كريتر نت / متابعات
يطلق المواطن غالب ابو سامي تنهيدة طويلة يسحبها من اعماقه وهو يتحدث عن ولده المراهق الذي غرر به الحوثيون وانتهى به الحال اسيرا لدى القوات الحكومية وقوات التحالف العربي خلال المعارك في مدينة الحديدة غربي البلاد.
معيار السلالية
يواصل ابو سامي حديثه لـ”يمن الغد” متحسرا خاصة وان رفقاءه الذين تم اسرهم بمعيته في ذات الوقت قد افرج عنهم، مفسرا ذلك بالتعصب للعرق ومعيار السلالية الذي تقوم عليه معاملة جماعة الحوثي لافرادها، اذ كل من افرج عنهم ينتمون للسلالة الهاشمية التي يزعم الحوثي انها سلالته.
ويختصر ابو سامي القضية بقوله اننا زنابيل ولسنا قناديل حتى يجري الحوثي مفاوضات سرية عاجلة لإبرام صفقة تبادل للإفراج عمن ينتمون لسلالته ويطلق عليهم “قناديل”.
ويقول ان الحوثي غالبا ما يبرم صفقات سرية غير عادلة كالإفراج عن 5 مقابل قنديل واحد بينما يعرقل اية اتفاقات او صفقات من شانها الافراج عن معتقلين دون انتقاء لكونه لم يضمن ان يكون اغلب المفرج عنهم من سلالته، لافتا الى انهم اخذوا ولده الى المعارك دون علمه وانه ظل يبحث عنه حتى تفاجأ بخبر وقوعه في الاسر.
البداية بالمراوغة
وفي يناير انطلقت محادثات بين ممثلي الحكومة اليمنية وميليشيا الحوثي بشان ملف الأسرى والمعتقلين بعد توقفه عند المرحلة الثالثة، حيث امتنع الحوثيون بتزويد الحكومة اليمنية بملاحظات حول 232 شخصاً.
واتفق الطرفان سابقاً على إطلاق آلاف الأسرى، في خطوة وصفها مبعوث الأمم المتحدة الخاص لليمن مارتن غريفيث في أنها خطوة «مبشرة». إلا أن مواصلة الحوثي خرق الهدنة وعدم إظهار الالتزام في بنود اتفاق السويد يجعل المفاوضات المقبلة حول الأسرى محل شك.
وتشمل اتفاقية الإفراج عن الأسرى خمس مراحل، تبدأ بتبادل القوائم، ثم إفادات حول القوائم، فالملاحظات على الإفادات، ويليها الرد على الملاحظات، وأخيراً الترتيبات اللوجستية لإطلاق سراح الأسرى والمعتقلين.
أبشع من داعش
ويستغرب الناشط عبدالحكيم العواضي من ابواق الاعلام الحوثي التي تحاول عبثا ودون معطيات تذكر برهنة حرص سيدها على المعتقلين والاسرى في الوقت الذي يعمل جاهدا على عرقلة تنفيذ اتفاق ملف الاسرى والمعتقلين بتوجيهات من حزب الله اللبناني الذي اوهم الجماعة بان تنفيذ اتفاقات السويد تهديدا لمستقبل الجماعة وهو ما دفع الجماعة لعرقلة تنفيذها مختلقة مبررات واهية حد تعبيره لـ”يمن الغد”.
وقال الصحفي، عبدالكريم المدي، إن مليشيات الحوثي تتلاعب باتفاق السويد الخاص بالأسرى، بعد تلاعبها بقضية الانسحاب من الحديدة والموانىء.
وأضاف الصحفي المدي، هؤلاء لا يعدمون ما يقولون ولا يخجلون مما يقولون.
ووصف المدي الحوثيين بانهم أسوأ وأبشع من داعش”.
وتابع تخيلوا يرددون بأن ثلاثة ألف من أصل ثمانية ألف أسير لديهم لاعلم لهم بهم.. ثلاثة ألف إنسان مرة واحدة ياقتلة أنشقت بهم الأرض.
قنديل أم زنبيل
ويشير طه الهلالي الى عند الرفع بأي جريح أو قتيل او اسير من الحوثيين يتم السؤال عنه فورأ من قبل القيادة في صعدة “هل هو قنديل أو زنبيل .
وقال أن الحوثيين كانوا في الحروب الست اذا قتل سيد منهم نقلوه إلى صعده واذا كان قبيلي رموا بجثته ولا يقبروه مع السيد بحكم ان السيد هو فقط له الكرامة أم غيرهم فلا .
ومصطلح الزنبيل هو تعبير خاص بالسادة ويقصدون به أن أبناء القبائل هم درجه ثانيه .
وانفصل عدداً كبيراً من أنصار الحوثي من أبناء القبائل وبقية المدن اليمنية الأخرى عن جماعة الحوثي بسبب إكتشافهم أن من لم يكن من ” السادة ” فهو طبقة ثانية يجب أن يكون تحت طاعة مولاة ” السيد ” مشيراً إلى أن الحوثيين تعاملوا مع أبناء محافظات إب وتعز وبقية المحافظات الذين لا ينتمون لعرقهم الطبقي على أنهم ضمن تصنيف الزنابيل.
والزنبيل هو الشيء الذي تجمع فيه النفايات والمخلفات أو الأشياء التي تحمل بشكل عام , في حين السيد الهاشمي فهو كالقنديل المضي في وسط السماء حسب معتقدهم .
صفقات مستعجلة
مطلع العام الحالي ابرمت جماعة “الحوثيين”، صفقة تبادل اسرى مع السعودية في وقت تعرقل تنفيذ اتفاق تبادل الاسرى الذي وقعته مع الحكومة اليمنية بالسويد.
واعلنت الجماعة عبر مكتب مبعوث الأمم المتحدة بتدهور الحالة الصحية لأحد الأسرى السعوديين.
ونقلت حينها قناة المسيرة الناطقة باسم الحوثيين عن لجنة الأسرى التابعة للجماعة: الأسير موسى شوعي علي عواجي، مصاب بفيروس الكبد وحالته الصحية تزداد سوءاً يوماً بعد يوم، وعرضت على الجانب السعودي صفقة مستعجلة به مقابل أن يفرجوا عن عدد من قناديل الحوثي الأسرى .
رؤوس الملالي والكلمة الاخيرة
ويقول خالد الكازمي لـ”يمن الغد” ان ملف الاسرى والمعتقلين بالنسبة للجانب الحوثي خاضع لتوجيهات حزب الله فيما ملف الانسحاب من مدينة الحديدة وموانئها خاضعا لتوجيهات طهران عبر غرف اشراف سرية، وهنا يعلل الكازمي المطالبات باجراء مفاوضات مع ايران وحزب الله لما يراه المطالبون من جدوى نتائجها افضل من التحاور مع جماعة قرارها ليس برأسها بل برؤوس الملالي في طهران ورأس حسن نصر الله.