كريتر نت / متابعات
تجاوز حزب الإصلاح في تعز كل الخطوط الحمراء في ادارته المليشياوية للمحافظة بعد أن نجح في طرد المحافظ الثاني من المدينة خلال أقل من عام، مفسحا الطريق أمام توحشه للانتقام وتصفية كل من يصنفهم كخصوم.
بدأ الإصلاح مشروعه الانتهازي بإعلان الحرب على رفاق السلاح كتائب ابي العباس ومن ثم توجه نحو الناصريين شركاء العمل السياسي. مؤخرا دشن حربه على المؤتمر وقياداته جناح الشرعية رغم ان هذا الجناح محسوب على الرئيس هادي.
وليست مؤامرة المسراخ الأخيرة بعيدة عن سياق واهداف المشروع الاخواني التدميري في تعز، فالدكتور امين محمود ليس فقط احد ممثلي مؤتمر الشرعية والمحافظ الذي وقف بصلابة في وجه هذا المشروع بل هو يمثل مع عدد من القيادات السياسية في المسراخ مركزا اجتماعيا له تأثير فاعل في جغرافيا المديرية.
يدهس الاصلاح بعجلة الجيش الوطني وصميل الشرعية كل من يخالفه الرأي والتوجه ويعمل بكل وقاحة لتنفيذ مشروعه الخاص محولا تعز الى دولة خاصة به مفصولة حتى عن مأرب التي يتأبطها الحزب تحت ذات الشعارات الجوفاء والانتهازية، الشرعية والجيش الوطني.
وبعد ان تجاوز البعد السياسي والعسكري ومعادلة صراع القوة داخل المدينة يقفز الاصلاح الى خارج المدينة موجها اول رصاصاته للنسيج المجتمعي لمحافظة حافظت خلال اكثر من نصف قرن على شروط تعايش مجتمعي يتصارع بمفاهيم سياسية رأيا ونقاشا ومشاركة حزبية في فترات السرية او العمل الحزبي المتاح بعد الوحدة.
عاشت تيارات اليسار القومية والماركسية فترات قوة في مناطق تعز الريفية تحديدا لكنها ابقت على قدر كبير من الشرف والأخلاق والقيم في تعاطيها مع القوى اليمينية المتطرفة التي يمثلها حاليا الاصلاح باستثناءات هامشية في بعض مناطق شرعب التي كانت فيها حدة الصراع نتاج البيئة المحلية.
لا يريد الاصلاح اليوم في تعز ان يحكم بأدوات الدولة وعقلها وشروطها بل يستخدم ادوات الدولة واسمها في تنفيذ مشروعه الخاص ولا يتورع في ارتكاب الجرائم والتجاوزات لكي يكسر الحاجز النفسي عند الناس الذين بدأوا ايام امين محمود يعايشون مفهوم الدولة وادواتها في كل خطواته الإدارية رغم مؤامرات الاصلاح وخياناته.
عين الاصلاح قادة المجاميع المقاتلة التابعة له مدراء مديريات ليؤسس لنظام حكم عسكري خاص به في تعز وما حصل في مديرية المسراخ من قبل مدير المديرية الذي كان قائدا لمجاميع الاصلاح العسكرية خير دليل على ما يسعى الاصلاح لتنفيذه في الفترة المقبلة.
جند الاصلاح عناصره في التربية والتعليم واعادهم الى مناطقهم وهم من سينفذ مشروعه الحالي في ريف تعز حيث سيحكم العسكر في كل قرية وعزلة وفي ادارة المديرية قائدهم الكبير وبذلك يكون الاصلاح استنسخ ذات تجربة داعش في الامارة وتجربة الحوثيين نظام المشرفين.
هذا الحكم العسكري المتسلط سيمارس ابشع انواع البطش والتنكيل ومحاولات ارهاب كل من ينتمي الى مكون سياسي او عسكري خارج دائرة الاصلاح ولن يعدم الحزب والعسكر القدرة على تكييف التهم والمبررات لإلصاقها بالمستهدفين وفي الأخير لا توجد مؤسسات دولة يمكن الذهاب اليها للفصل فالدولة كلها في يد الحزب.
هذا التمادي الاخواني في تفكيك نسيج المجتمع التعزي وفتح ابواب صراع اجتماعية على مستوى كل منطقة سيقود الى خيارات عديدة اقلها خطرا الاقتتال الداخلي في كل بنية مجتمعية صغيرة حتى على مستوى القرية الواحدة والأسرة ولن يسلم الاصلاح من هكذا تصعيد بل سيدفع ثمنا ثقيلا من انصاره ومكوناته، لكنه كما مليشيات الحوثي لن يكترث للكلفة البشرية التي يقدمها ما دام ذلك يخدم المشروع الكبير.