كريتر نت / وكالات
توصلت دراسة جديدة إلى أن معدلات استهلاك المشروبات الكحولية هي الأدنى في منطقتي الشرق الأوسط وشمال إفريقيا، فيما كانت نسب الاستهلاك هي الأعلى في الصين والهند وفيتنام. لكن ما هي الأسباب يا ترى؟
أضرار تعاطي المشروبات الكحولية على الصحة معروفة بالفعل منذ زمن بعيد، ورغم ذلك فإن الكثيرين من سكان العالم لايزالون يتناولونها بشكل متزايد على مستوى العالم، وذلك حسب دراسة دولية نُشرت نتائجها الأربعاء في مجلة “ذا لانسيت” الطبية المتخصصة، إذ توصل الباحثون من خلال تحليل بيانات من 189 دولة إلى أن تعاطي الكحوليات ارتفع بين سكان العالم بنسبة 70 بالمائة في الفترة بين 1990 و2017.
وتبين للباحثين في دراستهم أن أقل نسبة لتناول المشروبات الكحولية كانت الأدنى في دول شمال إفريقيا ودول الشرق الأدنى، في حين كانت أعلى نسبة تناول كحوليات في دول وسط وشرق أوروبا.
وعزا الباحثون ذلك إلى تزايد أعداد سكان العالم وارتفاع نسبة الاستهلاك على مستوى الفرد. ولكن الباحثين رصدوا أيضاً وجود فوارق إقليمية. فبينما شهدت الصين والهند وفيتنام، على سبيل المثال، تزايداً مطرداً في تعاطي الكحوليات، كان استهلاكها أقل من قبل سكان دول شرق أوروبا بعد أن كان قد وصل لمستوى مرتفع جداً هناك. كما رصد الباحثون جموداً في تعاطي الكحوليات في ألمانيا مع ميل نحو الانخفاض.
وأشار الباحثون إلى أن حوادث الطرق وأمراض القلب والدورة الدموية ليست إلا جزءا من أسباب الوفاة التي يتم الربط بينها وبين تناول المشروبات الكحولية. وفقاً لمنظمة الصحة العالمية فإن الكحول كان عام 2016 السبب وراء واحدة من بين كل 20 حالة وفاة.
وشدد الباحثون على أن تناول الكحوليات سيظل أحد العوامل الرئيسية في التسبب في الأمراض التي يمكن التنبؤ بها “ومن المرجح أن تزداد عواقبه مقارنة بغيرها من عوامل الخطورة” حسبما أوضح ياكوب ماناتي من جامعة دريسدن الألمانية ، وهو كبير الباحثين الذين شاركوا في الدراسة.
وشملت الدراسة تحليل بيانات لأشخاص من 189 دولة في سن 15 إلى 99 عاماً عن تناول الكحوليات.
وشهدت مولدافيا أعلى نسبة ارتفاع في تناول الكحوليات حيث بلغ معدل استهلاك الفرد منه (من سن 15 إلى 99 عاماً) 15 لتراً من الكحول الصافي عام 2017. ولكن أعلى نسبة زيادة في تناول الكحوليات منذ عام 2010 كانت 34 بالمائة، وكانت في الدول الناشئة جنوب شرق آسيا.
وعزا الباحثون هذا التفاوت في تناول الكحوليات إلى عوامل مثل الدين والسياسة الصحية والنمو الاقتصادي. وقال الباحثون إن عامل النمو الاقتصادي يؤثر أكثر على تطور تناول الكحوليات في بلدان العالم، حسبما ظهر في الصين والهند اللتين تضاعف فيهما تعاطي الكحول في الفترة بين 1990 و2017.
وبلغ متوسط تناول الفرد الكحوليات على المستوى العالمي 5.9 لتر صافي عام 1990، وارتفعت هذه الكمية عام 2017 إلى 6.5 لتر. وبلغ متوسط استهلاك الفرد من الكحوليات في ألمانيا 13.05 لتر عام 2017.
يشار إلى أن كل نصف لتر من الجعة على سبيل المثال يحتوي على نحو 20 غراماً من الكحول الصافي.