون تليلان السليم، رئيسة الرابطة.
الجلسة، التي عُقدت مساء الأحد 16 رمضان عبر تقنية الاتصال المرئي، أدارها الدكتور فيصل السرحان، نائب رئيس الرابطة، شهدت مداخلات ثرية من نخبة من الأدباء والمثقفين العرب ، قدّمت باقرين من خلالها عرضا مشوّقا للعادات الرمضانية في حضرموت، حيث استعرضت الأجواء الروحانية التي تسود مختلف مناطقها، إلى جانب الأطباق التقليدية التي تزيّن موائد الإفطار والسحور. كما سلّطت الضوء على دور المرأة الحضرميّة في إحياء هذه العادات، رغم التحديات التي تواجهها، مؤكدةً أن المرأة تبذل جهدا استثنائيا في تحضير المأكولات الرمضانية، مستمدةً سعادتها من رؤية أسرتها مجتمعة حول مائدة الإفطار.
كما تناولت باقرين خلال الجلسة، أهمية الروابط الأسرية والتضامن المجتمعي خلال الشهر الفضيل، مؤكدةً أن تجمع العائلات على مائدة الإفطار يعزز التلاحم بين أفراد المجتمع. كما تحدّثت عن حرص الرجال على أداء الصلوات في المساجد، وتبادل الأطعمة بين الجيران، إضافةً إلى المبادرات الإنسانية التي تشمل تقديم وجبات الإفطار للمحتاجين وعابري السبيل.
وأشارت باقرين إلى أن حضرموت تمتاز بالحفاظ على العادات الرمضانية الموروثة، مثل التجمعات الليلية للاستماع إلى التواشيح الدينية والمحاضرات، إلى جانب دور “المسحراتي”، الذي لا يزال يؤدي وظيفته التقليدية في تنبيه الناس لموعد السحور، ما يعكس تمسك المجتمع الحضرمي بعاداته الأصيلة.
الجلسة لم تكن مجرد لقاء عابر، بل كانت منبرا فكريا وحواريا، حيث شهدت مداخلات من شخصيات عربية بارزة، من بينها الناشطة الأردنية المتخصصة في علم الاجتماع سارة الجيل، والدكتورة نجلاء خليفة، عضو لجنة المرأة والطفل في نادي الزمالك المصري، والكاتبة العراقية زاهدة العسافي، رئيسة لجنة المرأة والطفل في رابطة الأدباء والمثقفين العرب. كما شارك عدد من الأدباء والمثقفين الذين أثروا الحوار بنقاشات ثرية حول الهوية الثقافية ودور المرأة في المجتمعات العربية.
واختتمت الجلسة على وقع نقاشات عميقة، عكست أهمية الحفاظ على العادات الرمضانية كجزء لا يتجزأ من الهوية الثقافية العربية، ودور المرأة المحوري في صون هذه التقاليد ونقلها إلى الأجيال القادمة، مما جعل الجلسة مساحة غنية بتبادل الأفكار والخبرات بين المشاركين.