كريتر نت / الحديدة
تجددت المواجهات في مدينة الحديدة امس الأربعاء بعد أيام قليلة من إعلان الأمم المتحدة أن ميليشيا الحوثي بدأت الانسحاب من موانئ المدينة ضمن تنفيذ اتفاق السويد الذي توصلت له أطراف الصراع في ديسمبر/كانون الأول 2018.
وتجددت الاشتباكات على اثر محاولة عناصر من الميليشيا الانقلابية التسلل إلى الحديدة ومنطقة الدريهمي إلى الجنوب، لكن القوات الموالية لحكومة الرئيس اليمني عبدربه منصور أحبطت هجومهم.
وأعلن الجيش اليمني الأربعاء أن ميليشيا الحوثي دفعت بتعزيزات كبيرة من عناصرها باتجاه عدة مواقع جنوب محافظة الحديدة.
واتجهت التعزيزات التي تضم أعدادا كبيرة من الآليات القتالية، نحو مديريتي حيس والتحيتا جنوب المحافظة. كما استقدمت ميليشيا الحوثي التعزيزات من مديرية الجراحي ومن محافظة إب.
واندلعت معارك بين مسلحي الحوثي والقوات الموالية للحكومة في مدينة الحديدة الساحلية باليمن الأربعاء، في انتهاك لوقف إطلاق النار قد يُعقد اتفاقا على انسحاب القوات يهدف لتمهيد الطريق أمام محادثات سلام أوسع.
ويُعد ميناء الحديدة شريان حياة لملايين اليمنيين المهددين بمجاعة بسبب الحرب، لأنه نقطة الدخول الرئيسية لواردات الغذاء والمساعدات.
وبدأ انسحاب الحوثيين من ميناء الحديدة وميناءين آخرين مطلين على البحر الأحمر يوم السبت ويمثل أهم تقدم حتى الآن في جهود إنهاء الحرب المستمرة منذ أربعة أعوام.
وقالت الأمم المتحدة الثلاثاء إن الموانئ سُلمت إلى خفر السواحل وإن الانسحاب يجري كما هو متفق عليه. وقال الطرفان إن الاشتباكات تجددت اليوم الأربعاء.
وزعمت وسائل إعلام يديرها الحوثيون إن قوات موالية للحكومة ضربت مناطق مختلفة بمدينة الحديدة بما فيها المطار، بأسلحة ثقيلة ومتوسطة.
ولم تذكر ما إذا كانت هذه القوات جنودا يمنيين أم أعضاء في التحالف العسكري الدولي الذي تقوده السعودية ويدعم حكومة الرئيس عبدربه منصور هادي التي تتخذ من عدن مقرا لها.
ولدى التحالف قوات محتشدة على مشارف الحديدة، ويفترض أن تتراجع هذه القوات أيضا في نهاية المطاف بموجب المرحلة الأولى من خطة الانسحاب.
وجاء اندلاع القتال بعد يوم من إعلان جماعة الحوثي الموالية لإيران المسؤولية عن هجوم بطائرات مسيرة قالت الرياض إنه أصاب محطتين سعوديتين لضخ النفط.
وقال اللفتنانت جنرال مايكل لوليسجارد، رئيس لجنة الأمم المتحدة التي تشرف على الانسحاب في الحديدة أمس الثلاثاء إن المرحلة الأولى ستكتمل بعد اتفاق الطرفين على تفاصيل المرحلة الثانية.
وأضاف أن الأمم المتحدة باتت الآن قادرة على الدخول بحرية إلى الموانئ مما سيسمح لمفتشيها بفحص السفن التي ترسو هناك بحثا عن أي واردات سلاح إلى الحوثيين، لكن لم يتضح كيف يمكن لتجدد القتال أن يؤثر في العملية.
وصمد اتفاق وقف إطلاق النار بالحديدة الذي تم التوصل إليه خلال محادثات سلام في ستوكهولم في ديسمبر/كانون الأول 2018، إلى حد بعيد رغم قصف ومناوشات متقطعة، بينما استمر العنف في مناطق أخرى في البلاد.
وذكرت قناة العربية التي يملكها سعوديون اليوم الأربعاء أن قوات الحكومة اليمنية قتلت 97 من مقاتلي جماعة الحوثي في محافظة الضالع بجنوب غرب اليمن. ولم يصدر تأكيد من الحوثيين.
وتدخل التحالف الذي تقوده السعودية ويتلقى أسلحة وغيرها من أشكال الدعم من الغرب، عسكريا لدعم الشرعية في اليمن ضد انقلاب الحوثيين المدعومين من إيران اليمن على الحكم.