كتب/أدهم الصماتي
في زمنٍ جميل، كانت الملاعب تُشيد بإنجازات الأبطال، وكان هناك اسمٌ يتردد بكثيرٍ من الفخر والاحترام: الكابتن فيصل عبدالعزيز شوكرة، لاعب نادي الطليعة اللحجي لكرة الطائرة والمنتخب الوطني سابقًا. وُلد فيصل في مدينة الحوطة، عاصمة محافظة لحج، في عائلة رياضية معروفة منذ القدم، حيث كانت الرياضة جزءًا لا يتجزأ من تاريخ كل فرد في أسرته.
بادر فيصل بالانطلاق في عالم الرياضة منذ صغره، حيث تم اكتشاف موهبته في مدرسة المحسنية عندما رآه المدربون وهو يتألق كلاعبٍ في كرة الطائرة. لم تمضِ فترة طويلة حتى انضم إلى الفريق الذي مثل اليمن في بطولة أقيمت في العراق. كان التحدي كبيرًا، فقد واجه الفريق الوطني في تلك البطولة عدة دول عربية كبرى، من بينها مصر وفلسطين. أثبت الكابتن شوكرة في تلك البطولة أنه ليس مجرد لاعب، بل قائدٌ ومدافعٌ عن شرف الرياضة اليمنية، إذ ساهم في حصول الفريق على المركز الثالث.
لم يكن الإنجاز الرياضي هو العلامة الوحيدة التي تركها شوكرة، بل كان له دور فاعل في تنظيم الرياضة في بلاده. فعندما عاد من العراق، لم يتوقف عند النجومية بل عُيّن مدربًا لفرق كرة الطائرة، وأصبح أحد الأعضاء المنشئين للاتحاد اليمني العام للعبة قبل الوحدة اليمنية. وقد ساهم بفاعلية في تطوير اللعبة في محافظة لحج، حيث أسس اتحاد كرة الطائرة، ليكون ركيزةً للرياضة في منطقته وعلامة فارقة في تاريخ اللعبة.
مع مرور السنوات، واصل الكابتن فيصل عبدالعزيز شوكرة التألق، وأصبح نائب رئيس الاتحاد اليمني العام لكرة الطائرة بعد الوحدة. كان له دور كبير في توجيه البعثات الرياضية الخارجية، حيث عمل كمسؤول عن البعثات، مُسهمًا في تعزيز مكانة كرة الطائرة اليمنية على الصعيدين العربي والدولي.
أسطورة فيصل شوكرة تتجاوز المجالات الرياضية، فهي تجسد الإخلاص والتفاني، فهي قصة كفاح ومثابرة، تلهم الأجيال القادمة. قد لا نرى اليوم الكثير من الأسماء تُسجل في التاريخ مثل فيصل، لكن إرثه سيبقى حيًا في قلوب كل الرياضيين، حيث يتحول الشباب إلى أبطال بمساعدة من أبطالٍ أمثاله.
لقد ساهم الكابتن فيصل عبدالعزيز شوكرة في كتابة صفحة مضيئة من تاريخ الرياضة اليمنية، وستظل ذكراه خالدة، تذكرنا بمدى أهمية الرياضة في توحيد الشعوب ودعم الكسور الأخلاقية التي قد تحصل نتيجة الظروف. في زمن كدنا ننسى فيه القيم النبيلة، يظل شوكرة رمزًا للجهد والمثابرة، يمتلك العزيمة والإرادة، مُلهمًا لكل من يسعى للوصول إلى القمة.