عبد الباري طاهر
بدأ الشاب خالد إبراهيم حريري رحلته التعليمية في عدن والجامعية في بيروت، وأعد دراسته للدكتوراه في سياتل بالولايات المتحدة. خالد نجم من نجوم اليسار العربية الكبيرة في بيروت. تزامل مع المفكر العربي فواز طرابلسي، ورفيقه الفقيد الكبير عبد الله الأشطل. عالم جليل، وباحث مهم. متعدد المواهب. راجح التفكير والعقل. تخصصه النادر في الأسماك، وخبرته الدولية في البيئة لم تحجبا موهبته الشعرية الحداثية، والاهتمام بالشأن العام الوطني والقومي والعالمي. كان في طليعة المؤسسين لحزب العمال والفلاحين 69 (العمل) لاحقاً 70.
نزلت ضيفاً عليه ومعي وثائق المؤتمر الذي انتخب فيه عضواً في المكتب السياسي إلى جانب رفيقه منصور خالد فضل وزير العدل في آخر حكومة للرئيس علي ناصر محمد، وعضو منظمة حدتو المصرية.
خالد فضل منصور وعمر الجاوي والدكتور خالد حريري والدكتور محمد عقيل الإرياني والدكتورة فتحية منقوش هم قادة الحزب الجديد في عدن، ولكن خالد حريري هو المسئول الأول عن المنظمة التي ضمت أفراداً قليلين، ولكن لهم وزن وتأثير.
ظلت علاقة خالد بفواز طرابلسي قوية. فكثيراً ما التقيت فواز في بيروت أو فرنسا، وغالباً في اليمن. كان يتذكر مناقب خالد، ويذكر عمق الصداقة بينهما.
اتصلت قبل بضعة أسابيع بالعزيزة عفراء، وطلبت منها عبر الوتس إرسال نبذة عن والدها وأمها.. ردت مستغربة لماذا؟ لم أكن أعرف أن والديها في الهند، وأن الدكتور أجرى عملية القلب المفتوح. المحامية والناشطة الحقوقية، والمدافعة عن الحقوق والحريات، والكاتبة الصحفية الصادقة والشجاعة، والشاعر المبدع وضاح حريري المهندس والناشط والأديب اللامع خير من يدون مآثر خالد وتراثه العلمي في تخصصه النادر، ودوره الريادي في الشعر الحديث، وتجربته السياسية الحزبية، وكذلك رفيقة دربه الدكتورة فتحية، وهي ناشطة حقوقية ومدافعة عن الحريات والحقوق، ومن القيادات النسوية البارزة. إنها أسرة مبدعين ومكافحين من أجل الحرية والديمقراطية والعدل. (لا شيء في التاريخ يموت). الأدوار الرائعة لليسار والحركة الديمقراطية متجذرة في عقول وقلوب الجيل الجديد، وستبزغ. رحيل العلم البارز، المثل والقدوة الحسنة لن تذهب سدى؛ فالعمل الصالح، وما ينفع الناس هو الخالد والأبقى.
أعمال خالد الشعرية، الديوانين المطبوعين: (ذكريات في سيرة المحبوبة) و(الأبعاد)، وله قصائد عديدة منشورة في أعداد الحكمة والكلمة وغيرها- بحاجة إلى تجميع ونشر.
كان خالد من النقاد لتجربة الاتحاد السوفيتي، وللنظامين الشطريين، وكان قارئاً جيداً ومتابعاً لتخصصه وللفكر بصورة عامة. من مؤسسي اتحاد الأدباء والكتاب، لا يميل كثيراً إلى النشر، وتستغرقه الحياة العملية. قدم الأنموذج الرائع الأمين والصادق في الوظيفة والحياة العملية. عاش نقي الضمير، نظيف اليد، محباً لبلده وللناس؛ فسلام عليه حياً وميتاً.